- الرئيس يشيع التفاؤل فى نفوس الأشقاء.. ويؤكد: هدفنا البناء وآمالكم تزيد الحمل على كتفى
- «مفوضية الاتحاد الأفريقى»: نتعهد بالدعم والمساندة.. ونتوقع عاما مميزا تحت رئاستكم
عاد الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى القاهرة بعد 72 ساعة تقريبا قضاها فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حضر خلالها القمة الأفريقية، وتسلم قيادة الاتحاد الأفريقى، مكللا جهود خمس سنوات من العمل الشاق والمثمر لاستعادة العلاقات القوية مع الأشقاء فى القارة السمراء، وتذويب ضباب الجفاء الذى صنعه خصوم مصر من الإخوان والجماعات المتطرفة وبعض الدول الإقليمية عقب ثورة 30 يونيو.
وخلال مشاركته فى القمة ورئاسته لأعمال الاتحاد، أشاع الرئيس عبد الفتاح السيسى حالة من التفاؤل والتطلع إلى المستقبل المشرق فى نفوس الأشقاء، وغلب الطابع الإنسانى الودود على ساعات وجوده فى إثيوبيا، منذ وصوله أديس أبابا فجر الأحد حتى عودته إلى القاهرة أمس الثلاثاء.
شهدت الزيارة نشاطا مكثفا على مدى الأيام الثلاثة، إذ تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الاتحاد الأفريقى فى دورته الجديدة 2019، وترأس الجلسة العامة والجلسات المغلقة للقمة الأفريقية فى دورتها العادية الثانية والثلاثين، وشارك فى عديد من الفعاليات، إضافة إلى الجلسات واللقاءات الثنائية مع قادة الدول، واللقاء الثلاثى بين مصر والسودان وإثيوبيا.
وحرص الرئيس فى كلمته أمام القمة على وضع رؤية استراتيجية مستقبلية للعمل الأفريقى المشترك، وسُبل دعم جهود القارة لتعزيز الأمن والسلام والاستقرار، ودفع جهود التنمية قُدما، وصولا إلى الاستغلال الأمثل للموارد ووضع أطر عملية التنمية المستدامة، وشدد الرئيس بشكل واضح على أهمية الاستمرار فى تعزيز الحكم الرشيد فى أفريقيا، باعتباره ضمانة مهمة ضد الفساد وعدم الاستقرار والتطرف.
وشهدت فعاليات القمة بحث التقرير المقدم من الرئيس الجابونى، على بونجو أونديمبا، حول التحديات الجسيمة التى تواجهها القارة على صعيد تغير المناخ، وأهمية تعزيز الموقف الأفريقى فى المحافل التفاوضية ذات الصلة، وأكد الحضور على ضرورة التمسك بالموقف الموحد بشأن رفع الظلم التاريخى عن القارة السمراء، وأحقيتها فى مقعدين دائمين يتمتعان بحق النقض «الفيتو» فى مجلس الأمن الدولى، وذلك فى نقاشهم حول التقرير المهم الذى قدمه رئيس سيراليون، جوليوس مدابيو، الذى ترأس لجنة العشرة المعنية بإصلاح مجلس الأمن.
وسلط الرئيس السيسى الضوء على الإحاطات المهمة للقادة الأفارقة بشأن عدد من الموضوعات، أهمها مكافحة مرضى الملاريا والإيدز، ومشكلتى الإرهاب والهجرة، والعمل على تفعيل السوق الأفريقية الموحدة، وتنفيذ أجندة 2063، ودعم جهود ومكافحة الفساد، والقضاء على زواج الأطفال، وأكد الرئيس أن القمة اعتمدت توصيات القادة وستعمل على ترجمتها إلى برامج عملية، ومتابعة تنفيذها، لحين حلول موعد القمة المقبلة، كما اعتمد الرؤساء الحضور الاتفاقية المؤسسة للوكالة الأفريقية للدواء، والنظام الأساسى للجنة الأفريقية للسينما والوسائل المسموعة والمرئية، والمعهد الأفريقى الدولى لتعليم النساء والفتيات، والسياسة الأفريقية للعدالة الانتقالية، فضلا عن تعديل ميثاق النهضة الثقافية.
