بدأت كل الأطراف المشتركة فى قطاع السياحة بخطى سريعة فى التحرك نحو خلق عمالة مدربة ومجهزة تتناسب مع الانتعاشة السياحية خلال الفترة الماضية، والتوقعات بالمزيد من الحركة السياحية خلال العام الحالى، وذلك على أمل تعويض الفاقد الذى طال العمالة المدربة بعد توقف السياحة السنوات الماضية.
التحركات تتم عبر تنسيق كامل بين وزارة السياحة واتحاد الغرف السياحية الذى يرأسه لأول مرة منذ ثلاث سنوات مجلس منتخب يمثل القطاع الخاص، هذا التكامل بين الوزارة والقطاع الخاص فرصة لترميم كل الشقوق التى ظهرت فى القطاع الفترة الماضية.
غرفة شركات السياحة كانت أول من طرق باب تجهيز العمالة المدربة، حيث انتهت اليوم فعاليات الدورة التدريبية التى أطلقتها الغرفة بالعاصمة الإدارية بمشاركة 220 شركة، وقامت الغرفة بتنظيم جولات لجميع المشاركين لزيارة حى الوزراء ومسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح.
وتلك الدورات التدريبية تدعم عملية التطوير الشامل بقطاع السياحة، فى إطار خطة الإصلاح الهيكلى التى تتبناها وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط، حيث أشار حسام الشاعر رئيس الغرفة إلى أن هذه الدورة تمت بالتنسيق التام بين الغرفة ووزارة السياحة، ووقع الاختيار على العاصمة الإدارية سعيا لوضعها على خريطة سياحة المؤتمرات الدولية.
القطاع سيشهد تطورا كبيرا خلال الفترة المقبله نتيجة برامج التدريب، هذا ما أكده حسام الشاعر، مشيرا إلى أن مجلس إدارة الغرفة يولون أهمية كبيرة لبرامج التدريب، لافتا إلى أن المجلس يوفر كل الميزانيات الممكنة لتطوير وتدريب القطاع السياحى حتى يصبح فى قمة التطور وبالصورة والشكل اللائق بمصر.
وأشار الشاعر إلى أن التدريب فى السنوات الماضية كان منسيا فى شركات السياحة، وكان نصيب الفنادق أكبر فى جميع صور الدعم المقدمة للقطاع إلا أن نجاح برامج التدريب يعد نجاحا للقطاع بشكل كبير.
اتحاد الغرف السياحية بمجلسه الجديد يضع التدريب فى أول سلم الأولويات، وسيعلن الفترة المقبلة عن خطته لتفعيل كل أدواته التدريبية المعطلة، والتى ستخدم الغرف الخمس من شركات سياحة والفنادق والمنشآت السياحية والغوص.
وفى هذا الشأن أكد ناصر تركى، عضو مجلس إدارة اتحاد الغرفة السياحية، لليوم السابع، أنه سيتم وضع قائمة بالأولويات خلال الفترة المقبلة ومنها ملف التدريب، وتطوير المراكز التابعة للاتحاد مثل مركز القيادة الأمنة ومركز تدريب الطهاة.
وشدد تركى على أهمية رفع كفاءة العنصر البشرى بقطاع السياحة، لافتا إلى إن مصر لديها مراكز تدريب معطلة لسنوات وفى حاجة إلى النشاط من جديد، منها مركز إعداد الطهاة ومركز القيادة الأمنة للسائقين، معربا عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة، خاصة أن القيادة السياسية مؤمنة بأهمية السياحة القصوى للبلاد وهذا تحول إيجابى، وتعمل على دعمها، ونحتاج الآن إلى توعية المواطن بأهمية السياحة، لأنه شريك فى المنظومة.
تحرك القطاع الخاص والاتحاد يسير إلى جانب خطة وزارة السياحة الموضوعة فى هذا الشأن، حيث أوضحت الدكتورة سها بهجت، مستشارة وزيرة السياحة للتدريب، أن تلك الخطة تم وضعها بعد عامين من الجهد وجلسات وورش مع الخبراء ودراسة كل المشكلات التى تحد من كفاءة العنصر البشرى، ولذلك قامت الوزارة بإعداد دورات تدريبية منتظمة ومتواصلة لا تعتمد على أشخاص بعينهم .
وأضافت سها بهجت أن خطة التدريب هدفها رفع كفاءة العنصر البشرى والبداية كانت مع غرفة شركات السياحة لأنهم أول من يبدأون التعامل مع السائح، مشيرة إلى أن الوزارة قامت باستقدام شركة متخصصة لدراسة برامج التدريب ورفع كفاءة العنصر البشرى وكانت البداية مع أصحاب الشركات لأن أى منظومة من أهم عومل نجاحها القائمين عليها.
وأكدت سها بهجت أن هناك خطة قصيرة الأمد لمدة عام مع لجنة التدريب من خلال برامج مكثفة مع الموظفين والمندوبين والمديرين وأصحاب الشركات، ومنها تدريب أسطول النقل السياحى بشكل مفعل، خاصة أن دور وزارة السياحة أيضا إعداد منظومة تشريعية تنظم وتضمن استمرار برامج التدريب بكفاءة .
وستبلغ عدد الدورات التدريبية لغرفة شركات السياحة خلال عام 2019 "90" دورة تدريبية بمعدل دورتين أسبوعيًا فى جميع الأنشطة السياحية المختلفة، بالتنسيق مع وزارة السياحة، حيث تستهدف تدريب 15 ألف متدرب خلال العام الحالى وبالمجان، خاصة بعد زيادة مخصصات التدريب من 2 مليون جنيه خلال 4 سنوات إلى 10 ملايين جنيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة