عرف الفراعنة الحب هذا أمر لا شك فيه، فالحضارة المصرية القديمة قامت على أساس الأسرة والعائلة والعلاقات الاجتماعية القوية، وربما مراجعة لتاريخ الملوك الذى سجلته الآثار والكتب سيكشف عنها الكثير من قصص الغرام.
والحضارة الفرعونية مليئة بالكثير بقصص الحب والأشعار التى دونت على ورق البردى وعلى جدران المقابر والمعابد، فقد كان الحب عند الفراعنة من أسمى العلاقات التى عبر عنها المصرى القديم فى كتاباته عن عاطفته، فكان بارعًا فى انتقاء الكلمات للتعبير عن المشاعر العاطفية واستخدم كلمه "مر إك" ومعناها بالهيروغليفية "بحبك".
الحب عند الفراعنة (1)
وأشارت دارسة حديثة للمؤرخ والباحث المصرى فرنسيس أمين إلى أن أوراق البردى وقطع الأوستراكا تسجل الكثير من قصص العشق وقصائد العشاق فى مصر القديمة، وأن هناك برديات مشهورة مثل "بردية هاريس"، التى عثر عليها فى معبد "الرامسيوم" غربى مدينة الأقصر، و"بردية شيفتر بيتى"، وبرديات متحف تورينو فى إيطاليا، تسجل الكثير من قصائد الحب ونصوص العشق والعشاق، وطبقاً للدراسة، هناك نصوص مشهورة من أغانى "العازف على الهارب"، وجميعها نصوص فى الحب والعشق والهوى.
وعبرت بردية شستر بيتى عن مشاعر مثلما جاء فى قصيدة "العاشقة العذراء" والتى تقول:
"لقد أثار حبيبى قلبى بصوته/ وتركنى فريسة لقلقى وتلهفى/ إنه يسكن قريبًا من بيت والدتى/ ومع ذلك فلا أعرف كيف أذهب نحوه/ ربما تستطيع أمى أن تتصرف حيال ذلك/ ويجب أن أتحدث معها وأبوح لها/ إنه لا يعلم برغبتى فى أن آخذه بين أحضانى/ ولا يعرف بما دفعنى للإفصاح بسرى لأمى/ إن قلبى يسرع فى دقاته عندما أفكر فى حبى/ إنه ينتفض فى مكانه/ لقد أصبحت لا أعرف كيف أرتدى ملابسى/ ولا أضع المساحيق حول عينى/ ولا أتعطر أبدا بالروائح الذكية"
ومن هذه النماذج للشعر المصرى القديم ما جاء فى ترنيمة نفتيس إلى أوزوريس.
الحب عند الفراعنة (2)
أحضر توا يا سيدى يا من ذهبت بعيدًا/ أحضر لكى تفعل ما كنت تحبه تحت الأشجار/ لقد أخذت قلبى بعيدًا عنى آلاف الأميال/ معك أنت فقط أرغب فى فعل ما أحب/ إذا كنت قد ذهبت إلى بلد الخلود فسوف أصحبك/ فأنا أخشى أن يقتلنى طيفون (الشيطان ست)/ لقد أتيت هنا من أجل حبى لك/ فلتحرر جسدى من حبك.
ومن قصيدة إيزيس العاشقة الأولى:
النداء الأبدى لأوزوريس بردية برلين رقم 3008/ تعالى نحو بيتك تعالى إلى بيتك/ أنت يا من لا أعداء له/ أيها الشاب الجميل الطلعة/ تعالى بيتك لكى ترانى/ لا تفترق عنى أبدًا/ أنا لا أراك ولكن قلبى يتطلع للقياك/ وعيونى تبحث عنك/ تعالى يا من توقف قلبه عن الخفقان/ إننى أناديك ويرج صراخى أجواء السماء/ ولكنك لا تسمع صوتى/ أنت لم تحب امرأة أخرى سواى.
الحب عند الفراعنة (3)