وراء كل جريمة خطأ يقع فيه الجانى، ويكون سببًا لسقوطه فى يد السلطات الأمنية، لمحاسبته قانونيًا على ما ارتكبه من جرائم، هذا هو المعتاد رغم الحرص الشديد الذى يتبعه الجانى أثناء التخطيط لتنفيذ مهمته الإجرامية، سواء كانت قتل أو سرقة أو اغتصاب وغيرها الكثير من الأفعال المخالفة للقانون، ولكن هناك أخطاء تكون محل سخرية من الجميع، لأن الوقوع فيها سذاجة ونتائجه متوقعة مسبقًا.
فعالم الجريمة تحكمه قاعدة ثابتة لا تتغير مهما زاد ذكاء ودهاء المجرم فى التنفيذ والتخطيط، هى أن أخطر المجرمين يقعون فى قبضة العدالة لأهون الأسباب وأبسطها، فرغم تركيز المجرمين فى الترتيب الدقيق للقيام بجرائمهم سواء كانت سرقة أو سطو مسلح أو قتل وغيرها من الجرائم، إلا أن أتفه الأخطاء قد توقع بهم فى يد رجال الأمن، لذلك يرصد هذا التقرير أغبى سقطات وقع فيها مجرمون أثناء تنفيذ أعمالهم المخالفة للقانون، والتى كانت سبب فى فشل تحقيق أهدافهم وتمكنهم من الهرب، أو ضبطهم من قبل السلطات الأمنية بعد نجاح مخططاتهم.
سرقة بنك فى مدينة بالقطب الشمالى
فشل فى سرقة فندق صينى بسبب رائحة شرابه
البداية هنا مع لص تسلل داخل أحد الفنادق فى مقاطعة آنهوى الصينية، ممسكًا حذائه فى يده حتى لا يصدر صوتًا على الأرض، ولكن يبدو أن حرص اللص الزائد كان سببًا فى فشل مهمته الإجرامية.
اللص المتسلل لسرقة الفندق الصينى، لفت النظر إليه، حيث أن صاحب الفندق شعر بوجود رائحة كريهة مما دفعه للخروج والبحث عن مصدرها، وفور خروجه شاهد اللص وطارده حتى ألقى القبض عليه فى موقف السيارات، وعندما واجهت الشرطة اللص بمقاطع الفيديو التى التقطتها كاميرات المراقبة، اعترف أنه قام بسرقة عدة فنادق بنفس الطريقة بسبب قلة الأموال لديه.
لص حظه سيىء يقع من يده السلاح
لم يكن هذا اللص الأسوأ حظًا بين جميع أقرانه، ففى محاولة من لص أمريكى لاقتحام أحد المتاجر، فشلت المهمة أيضًا، رغم أن كاميرات المراقبة التى رصدته لم تظهر ملامح وجهه كونه ملثمًا، إلا أن السبب فى الفشل هذه المرة كان بسبب سوء حظ اللص الذى سقط المسدس من يده أمام الموظفة، وعندما حاول الإمساك به مجددًا لم يستطع، الأمر الذى دفعه للهرب.
لص يطلق النار على نفسه أثناء مطاردة الشرطة
وفى الإطار ذاته، طاردت الشرطة الأمريكية، لصًا فى الشارع بعد محاولة هروبه من مسرح الجريمة، ورغم ابتعاد رجال الشرطة عنه بمسافة كافية تساعده على الفرار منهم، إلا أنه أطلق النار على نفسه بالخطأ وسقط أرضًا، مما سهل عملية القبض عليه.
لص يسرق لوحة من متحف أثناء أوقات عمل المتحف وامتلائه بالزوار
وفى حالة أخرى، يبدو أن السارق الغبى لم يفكر إطلاقا قبل الإقدام على تنفيذ واقعة سرقة لوحة ثمينة للرسام أرخيبا كويندجى، من متحف "جاليرى تريتياكوف" الواقع وسط موسكو، دون أن يدرك للحظة أن المكان كله مراقب بالكاميرات، فضلًا عن تواجد زوار داخل المعرض.
وقصة هذا اللص الروسى الذى يبلغ من العمر 31 عاما، تتلخص فى أنه سرق لوحة من داخل متحف "جاليرى تريتياكوف" أثناء الأوقات الرسمية لعمل المتحف وسط الزوار، والغريب أنه استطاع الحصول على اللوحة والخروج بها من المتحف، ولكن تمكنت الشرطة من الوصول له وإلقاء القبض عليه، حيث اعترف بالواقعة والمكان الذى أخفى فيه اللوحة بعد سرقتها.
