صدر حديثا عن دار الساقى للنشر والتوزيع ببيروت النسخة العربية من كتاب "فهم الإسلام السياسى" للمؤلف والباحث الفرنسى فرنسوا بورغا، أستاذ العلوم السياسية، وأحد أكبر المتخصصين فى الإسلام السياسى فى أوروباء.
من الجزائر إلى سوريا مرورا بتونس واليمن وليبيا ومصر وفلسطين وفرنسا، يروى بورغا كيف قاده مساره البحثى، بغية فهم الآخرية الإسلاموية، إلى نحت أدواته التحليلية الخاصة، وأقام فى بعضها طويلا، لامس هذه النزعة العدائية التى تسم الموقف الغربى والتى تعتمد سياسة الكيل بمكيالين، فالشهادات التى عاينها والتى ينقلها من هناك تحكى أصل الجريمة وتكشف أن مكمن المشكل يوجد فى الغرب فى المقام الأوّل.
ويبين باستعادة لقاءاته مع عدد من الإسلامويين كيف أن بواعثهم كانت دنيوية وسياسيّة أكثر منها دينية، مبتعداً عن التفسيرات الماهوية التى تتعنت فى البحث داخل قرآن القرن السابع عن مفاتيح الإسلام السياسى المعاصر.
ويتابع بورغا فى هذا العمل مساراً بحثياً ابتدأه منذ أربعة عقود، فيقابل فرضياته الأولى بالاضطرابات التى رافقت فصول "الربيع العربى" وبروز الحضور الجهادى، كما يدرج ملاحظاته فى سياقاتها التاريخية، ليقدم إلينا إضاءة ثمينة حول شروط تجاوز هذا "التحدى الإسلاموى".
ويعتبر الكاتب أن الإسلام السياسى يمثّل تسريعا لسيرورة إعادة تموضع الجنوب الخاضع لسيطرة الشمال. فنشأته تعود بالأساس إلى اختلال عميق خلّفه الاستعمار، إنه فاعل حضارى يسعى إلى استعادة الميادين الأيديولوجية التى استحوذ عليها الشمال الاستعمارى الذى خرّب هويته وتاريخه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة