تختلف طموحاتنا وأحلامنا باختلاف المرحلة العمرية التى نمر بها، كما أن ضغوطات الحياة المختلفة تستطيع أن تخرج أجمل ما فينا، والبحث الدائم عن الشغف والتمييز يمكننا من نقطة انطلاق جديدة نستطيع أن نجد فيها أنفسنا من جديد.
"مها التوهامى" صاحبة الـ36 عاما درست فى كليه الأداب جامعة عين شمس، والتى استطاعت أن تدخل مجال العمل مبكرا فى عمر 19 عاما، ولكنها بعد الزواج ومسئولية الأطفال وجدت نفسها تحت عبء ضغوطات الحياة، وعدم القدره على التوافق بين عملها كموظفة فى إحدى المؤسسات وبين مسئولية بيتها وأمومتها التى تحتم عليها رعاية أطفالها.
وتروى لليوم السابع وتقول: "اللى اتعود على الحياة العملية صعب جدا أنه يبعد عنها"، ومن هنا كان لها فكرا جديدا ومميزا، وتحت عبء الحياة لم تستسلم وتبتعد عن تحقيق ذاتها وأحلامها، وإنما قامت بالتفكير فى مشروع خاص، من خلاله تستطيع التوافق بين شغفعا وأمومتها.
فتحكى وتقول: "فى الفترة دى بدأت أشوف سوق العمل المصرى وهو محتاج إيه"، وتزامنا مع هذه الفترة قد وجدت مها انتشار فكرة إعادة التدوير والمنتاجات الصديقة للبيئة على الكثير من مواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب، وكم يفتقدها المجتمع المصرى فى مجالاته، ومن هنا قررت أن تبدأ مشروعها الخاص بإعادة تدوير "إطارات السيارات" وحماية البيئة من التلوث الناتج عن حرقها فيما بعد.
وتضيف: "كنت بدور على حاجة جديدة تعتمد على الألوان وتكون عبارة عن عمل فنى، شغل يكون فى بهجة وألوان أقدر أخرج فيه طاقة مش يضيف عليا ضغوطات".
كما حرصت قبل البدء فى هذا المشروع أن تتعرف على الخامات المختلفة وتقوم بالتجربة، لمعرفة الخامات والألوان الأفضل جودة وخامة تمكنها من إخراج الإطار بأفضل صورة ممكنة، حتى تستطيع أن تقدم منتج يتسطيع أن يثبت نفسه فى السوق المصرى.
فقامت "مها" بإحضار الإطارات المستعملة من الأماكن المختلفة الخاصة بذلك كالورش وأماكن الخردة وغيرها، وذلك نظرا لارتفاع سعر "الكاوتش" ولتستطيع خدمة البيئة، وبيعه بسعر مناسب، وكانت تحرص على شرائها بأقل عيوبا حتى تستطيع العمل فيها بسهولة، ويخضع بعد ذلك إلى عمليه التلوين.
فتعتمد فى هذا المشروع على زوقها الخاص، وأن يكون منتجا محيا مبهجا وألوان يضيف لمسات جمالية للمكان، كما استطاعت فى وقت قصير يقدر بحوالى عامين منذ بدء المشروع أن تضيف إليه الكثير من التجدد، وذلك كاستخدام الكروشيه والصلصال الحرارى فى عملية التزيين، وعمل البوفات والتربيزات المختلفة، كما استخدمته أيضا كبيوت للحيوانات وذلك نظرا لصلابته، مما يكون مناسبا للحيوانات وعدم تلفه بسهولة.
وعن الصعوبات التى واجهتها فى هذا المجال، هو عدم انتشار ثقافة إعادة التدوير فى المجتمع المصرى بالقدر الكافى، وإنما من خلال تسويقها الجيد لمنتاجاتها من خلال الدعايا ومواقع التواصل الاجتماعى استطاعت أن تنال منتجاتها إقبالا جيدا من المصريبين والإقبال على شرائها.
وعن أحدث أعمالها سوف تعرض خلال الأيام المقبلة مجموعه خاصة بالأطفال، تستطيع وضعها داخل المنزل وداخل غرف الأطفال تعتمد فيها على رسومات الكرتون المحببة، وعن حلمها فى هذا المجال تقول: "التوسع فى السوق المصرى ووجود منافذ كبيرة لبيع هذه المنتجات".