اللافت للنظر فى فيديوهات كاميرات المراقبة التى رصدت السارق أثناء خروجه باللوحة، أن الزوار لم يتفاعلوا مع الواقعة، حيث أخذ اللوحة وخرج من المتحف دون أن يوقفه أحد، ولكنه فى النهاية وقع فى قبضة الشرطة.
سرقة لوحة من متحف روسى فى موسكو
لص يسرق بنك بمدينة فى القطب الشمالى سكانها 2000 نسمة
أما السرقة الأكثر غرابة، والتى تلقى منفذها كثير من السخرية، كانت لرجل نفذ سرقة لمصرف فى المستوطنة الشمالية فى العالم، فى الدائرة القطبية الشمالية "القطب الشمالى"، والذى قبض عليه بعد فترة وجيزة من جريمة وصفها البعض بأنها "طائشة"، حيث نفذ هذا الرجل أول سرقة بنك على الإطلاق فى سفالبارد، وهو أرخبيل نرويجى يقع فى منتصف الطريق بين الدول الإسكندنافية والقطب الشمالى.
سرقة بنك فى سفالبارد
وبالتركيز على تفاصيل عملية السطو والسخرية من السارق بسبب الفشل المتوقع، نجد أن الأرخبيل يشتهر بالأنهار الجليدية والدببة القطبية التى تفوق عدد سكانها، حيث يبلغ عدد سكان لونجييربين حوالى 2000 نسمة، ويعرف الجميع بعضهم البعض، كما أن المطار هو الوسيلة الرئيسية لمغادرة المستوطنة، وبالتوقف أمام كل هذه المعطيات، نجد أن فرصة نجاح عملية سطو أمر غير معقول أو محل للمحاولة من أى شخص.
يقع أرخبيل سفالبارد، وهو ما يقرب من ضعف حجم بلجيكا، على بعد 600 ميل من القطب الشمالى، وتنخفض درجات الحرارة فى فصل الشتاء بانتظام إلى ما دون 20 درجة مئوية تحت الصفر ويمكن أن تنخفض إلى ما دون الصفر 40 درجة مئوية
سرقة بنك فى أرخبيل نرويجى لأول مرة
لص يترك شرابه فى مسرح الجريمة ويتسبب فى حبسه 4 سنوات
والحالة الأخيرة كانت مع حادثة تبدو طريفة والتى قعت فى مقاطعة كِنت، فى جنوب شرق بريطانيا، حيث ساهم جورب أسود "شراب" بمسرح الجريمة فى مساعدة الشرطة للتعرف على سارق استهدف منزلا واثنين من المتاجر، وهو اللص روى سكوت، الذى يعتبر مشتبهًا بارزًا فى جرائم متعددة منذ أغسطس وحتى ديسمبر 2018.
اللص البريطانى "روى سكوت"، سرق المجوهرات والسجائر والنقود والهاتف المحمول وجهاز كمبيوتر لوحى فى حوادث متعددة، وقد تعرفت عليه الشرطة من المكان الذى ترك فيه بصماته فى مكان الحادث، حيث سطا الشاب البالغ من العمر 36 عامًا - من دون عنوان سكن ثابت – على سوبر ماركت فى شارع كوكستون، خلال الساعات الأولى من يوم 27 أكتوبر، وذلك حسب ما ورد على الموقع الرسمى لشرطة مقاطعة "كِنت".
الغلطة التى وقع فيها اللص البريطانى، أنه بعد سرقته السجائر من المتجر، غادر وترك خلفه جورب "شراب"، الذى يعتقد أنه كان يرتديه كقفاز، وقد عثرت الشرطة عليه وتعرفت من خلال الحمض النووى على "روى سكوت"، حتى توصلت إليه فى 22 ديسمبر، وهو يقود سيارة فى طريق بيير ، جيلينجهام، ثم قدم للمحاكمة.
وفى النهاية، اعترف سكوت بأنه مذنب فى عملية سطو واحدة للسكن، وسرقتان تجاريتان، وقيادة خطيرة، ومحاولة السطو على مبنى تجارى آخر، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات وثمانية أشهر، وحظر عليه القيادة لمدة 45 شهرًا فى محكمة مايدستون كراون.
لص ينسى شرابه فى مسرح الجريمة
اللص روى سكوت
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة