قال مسؤولون مكسيكيون إن الآلاف من طالبي اللجوء إلى الولايات المتحدة والعالقين على الحدود بين البلدين يُظهرون استسلاما لصعوبة المرور إلى الجانب الآخر من الحدود، في ظل سياسات الهجرة الرادعة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية -على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد- أن بعض المراقبين يعتبرون هذا الاستسلام انتصارا للرئيس ترامب بعد فترة من تعثر أجندته للهجرة.
وأوضح المسئولون المكسيكيون أن ألف مهاجر من أصل 6 آلاف سافروا عبر الحدود بشكل جماعي من هندوراس إلى الشمال المكسيكي -حيث وصلوا في نوفمبر الماضي- قبلوا عرضا من الحكومة المكسيكية لإعادتهم إلى بلدانهم بعد انتظار طويل في ظروف مزرية ومحفوفة بالمخاطر على الحدود مع الولايات المتحدة، بينما قرر ألف مهاجر آخر البقاء في المكسيك وقبول تصاريح عمل عُرضت عليهم خلال الخريف الماضي، في ذروة الاستياء العالمي إزاء كيفية التعامل مع الزحف المتنامي لقوافل المهاجرين.
ولجأ ترامب مؤخرًا إلى إعلان حالة الطوارئ الوطنية بعد فشله في الحصول على موافقة الكونجرس على تمويل الجدار الذي يسعى لبنائه على الحدود مع المكسيك لوقف زحف المهاجرين والتهريب عبر الحدود، وفاءً بأحد أهم تعهداته الانتخابية، وتسمح حالة الطوارئ لترامب باقتطاع أجزاء من التمويل المخصص لبنود أخرى في الموازنة لبناء الجدار، من دون موافقة الكونجرس، الذي بدأ نوابه الديمقراطيون معركة قضائية ضد إعلان حالة الطوارئ.
ومع ذلك، تشير البيانات -التي كشفها المسئولون في المكسيك- إلى أن سياسات ترامب الصارمة في مواجهة المهاجرين ربما تكون قد حققت بالفعل بعض أهدافها المرجوّة، بحسب "نيويورك تايمز".
وأشارت الصحيفة إلى توسيع الإدارة الأمريكية مؤخرًا لنطاق قانون يُلزم بعض طالبي اللجوء بالبقاء في المكسيك طوال مدة النظر في الدعاوى القانونية التي تلتمس منحهم حق اللجوء إلى الولايات المتحدة، والتي قد يستغرق الفصل فيها سنوات عدة، لافتة إلى أن تلك الخطوة تضاف إلى بعض سياسات الهجرة الجديدة القائمة بالفعل، والتي تزيد من صعوبة وصول المهاجرين إلى الأراضي الأمريكية.