يتزامن مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى، مشروعات عديدة تقوم بها الحكومة المصرية فى العام الجارى لتوطيد العلاقات الاقتصادية والثقافية مع دول إفريقيا، وتلعب محافظة أسوان دورا هاما فى العديد من تلك الخطط التنموية التى تقوم بها مصر لتعبر إلى القارة السمراء، ويستعرض اليوم السابع أهم المشروعات التى تقام على أرض محافظة أسوان خلال الفترة الراهنة التى تثمن بدورها من العلاقات المشتركة بين مصر والسودان، نظرا لأن السودان هى المعبر الوحيد للانطلاق إلى القارة الأفريقية.
خط الربط الكهربائى بين مصر والسودان أهم المشروعات المشتركة بين البلدين
من أهم المشروعات التى تقوم بها وزارة الكهرباء لتوطيد العلاقات المشتركة، هو مشروع خط الربط الكهربائى مع السودان، حيث أكد المهندس أحمد فتحى، رئيس قطاع المشروعات بمنطقة مصر العليا لنقل الكهرباء، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن المرحلة الأولى من خط الربط الكهربائى قد قارب على الانتهاء بنسبة 95%، حيث تم الانتهاء من تركيب 306 برج كهربائى لتوصيل 150 ميجا وات كمرحلة أولى لصالح دولة السودان.
وأوضح رئيس قطاع المشروعات بنقل الكهرباء، أن المشروع يستهدف إلى تعظيم العلاقات المصرية السودانية، وتصدير الطاقة الفائضة من قبل مصر للعديد من الدولة العربية، بحيث تصبح مصر محورا هاما لتصدير الطاقة الكهربائية، مؤكدا أن طول خط الربط يبلغ 100 كيلو متر يبدأ من محطة توشكى 2 إلى منطقة ارقين الحدودية وصولا إلى محطة وادى حلفا بالسودان، لافتا إلى أنه سيتم توصيل 300 ميجا وات من الطاقة إلى دولة السودان، بتكلفة مبدئية للخط تقدر بـ470 مليون جنيه، مؤكدا أنه تم انتهاء الأعمال المدينة وجار توصيل الموصلات والجهد على الخط بقوة تصل إلى 220 كيلو فولت خلال شهر فبراير الجارى.
ولفت إلى أن الخط الكهربائى بين مصر والسودان يعد بداية الربط بين مصر والجنوب، حيث سيتم من خلاله الربط مع أى دولة أفريقية، وستصبح مصر مركز محورى للطاقة بالقارة السمراء.
"هيئة وادى النيل للملاحة النهرية" حلقة الوصل بين مصر وأفريقيا
ولم تقتصر خطة العبور إلى القارة الإفريقية عند هذا الحد، بل هناك مخطط لتنفيذ أكبر مشروع ملاحى بين الإسكندرية وبحيرة فيكتوريا والذى يستهدف إلى فتح سوق للصادرات بين مصر وأفريقيا، حيث أكد اللواء مصطفى عامر، نائب رئيس هيئة وادى النيل للملاحة النهرية، أن للهيئة دور هام فى تنفيذ المشروع الذى يربط بين مصر والقارة السمراء، وزيادة التبادل التجارى بين الطرفين، مؤكدا أن حجم الاسطول النهرى للهيئة يبلغ 22 وحدة نهرية، 18 وحدة منها تستخدم لنقل البضائع والأبقار الحية، ووحدتين هما ساق النعام وسيناء التى يتم استخدمهما لنقل الركاب فقط من مصر إلى السودان عبر ميناء السد العالى بأسوان.
30 ألف طن إجمالى حمولة الأسطول النهرى للهيئة بين مصر والسودان خلال الرحلة الواحدة
وأشار نائب رئيس هيئة وادى النيل للملاحة النهرية، فى تصريح خاص لليوم السابع إلى أن الهيئة تلعب دورا هاما فى تعظيم التبادل التجارى بين البلدين، حيث تصل حجم التبادل التجارى بين مصر والسودان شهريا نحو 150 الف طن من البضائع، تقوم مصر بتصدير الأسمنت والرخام والخضروات والفاكهة والأثاث المنزلى والأجهزة الكهربائية والأسمدة الكيميائية، وتستورد الابقار واللحوم والتوابل ، موضحا أن حمولة الوحدات النهرية فى الرحلة الواحدة تبلغ 30 ألف طن ذهابا وعودة، كما يبلغ حجم المنقول اليومى من 5 آلآف إلى 8 آلاف من البضائع.
وأكد أن هناك خطة لتطوير دور الهيئة من خلال رفع كفاءة الاسطول النهرى لها وزيادة عدد الحمولات، فضلا عن إقامة مشروع شراكة مع القطاع الخاص والعام لتطوير الموانئ التى تعد عنصرا هاما فى المكون الملاحى لإتمام المشروع العملاق.
النقل: خط سكة حديد جديد بطول 600 كيلو متر لنقل البضائع من مصر إلى السودان
ويأتى دور خطوط السكة الحديد، لتعلب هى أيضا دورا محور للعبور إلى إفريقيا، وذلك بعد أن أعلنت وزارة النقل عن مشروع لتنفيذ خط سكة حديد جديد يربط بين مصر والسودان، حيث أوضح المهندس حسين الرشيدى، رئيس هيئة السكة الحديد للمنطقة الجنوبية، أن الوزارة تسعى إلى ربط سككى مع القارة السمراء يبدأ بتنفيذ خط سكة حديد بطول 600 كيلو متر، يستخدم لزيادة حجم التجارة البينية بين البلدين من خلال نقل البضائع عن طريق شبكة السكك الحديد وليس الطريق البرى، نظرا لأنه وسيلة آمنة وأقل بالتكلفة مقارنة باستخدام الطرق السريعة.
وأشار رئيس الهيئة للمنطقة الجنوبية، لـ"اليوم السابع"، أنه هناك خطة لزيادة التواصل مع السودان كنقطة انطلاق قوية إلى مختلف البلدان الأفريقية، ويعتبر مد خط سكة حديد للسودان خطوة هامة لزيادة حجم التبادل التجارى بينهما، خاصة أن القطار الواح يتمكن من نقل الأوزان التى تحملها 60 سيارة على الطرق السريعة.