توجه مهنة "التنجيد" شبح الإنقراض ، فى ظل المواجهة غير المتكافئة مع الفايبر والمراتب الجاهزة ، إذ كان الأسطى المنجد ، يعتمد قديما على ماكينة كهربائية وإبرة ومجموعة من أعواد الخشب ومقص ومجموعة من الخيوط والقماش والقطن، ويد خفيفة ومهارة ، ليصنع منها اسما فى عالم الصنعة ، التى كانت مرتبطة بالأفراح وجهاز العرائس .
وقال مهدى محمد، 33 سنة، منجد ، أنه ورث المهنة عن الوالد والجد ، مؤكدا أنه يحب الصنعة ، التى تعلمها منذ الصغر، وأصبحت مصدر رزقه ، قائلا : كان العمل فى الماضى يتم باستخدام مجموعة من الأعواد الخشبية التى تقوم تفنيد للقطن، وتنظيفه قبل البدء فى حشو المنتجات المختلفة، لافتا إلى أن الأمر تطور كثيرا عن الماضى ، ودخلت ماكينة كهربائية ، الى جانب الأدوات المختلفة من إبرة ومقص وخيوط .
وأضاف محمد ، أن العمل فى هذه الصنعة فى الماضى كان أفضل بكثير فى كل شىء من الخامات والعمل والمصنعية، وإقبال الناس ، خاصة وأن المهنة كانت مرتبطة بالأفراح ، مشيرا الى أنه فى الوقت الراهن قل الاقبال على مهنة التنجيد ، بعد انتشار الشغل الجاهز من المراتب والمخدات وغيرها من المنتجات والتى أصبحت الآن تقل فى تكلفتها عن التنجيد البلدى ، على الرغم من تخفيض أجور الصنعة ، التى وصلت الى 60 جنيه فى المرتبة الواحدة ، التى يستغرق فيها العمل حوالى 3 ساعات ، ولكن المشكلة الأخرى هى أسعار الخامات ، التى دفعت المواطنين الى تفضيل الجاهز .
وعلى الرغم من محاولات التطوير ، التى حاول محمد مهدى ، إدخالها على الصنعة ، لكسب لقمة العيش ومواجهة المنتجات الجاهزة من خلال تصنيع مراتب بوجهين الأول فايبر والثانى قطن ويتم استخدامها شتوى وصيفى ، الا أن أسعار الخامات وخاصة القطن الذى وصل سعر الكيلو منه الى 60 جنيها أجبر الجميع على اللجوء الى شراء أقطان درجات أقل ، لافتا الى توب الدمور والذى كان بـ 70 جنيها الثوب أصبح الآن بـ150 جنيها ، كلها عوامل ساهمت فى إنتشار الجاهز، الأمر الذى سيقضى على المهنة التاريخية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة