ينطلق علماء الحديث فى الإسلام، ويتبعهم الباحثون والدارسون من أن هناك كتاب "صحيحة" فى هذا العلم هى صحيح البخارى وصحيح مسلم وسنن الترمزى وسنن أبى داود، وسنن النسائى وسنن ابن ماجة.
وابن ماجة، الذى تمر اليوم ذكرى وفاته، هو محمّد بن يزيد بن ماجه الربعيّ القَزْوينِيّ، وُلد بقزوين سنة 209 للهجّرة النبويّة 824 ميلادية ويكنّى بأبي عبد الله، ورحل فى فبراير 887.
وفى كتابه سُنن ابن ماجه صنّف ابن ماجة أحاديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وافتتح الكتاب بذكر فَضْل اتّباع السّنة النبويّة ووجوب العمل بها، وقد صنّف ابن ماجه الأحاديث فى سبعٍ وثلاثين كتاباً، وقسّم الكتب إلى ألفٍ وخمسمئة باب، وضمّت الأبواب أربعة آلافٍ وثلاثمئة وواحد وأربعين حديثاً، واشترك ابن ماجه مع كتب الحديث الخمسة فى تخريج ثلاثة آلاف واثنان حديث من الأحاديث النبويّة.
وانفرد كتاب سنن ابن ماجه بضمّ ألفٍ وثلاثمئةٍ وتسعةٍ وعشرين حديثاً لم تُذكر فى بقيّة كتب الحديث، وكان من بين الأحاديث التى انفرد فيها ابن ماجه أربعمائة وثمانٍ وعشرين حديثاً صحيحاً، ومائة وتسعة عشر حديثاً حسن الإسناد.
وقد قارن العلماء بين موطأ الإمام مالك وبين سنن ابن ماجه، وبحثوا أيّها يكون سادس كتب الأحاديث النبويّة السّتة، وقد رغب المشارقة بكتاب ابن ماجه، وفضّل أهل المغرب كتاب الموطأ، ولكنّ عامّة المتأخرين اتّفقوا أنّ سُنن ابن ماجة أولى من كتاب الموطأ للإمام مالك، فقدّموه عليه؛ لكثرة زوائده على الكتب الخمسة، وشرح بعض العلماء سنن ابن ماجه، منهم: شرح سنن ابن ماجه للإمام الحافظ علاء الدين مغلطايّ.