وعبر الرئيس السيسى عن ثقته فى أن تقدم تلك الكيانات الجديدة قيمة مضافة للعمل الأفريقى المشترك، مؤكدا التحرك الفورى لتفعيلها بشكل كامل، ليكون العام الجارى أول الأعوام التى لن تشهد عقد قمة صيفية للاتحاد، إذ يحل بدلا منها اجتماع تنسيقى على مستوى القمة بين إدارة الاتحاد ورؤساء التجمعات الإقليمية الاقتصادية فى «نيامى» عاصمة النيجر، وهو الاجتماع الذى سيُركز على سُبل النهوض بجهود التكامل الإقليمى وتعزيز الشراكة مع التجمعات الاقتصادية الثمانية.
وأكد الرئيس حرصه على العمل مع كل المفوضين والعاملين فى الاتحاد الأفريقى، لتحقيق أهداف المؤسسة الأفريقية الأبرز، ودفع مسيرة العمل المشترك إلى الأمام فى ضوء أجندة 2063، وتعظيم حجم التجارة البينية عبر إقرار اتفاقية التجارة القارية الحرة والطاقة، وتنفيذ مشروعات البنية التحتية، وتعزيز بنية السلم والأمن، ووضع أطر عملية مستقرة لمرحلة ما بعد النزاعات، وتطوير إصلاح العمل الإدارى، وتلبية أهداف الدول الأعضاء فى مختلف المجالات، واستكمال مشروعات التعاون والتنمية الجارى تنفيذها.
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى كلمته خلال اللقاء الذى جمعه برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، موسى فقى، ومفوضى الإدارات المختلفة فى الاتحاد، قبيل مغادرته العاصمة الإثيوبية بعد ظهر الثلاثاء، على أهمية تعزيز الأمن والسلم والسلام بين دول القارة، ووضع خطط إعادة الإعمار فى مرحلة ما بعد النزاعات، كما أكد حرصه على إصلاح آليات العمل فى المفوضية، لتحقيق أهداف الدول الأعضاء وفق صيغة مؤسسية مستقرة، وتنفيذ مقررات القمة فى كل المناحى والمجالات، واستكمال المشروعات القارية والإقليمية الكبرى، وأنه يثق فى أن المفوضين والعاملين سيضطلعون بتلك المهام على أكمل وجه، بالتنسيق مع الجهات المصرية المختلفة، خاصة أن مصر تستضيف عددا من الفعاليات الأفريقية المهمة خلال العام الجارى.
وقال الرئيس: إننا نتطلع للتعاون مع الشركاء والأشقاء، وسنبذل قصارى جهدنا من أجل الوصول إلى أكبر قدر ممكن من تحقيق الأهداف المشتركة، وصيانة أطر التكامل، ليستفيد منها كل الشركاء، مشيرا إلى أن مصر منفتحة على كل المقترحات القيمة فى هذا الشأن، من أجل مزيد من التعاون ودعم منظومة العمل فى القارة الأفريقية والتجمعات الإقليمية والدولية. متابعا: «الآمال تنعقد على تحقيق مزيد من الإنجازات لدول القارة عبر القيادات المتوالية على الاتحاد، حتى نحقق الأهداف التى يتطلع إليها الجميع».
وعلى صعيد ملف دعم الشباب واستثمار طاقاتهم، شدد الرئيس السيسى على ضرورة العمل والتعاون مع دول العالم المختلفة، من أجل حل مشكلات الشباب الأفريقى ومنع أسباب الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا وغيرها، ما يُعرض بعضهم للغرق. كما شدد على أهمية أن يستفيد الأفارقة من حركة التجارة المشتركة، والبنية التحتية، وجهود التنمية والتعمير، لافتا إلى أن مصر قطعت خطوات جادة على هذا الطريق من أجل تحسين جودة الحياة وإسعاد المواطنين.
وأشار إلى أنه يعمل منذ توليه الحكم فى مصر على دعم مسيرة التنمية والبناء والتعمير من أجل خدمة المصريين، معربا عن أمله فى أن يوفقه الله فيما سيقدمه لصالح أبناء القارة، وأن تكون رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى مقدمة يتولون إدارة الاتحاد فى الأعوام المقبلة. مشيدا بما قدمه رئيس رواندا بول كاجامى خلال رئاسة بلده للاتحاد فى الدورة المنقضية، من تحقيق عديد من الإنجازات والنجاحات، متمنيا التوفيق لجنوب أفريقيا فى رئاستها للاتحاد خلال العام المقبل.
وأعرب الرئيس عن تطلعه لمزيد من التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين حول العالم، للخروج بمكاسب حقيقية لخدمة القارة، مؤكدا انفتاح مصر على مقترحات المفوضين ومسؤولى إدارات الاتحاد القيمة لتعزيز العمل الأفريقى المشترك، وأنه يثق فى أن كل المفوضيات ستضطلع بمهامها على أكمل وجه، خاصة فى ظل الثقة البادية من جانبهم والآمال التى يعلقها الأشقاء على رئاسة مصر للاتحاد، متابعا: «هدفنا البناء والتنمية، وتلك الآمال تزيد الحمل على كتفى، وسنحقق معا الأهداف المرجوة بأسرع ما يمكن».
وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال العام الماضى، قائلا: «كنت بتكلم عن أفريقيا مش مصر، وده كان فى حضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى»، لافتا إلى أنه تحدث مع كل المسؤولين الأوروبيين الذين التقاهم، وأكد لهم أنهم إذا أرادوا بالفعل حل مشكلة الهجرة غير الشرعية الوافدة من أفريقيا، فعليهم المشاركة فى معالجة الأسباب التى تؤدى لتلك الهجرة.
وأضاف أن الآلام التى تعانى منها شعوبنا الأفريقية تضع فى أعناقنا أمانة أكبر، مشددا على أن الهدف ليس أداء وظيفة، وإنما إسعاد الناس عبر إنجاز عمليات التنمية والبناء والتعمير، وهذا ما حققته مصر وتواصل تحقيقه. واختتم الرئيس حديثه بتوجيه الدعوة لرئيس وأعضاء مفوضية الاتحاد الأفريقى لحضور ملتقى الشباب العربى الأفريقى الذى تستضيفه أسوان خلال مارس المقبل.
من جانبه، أكد موسى فقى، رئيس المفوضية الأفريقية، التزام المفوضية بالعمل مع مصر لصالح القارة، وتحقيق المأمول خلال قيادة مصر للاتحاد، مشيرا الى أن العام الجارى سيشهد انعقاد أول اجتماع تنسيقى للاتحاد بالعاصمة النيجرية «نيامى» خلال يونيو المقبل، وهو ما يُمثل فرصة لمتابعة تنفيذ اتفاقية التجارة القارية الحرة.
وأشار «فقى» إلى أنه فى إطار الحرص على الشراكات الإقليمية والدولية، سيعقد الاتحاد قمة مع اليابان، وقمة أخرى عربية، يجرى التحضير لهما حاليا للظهور بشكل جيد، مؤكدا ثقته فى قدرة مصر على دفع مسيرة العمل الأفريقى نحو تحقيق السلم والأمن وإعادة الإعمار فى مرحلة ما بعد انتهاء النزاعات، كما أعرب عن أمله فى استفادة دول القارة من الخبرات المصرية الواسعة فى مجال البنية التحتية والمشروعات العملاقة، إلى جانب دفع مسيرة التعاون فى مجالات الطاقة والسكك الحديدية والاتصالات إلى الأمام.
وبدورهم، أكد مفوضو الاتحاد الأفريقى التزامهم بالدعم والمساندة الكاملين لإنجاح جهود مصر لتعزيز العمل الأفريقى المشترك خلال رئاستها للاتحاد، حتى تكون تلك الدورة ناجحة ومميزة فى عمر الاتحاد والمفوضية. مؤكدين عزمهم على العمل بشكل وثيق مع السفارة المصرية فى «أديس أبابا» لإنجاز عملية التكامل مشددين على تقديرهم للرئيس السيسى ورئاسته للاتحاد الأفريقى، التى يثقون فى أنها ستحقق نتائج إيجابية واسعة.
وتعهد المفوضون خلال لقائهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، قبيل مغادرته مقر الاتحاد، بدعم جهود مصر لتعزيز التعاون الأفريقى، وإشراكها فى أولوياتهم وتطلعاتهم المستقبلية، خاصة فى مجال الصحة الذى يشكل أولوية مُلحة بالنسبة لدول القارة، ونجاحات مصر المحلية فى هذا المجال، وأن جهود العمل فى الملف تشمل استكمال تنفيذ اتفاق مكافحة الأوبئة ومرضى الملاريا والإيدز، وتدشين الوكالة الأفريقية للأدوية، واختتم المفوضون بالتشديد على ضرورة إنجاز اتفاقيات حرية التنقل للأشخاص والسلع، وتطلعهم لأن ينجز الرئيس السيسى خلال رئاسته للاتحاد وثيقة أفريقية موحدة فى هذا الشأن، تزامنا مع العمل على إنشاء منطقة للتجارة الحرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة