لم يكن وقار الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر حصنا آمنا من جاذبية الأديبة الراحلة مى زيادة، فأخذ يحبها فى صمت وحياء ولم يعبر عن حبه بالكلمات المسموعة، واكتفى بالتعبير بالكلمة المكتوبة عبر بعض الرسائل التى كان يراسلها لها وبلغت 3 إحداها من باريس والأخرتان من ألمانيا، إضافة إلى تلك الزيارات التى كان يحرص عليها فى صالون مى زيادة.
وتمر اليوم الذكرى الثانية والسبعون على رحيل الشيخ الفيلسوف مصطفى عبد الرازق، شيخ الأزهر السابق، ومؤسس المدرسة الفلسفية العربية، كما أنه يعد مجدد للفلسفة الإسلامية فى العصر الحديث، إذ رحل فى 15 فبراير عام 1947م.
فى النصف الأول من القرن الماضى، ربما لم يذكر أديبة بشهرة أو بسطوة وحضور الأديبة والكاتبة الراحلة مى زيادة، تلك الكاتبة، التى طالما عرفت بوقوع كبار الأدباء والمفكرين المصريين والعرب، فى بحر غرامها، ومن بينهم الشيخ والفقيه الإسلامى الكبير الشيخ مصطفى عبد الرازق.
راسل الشيخ الراحل، الأديبة الكبيرة، ثلاثة مرات، وضح فيها ولعه برؤيتها، لتوضح ما فى قلبه من حب، حيث قال فى إحدى رسائله: "وإنى أحب باريس، إن فيها شبابى وأملى، ومع ذلك فإنى أتعجل العودة إلى القاهرة، يظهر أن فى القاهرة ما هو أحب إلى من الشباب والأمل".
ويظل الشيخ مصطفى عبد الرازق ينشد وصال مى فى تحفظ ووقار كلما وجد إلى ذلك سبيلًا، سواء من خلال الصداقة الأدبية، بتقريظ ومدح مى زيادة الأديبة، حيث يقول عنها: "إن للآداب الإفرنجية أثرًا ظاهرًا فى أسلوب مى، وفى طريقة معالجتها لموضوعاتها"، وقال يرثيها: "شهدنا مشرق مى وشهدنا مغيبها، ولم يكن طويلًا عهد مى، على أن مجدها الأدبى كان طويلًا".