مسجد آل أبو ستيت، فى قرية باصونة بسوهاج، تحفة معمارية تخطف الأبصار وتذهل العقول، الأمر الذى جعل الأهالى، وكل من يعلم به يسعى جاهدا لزيارته، وتفقد أروقته للاستمتاع بما فيه من تحف معمارية غير مألوفة فى مساجد الصعيد، كل هذا جعل المسجد يدخل لينافس على الترشح لنيل جائزة عبد اللطيف الفوزان.
جائزة عبد اللطيف الفوزان
وجائزة عبد اللطيف الفوزان، هى جائزة لعمارة وتصميم المساجد حول العالم وتشجع الأفكار التخطيطية والتصميمية والتقنية المبتكرة التى يمكن أن تشكل هوية عمارة المساجد فى القرن الحادى والعشرين.
وانتقل "اليوم السابع" إلى مقر مسجد آل أبو ستيت، حيث ما زالت تجرى به أعمال التشطيبات بعد أن حدثت بعض التعديلات الخاصة بالتصميم الخاص بالمسجد.
وفى البداية قال المهندس وليد عرفة، مؤسس دار عرفة للعمارة، إن مسجد آل أبو ستيت الكائن بقرية باصونة مركز المراغة بسوهاج، استغرق تصميمه 6 أشهر ثم استغرق البناء أكثر من عامين.
وأضاف "عرفة" أنه لأول مرة تشارك مصر فى جائزة عبد اللطيف الفوزان، والقائمة الطويلة للترشيح كان فيها عدد كبير من المساجد المصرية، ولكن مسجد مسجد آل أبو ستيت، هو المسجد المصرى الوحيد الذى نجح فى التصفيات الأولى، ووصل ضمن 27 مسجدًا للجولة الثانية، والتى تنتهى باختيار 3 مساجد فائزة فى 27 نوفمبر 2019.
وأوضح "عرفة" أن الجائزة كانت فى دورتيها السابقتين مقصورة على دول الخليج، فلم تكن على خريطة توقعاتنا، ولكن الدورة الحالية، وهى الثالثة، توسعت الجائزة لترشح مشاريع من أى مكان فى العالم وحدث ذلك.
ونوه المهندس وليد عرفة إلى أن العمارة الحقيقية هى نتاج معرفة حقيقية للمجتمع الذى تبتغى خدمته. فلا بد من معايشة ومعرفة آمال ودوافع وطموحات ذلك المجتمع، ثم التعامل مع كل ذلك بفكر نقدى يتفهم الواقع الحالى ولكن لا يستسلم لسلبياته بل يحاول تغييرها إلى الأفضل دون تسلط أو إملاءات متعالية.
وأكمل المهندس وليد عرفة: "دراستى فى كلية العمارة العريقة المعروفة فى لندن (الأركيتكتشر اسوسيشن) كانت فى الدراسات العليا فى الحفاظ على المبانى التاريخية وقد اندرجت فى تلك الدراسة بغرض أساسى هو الاستمداد من دروس العمارة التاريخية بغرض تقديم عمارة للحاضر والمستقبل ولكن من خلال التعامل المباشر مع فلسفة القيمة، وتقنيات البناء، وعلم أمراض المبانى، وخواص المواد، وتاريخ العمارة، والنظم الإنشائية التاريخية".
وتابع المهندس وليد عرفة: "كانت رسالتى تنظر فى محاولات المسلمين البريطانيين لإنشاء عمارة مساجد بريطانية وذلك باعتباره مدخلا يميز بين المطلق والنسبى فى قيم التصميم، بين الثابت والمتغير، بحيث نصل إلى ماهية المسجد أو مسجدية المسجد، فنحترم المطلق والثابت ولا نتلاعب به فيحدث إفراط، ولا نجمد النسبى والمتغير فنقع فى الجمود والانفصال عن الظروف والمشخصات من زمان ومكان وثقافة ومزاج وتاريخ".
وواصل المهندس وليد عرفة حديثه: "بالتالى تكون الاستفادة من مثل ذلك ليس حكرا على بريطانيا وإنما هو مدخل جيد يمكن المعمارى المعاصر فى مصر وغيرها من إعادة النظر فى قيم التصميم لمساجدنا اليوم وغدا بحيث لا ننفصل عن الأصل ولا نتجمد فى حلول بعينها، ثم كان القدر أن كلفت بهذا العمل بعد الانتهاء من بحثى ورسالتى فكان الجامع تطبيقا عمليا لما خلصت إليه فى بحثى ودراستى".