بين الحملات الصليبية ومارتن لوثر.. صكوك غفران أم بدعة "أوربان"

الإثنين، 18 فبراير 2019 12:28 م
بين الحملات الصليبية ومارتن لوثر.. صكوك غفران أم بدعة "أوربان" القس البروتستانتى مارتن لوثر
كتب ــ محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ 473، على رحيل القس والمصلح البروتستانتى، مارتن لوثر، أستاذ اللاهوت، ومطلق عصر الإصلاح في أوروبا، بعد اعتراضه على صكوك الغفران، حيث قام بنشر رسالته الشهيرة فى عام 1517م، المؤلفة من 95 نقطة تتعلق أغلبها بلاهوت التحرير وسلطة البابا في الحل من "العقاب الزمنى للخطيئة".
 
والمعروف أن البابا أوربانوس الثانى، الذي عاش قبل مارتن لوثر بنحو 500 عام  لم يكتف بدوره فى سفك الدماء فقط، وإشعال شرارة الحرب بين الغرب والشرق تحت لواء المسيح وحماية الدين، بعد دعوته لحملة صليبية كبرى على أرض الشرق، لاستعادة بيت المقدس (القدس)، لكن الرجل اخترع أيضا صكوك الغفران ودخول الجنة، من أجل بث الحماس فى قلوب الفقراء، للمشاركة فى الحرب المقدسة كما كان يسميها، ليكون ذلك التاريخ أيضا إيذانا ببدء ما يسمى تاريخيا "صكوك الغفران". 
 
وبحسب كتاب "عقيدة الخلاص بالإيمان والأعمال في ضوء الكتاب المقدس" فإن الكنيسة الكاثوليكية أصدرت صكوك الغفران فى القرن العاشر، بناء على مجلس مجلس راتس سنة 934م، فأقبل معظم الكاثوليك على شرائها، بغض النظر عن كفارة المسيح أو الحالة الروحية للذين يبتاعون الصكوك، لكن تلك الصكوك لم تظهر بشكلها الشامل إلا عندما قامت الحروب الصليبية، عندما أصدر البابا أوربان غفرانا شاملا لكل الذين يخرجون إلى هذه الحرب بدافع الرغبة فى خدمة المسيحية، وبذلك ضمن الحياة الأبدية بحسب زعم أوربانوس، لكل العاملين فى هذه الحرب بعض عن النظر عن حياتهم الروحية.
 
لكن كما بدأت الصكوك كستار دينى للباباوات لإشعال الحرب، استمرت قرون طويلة لأهداف ليست لها أى علاقة بالدين، ومن هنا خرجت دعوة المصلح البروتستانتى الأشهر مارتن لوثر، فبحسب كتاب "عندما يتغير العالم"، لصاحبه جيمس بيرك، أنه فى مطلع القرن السادس عشر، راودت بابوات روما خطط طموحة لتجميل المدينة بعد سقوط غريمتها القسطنطينية فى القرن السابق، وبات ضروريا أن تصبح روما مركز العالم، ورأوا أن عائد صكوك الغفران سوف يساعد على سداد ثمن الأعمال الفنية باهظة التكلفة التى يقوم بها فنانون أمثال مايكل أنجلو، وكان ذلك مما ساهم فى تمرد راهب وتنبرج الأوغسطينى مارتن لوثر، والذى كان تمرده الشرارة الأولى التى انطلقت منها حركة الإصلاح البروتستانتى.
 
ويشير الكتاب إلى أن زيادة اعداد صكوك الغفران التى يبيعها مندوبو البابا بالقرب من مدينة ويتنبرج بصورة كبيرة، استخدم هولاء المندبون أساليب فى البيع شديدة الإغراء والبهرجة، زادت من إقبال الجماهير السذج على شراء ما يعرضه هولاء الباعة، وأخذ الطب على شراء صكوك الغفران يتزايد بصورة أفرزت سوقا سوداء، لكن مارتن لوثر استطاع أن يواجه تلك الأحداث بالمجاهرة بنقد الكنيسة فى بيان من 95 نقطة.
 
ويوضح كتاب "القرآن الكريم وشبهات المستشرقين (قراءة نقدية)" للدكتور عبد الله خضر حمد، فكانت دعوة مارتن لوثر تقوم على محاربة ما اسماه تعاليم الشيطان، وهى تعاليم البابوية والكنيسة الكاثوليكية ومحاربة صكوك الغفران، ونظر إليها على إنها وسائل للرق والعبودية، ونادت دعوته بالقضاء على سلطة البابا ونبذ الرهبنة وحياة الفساد لرجال الكنيسة، وكان ذلك بداية الانشقاقات العنيفة فى الكنيسة الكاثوليكية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة