"الشات الحرام" كان كلمة السر فى اختطاف "ابن الذوات" بالإسكندرية، بعدما نجح تشكيل عصابى فى استدراج طالب عن طريق فتاة والتلاعب بمشاعره، واختطافه لمساومة أسرته بالمال.
كل شىء تطور حولنا، حتى الجريمة نالها نصيب من التطوير، لذا فكرت عصابة فى اختطاف طالب ينتمى لأسرة ثرية بطريقة غير تقليدية، فجلس 6 أشخاص سابعهم الشيطان يفكرون فى حيلة جديدة لاختطاف الضحية الذى لم يتخطى عامه السادس عشر.
واختمرت فى ذهن الجناة فكرة الاستعانة بالسوشيال ميديا لتنفيذ جريمتهم، حيث اتفقوا مع طالبة مع إرسال طلب صداقة للضحية، والبدء معه فى الحديث عبر "الشات"، وابتزاز مشاعر المراهق بمجموعة من الصور والإيحاءات الجنسية فى "الشات" وصولاً لطلب الضحية موعد غرامى مع الفتاة التى طالما تحدثت معه كثيراً عبر الدردشة ولم يراها بعد.
بعد محاولات متكررة من الضحية، نجح فى اقتناص موعد غرامى مع الفتاة، وراح يذهب بخياله بعيداً يمنى النفس بكواليس اللقاء الأول مع الفتاة، وكيف يستفرد بها بعيداً عن أعين الناس لإشباع رغباته، ولم يدرى بأنها "طٌعم" لعصابة قررت اختطافه.
"المعمورة الشاطئ" كان مكان للقاء الاثنين حسب اتفاقهما، حيث حضر الضحية مبكراً، بينما تأخرت المتهمة لاستفزاز مشاعر المراهق، وما أن ظهرت له وتحرك نحوها، حتى فوجىء بمجموعة من الأشخاص يعتدوا عليه ويشلوا حركته ويضعوه داخل سيارة ملاكى ويهربوا به.
أحلام المراهق فى الانفراد بمحبوبته تحولت لسراب، بعدما وجد نفسه مقيد اليدين والقدمين داخل شقة فى مكان لا يعرف عنه شيئا، ولم يشغله وقتها سوى كيفية الخلاص من هذا الموقف والنجاة بعمره من العصابة، بعدما أيقين أنه وقع فريسة لخارجين عن القانون.
وفى الوقت الذى كان المراهق يساوم فيه العصابة، كان المشهد أشد قسوة داخل منزل أٍسرته، فقد غاب المراهق طويلاً عن المنزل، وبات هاتفه مغلقاً، وبحثوا عنه لدى الأصدقاء والجيران والأقارب دون جدوى، حتى بدأ القلق يتسرب للقلوب.
وبين تساؤلات وإحتمالات عدة للأسرة عن أسباب غياب المراهق، جاء اتصال من هاتفه المحمول ليقطع الشك، حيث اكتشف أن شخص غريب يتصل بهم من هاتفه ويطلب منهم 2 مليون جنيه فدية، مقابل إطلاق سراح ابنهم المختطف، وعدم اللجوء للشرطة حتى لا يتعرض الطفل للأذى.
الأسرة لم تتردد فى الاستعانة بالشرطة حيث تم تحديد المكان الجغرافى الصادر منه المكالمة وإرسال مأمورية أمنية نجحت فى تحرير المختطف وضبط الجناة، الذين اعترفوا تفصيليا بارتكابهم الواقعة، مؤكدين أنهم استغلوا هوس الضحية بالإنترنت وفيس بوك، فدخلوا له عبر هذا الطريق، وزجوا بفتاة لابتزازه واستدرجته وساعدهم فى ذلك صديق للمجنى عليه بنفس المدرسة التى يدرس بها، حيث ساعدهم بمعلومات كافية عنه ساهمت فى الإيقاع به سريعا.
وتلقى قسم شرطة ثان المنتزه بلاغاً من "عزالدين.أ" 44 سنة، شريك بشركة، ومقيم فى المنتـزة، باختطاف ابن شقيقـه "محمود.إ" 16 سنة، طالب، وتلقيهم اتصال من مجهول من هاتف المُختطف وطلب ميلونى جنيه كفدية نظير إطلاق سراحه.
ووجه اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية للأمن العام، بتشكيل فريق بحث ترأسه اللواء محمد الشريف مدير أمن الإسكندرية لكشف غموض الواقعة وظروفها وملابساتها، توصلت جهوده إلى أن وراء ارتكاب الواقعة "السيد.ع" 24 سنة، سائق، و"نادر.م" 17 سنة طالب بمدرسة المجنى عليه، و"أحمد.م" 21 سنة عاطل، و"أشرف.أ" 20 سنة سائق، و"وليد.ع" 19 سنة عاطل "مسجل خطر"، و"شيماء.م" طالبة، وجميعهم مُقيمين بمحافظة البحيرة.
وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن البحيرة تم استهداف المتهمين وضبطهم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة حيث اعترف الأول بإتفاقه مع الثانى والثالث على اختطاف المجنى عليه، وطلب مبلغ الفدية من أسرته، وفى سبيل تنفيذ مخططهم إستعانوا بباقى المتهمين حيث استدرجت السادسة المجنى عليه عن طريق موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وتم تحديد لقاء يجمعهما بمنطقة المعمورة الشاطئ، وعقب وصوله شل الباقين حركته واقتادوه داخل سيارة ملاكى "مستأجرة"، وتوجهوا به لشقة مستأجرة مُعدة لذلك بمعرفة المتهم الأول بمنطقة 6 أكتوبر، حيث تم العثور على المجنى عليه مُقيد اليدين ومعصوب العينين داخل الشقة، وبه سحجات بالوجه على إثر مقاومته للمتهمين، وأرشد المتهمون عن هاتف المجنى عليه، حيث تم ضبطه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، والعرض على النيابة التى باشرت التحقيق.
أسرة الضحية
الأسرة تستقبل المختطف بالأحضان
المتهمون
لحظة عودة الضحية لأسرته
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة