أزمات طاحنة تواجهها فنزويلا منذ سنوات بعدما احتدمت الخلافات بين المعارضة والنظام الحاكم وتحولت إلى ما يقرب من حرب أهلية، وما خلفه ذلك من انهيار اقتصادى قاد مؤشر التضخم لتسجيل ما يقترب من مليون%.
وبعد دخول البلاد لنقطة صدام منذ إعلان زعيم المعارضة، رئيس البرلمان خوان جوايدو رفضه الاعتراف بشرعية الرئيس نيكولاس مادورو وتنصيب نفسه رئيساً مؤقتاً، ودخول الولايات المتحدة على خط الأزمة ودعم المعارضة بشكل مباشر وعلنى، تحاول الحكومة فى فنزويلا الخروج من النفق المظلم، وتوفير احتياجات المواطنين الأساسية بعيداً عن صراعات السياسة، فى ظل نقص حاد فى السلع الغذائية والمستلزمات الطبية وغيرها.
ومن بين الحلول التى أرغمت عليها فنزويلا، ما كشفته صحف لاتينية حول إقدام البنك المركزى على بيع الذهب مقابل الحصول على العملات الأجنبية مثل الدولار واليورو، إلا أن قائمة الزبائن تضم بين طياتها دولاً صديقة تعمل بشكل رسمى ومباشر، ومن بينها دول تستغل ما تمر به كاراكاس من أزمات استثنائية.
وفى قائمة المستغلين تأتى تركيا، حيث كشفت صحيفة لاخورنادا المكسيكية أن أنقرة دون غيرها من زبائن الذهب الفنزويلى لا تقدم فى المقابل عملات أجنبية مثل اليورو أو الدولار، وإنما تقدم منتجات تركية الصنع فى استغلال صريح لما يعانيه ذلك البلد اللاتينى من أزمات.
ويعتبر الذهب هو الثروة التى تعتمد عليها حكومة نيكولاس مادورو لتوفير العملة الصعبة لفنزويلا لسد احتياجات البلاد الرئيسية من الغذاء والسلع الضرورية، وحوالى 300 ألف شخص من الباحثين عن الثروة نزحوا إلى المناطق الجنوبية الغنية بالمعادن من أجل كسب لقمة العيش، وذلك بأمر من حكومة الرئيس نيكولاس مادورو الذى سمح لهم بالعمل بشكل غير رسمى لدى الحكومة لاستخراج الثروة المعدنية للبلاد من دون أن يكون هناك تنظيم او استثمار حكومى.
وتعانى فنزويلا من أسوأ أزمة اقتصادية فى التاريخ فى الحديث الفنزويلى، ومؤيدى مادورو اشتروا 17 طنا من المعادن بقيمة 650 مليون دولار منذ 2016، وذلك وفقا لبيانات البنك المركزى حتى مايو.
وقالت بيانات البنك إن أكثر العمليات المالية نجاحا فى فنزويلا فى السنوات الأخيرة لم تتم فى وول ستريت، ولكن فى "معسكرات التنقيب" فى جنوب البلاد، ولكن التدقيق فى مخطط مبيعات الذهب يزداد حدة مع وصول الأزمة السياسية فى فنزويلا إلى نقطة الغليان.
ويعمل عمال مناجم الذهب فى ظروف صعبة حيث تنتشر السرقة والحوادث، والإصابة بالأمراض، مثل خوسيه أولار الذى أصيب بالملاريا وعمره 18 عاما، فهو يعمل فى منجم بالقرب من حدود البرازيل لمدة 12 ساعة يوميا، ويقوم بحمل أكياس التراب إلى مطحنة تقوم باستخراج المعادن.
ويشكو عمال المناجم بحسب الصحيفة المكسيكية أيضا من اضطهاد القوات العسكرية والمافيات التى تسيطر على المنطقة، حيث يوجد ارتفع معدلات القتل إلى سبع مرات، ولم تستجب وزارتا الدفاع والإعلام في فنزويلا لطلبات التعليقات.
وبهذه الطريقة ، تستفيد الحكومة من الأعمال الشاقة لعمال المناجم ، مثل خوسيه أيولار ، وهو مراهق أصيب بالملاريا خمس مرات فى منجم خطير بالقرب من حدود فنزويلا مع البرازيل.
وتضغط واشنطن على بنك إنجلترا لعدم الإفراج عن نحو 1200 مليون دولار من سبائك الذهب التى تحتفظ بها فنزويلا فى خزائنها، وانتقد مسئولون أمريكيون فى الآونة الأخيرة شركة استثمار مقرها أبو ظبى لشراء الذهب الفنزويلى وحذرت شركات أجنبية أخرى من الامتناع عن التفاوض بشأن مزيد من الحانات مع مادورو.
وتدير حكومة مادورو الذهب عن طريق وسطاء لأنه يوفر السعر الأعلى فى السوق ، والطريقة الوحيدة للتنافس مع المهربين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة