وراثة من نوع جديد اتخذتها من والدها الذي عمل كمدير عام لأحد البنوك، وهوى التصوير الأبيض وأسود خلال مسيرة حياته، فبدلاً من أن ترث المال ورثت منه هواية التصوير التي أحبتها نتيجة تعليق صور مصر والمناظر الخلابة داخل منزل أسرتها، فبعد أن تخرجت عام 1984م فى كلية فنون جميلة وشغلت أماكن عديدة، وعملت في الدعاية والإعلان والتصميم، ثم مديرة قسم التسويق بإحدى شركات الإنشاءات الهندسية، قررت وفاء إسماعيل الاستقلال المهني لكي تستكمل مسيرة والدها بعد وفاته من خلال جاليري خاص بها.
وفاء تعاود ترتيب صور والدها داخل الجاليري
صوراً تجمع ملامح المصريين وأخرى تظهر مظاهر الأماكن الطبيعية التي يغلب عليها الهدوء والجمال - هي أماكن ساحرة في جذب الأشخاص لزيارتها - تلك الصور تلتقطها "وفاء" التي بلغت العقد الخمسين من عمرها، بجانب أعمالها كمهندسة ديكور ورسوماتها الخلابة التي تضعها بأناملها على ملابس النساء التي تصنعها أيضاً، وتعرضها في جاليري خاص بها.
"هويت التصوير بسبب والدي، كان بيحب الأبيض والأسود في الخمسينات والستينات، وكتير عنينا خدت أننا نتفرج على حاجات جديدة وجميلة ومختلفة في البلد" بكلماتها التي تشعرك بالبراءة تتحدث "وفاء" عن ذكرياتها مع بداية تعلقها وحبها للتصوير، وبضحكات تخرجت من أعماقها تقول "وحرقت أفلام كتير لما اشتغلت بالكاميرا الأفلام بتاعت زمان".
تتزين حوائط الجاليري بالمناظر الطبيعية التي استهوت تصويرها
الديجيتال كان حافزاً وعامل مساعد في تكوين صور "وفاء" بالطريقة التي تريدها في السنوات الخمس الأخيرة: "خلاني أشوف اللقطة اللي باخدها"، ما جعلها تتعلق أكثر بملامح المصريين والصور التي يغلب عليها الألوان وتشعر بأن هذه اللقطات هي هوايتها: "بحس أن دي الصور اللي فيها روح".
داخل محافظات مصر تتنقل "وفاء" على خطى والدها برفقة الكاميرا الخاصة بها، أفعال يقوم بها فتيات في سن صغير من عمرهم تراه هى أنه أمر سهل عليها وتشعر فيه بالمتعة والبهجة، تنقلها داخل العديد من محافظات مصر جلعها تلتقت صوراً حية كثيرة: " اتعودت كل فترة أركز على حاجة معينة خصوصا الطبيعة، بصور مناظر طبيعية وبصور حرفيين في مصر وبصور ناس مصريين وبركز على ملامحهم المصرية".
وفاء تستقبل زوارها بالترحيب والإبتسامة
لم تكتف "وفاء" بهذه الأعمال فقط بل قررت أن تدمج بين حلمها في التصوير بدراستها وعملها وتقول: "وبقيت أطبع صوري على المجات، والشنط، والملابس، والكوستر للشاي، وللأجانب على مستلزماتهم، ومغناطيس يوضع على التلاجة"، أشياء دمجتها "وفاء" لشدة تعلقها وعشقها لما تفعله فأرادت من خلال هذا الدمج أن تظهر صورها للآخرين بطرق مختلفة وأحبت أن تعيد احياءها دائماً وأن تكون مستخدمة من قبل الآخرين وأن تنال إعجابهم ويتعلقون بها.
وهلة إحدى زوار الجاليري عندما شاهدت صورة لأحد الأماكن التي تحبها
صورة بعيون والدها تعد من أقرب الصور إليها
تتمسك وفاء بالتركيز على ملامح المصريين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة