استقبل اليوم الأربعاء، السيد محمود الشريف، وكيل أول مجلس النواب، أعضاء الحوار المصرى الأمريكى لمنتدي حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية، والأمين العام لبرلمان أديان العالم، ونخبة من قيادات كنائس أمريكية، وقيادات المجتمع المدني الأمريكي، برئاسة الدكتور القس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر.
وجاء ذلك في حضور عدد من أعضاء مجلس النواب منهم النائب أسامة العبد، رئيس لجنة الشؤون الدينية، النائبة مارجريت عازر، النائبة ماريان عازر، النائبة نادية هنري، والنائب ثروت بخيث، والنائب عماد جاد.
وفي مستهل اللقاء، رحب السيد محمود الشريف، وكيل أول مجلس النواب، بالوفد الأمريكي في مجلس النواب المصري، حيث بيت الأمة بجميع أطيافها، مشيراً إلي أن اللقاء يمثل فرصة عظيمة ورسالة قوية للخارج لتقديم رؤية صحيحة لما يحدث في مصر، ولنشر مبادئ التسامح الديني والتوافق والحوار والتعايش السلمي الذي تعيشه مصر.
وقال الشريف، حسب البيان الصادر اليوم الأربعاء، إن العلاقات المصرية الأمريكية عميقة ومتنوعة عبر التاريخ، وشهدت في الآونة الأخيرة تطوراً كبيراً للتعاون وامتداداً لآفاقه ليشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث عملت دبلوماسية الدولتين على إيجاد إطار مؤسسي يتسم بالثبات والاستمرارية، وهو ما يطلق عليه الحوار الاستراتيجي لتحقيق التفاهم بين البلدين، وظل التنسيق والتشاور المصري الأمريكي قائماً حول كافة قضايا المنطقة، فضلا عن مكافحة الإرهاب، معرباً عن دعم البرلمان للعلاقات الاستراتيجية والآليات المتعددة التي يجرى خلالها تناول العلاقات بين البلدين، وتصب جميعها في إطار تدعيم أواصر العلاقات واستكشاف آفاق جديدة للتعاون، وتسهم في مواجهة التحديات التي تعج بها الساحة الإقليمية، وكذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الدولية.
وأضاف الشريف، أنه إنطلاقاً من تقدير مصر للعلاقات الاستراتيجية التي تسمح بتعظيم مساحة التلاقي بين مصالح الدولتين التي تقوم على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، تعددت الزيارات على كافة المستويات، كما تعددت زيارات وفود الكونجرس الأمريكي إلى مصر، وكذلك قام الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب في أكتوبر 2017 بزيارة للكونجرس الأمريكي في إطار بحث العديد من الملفات التي تجمع البلدين، وتطلع مجلس النواب الى تعزيز العلاقات؛ بما يساهم في تحقيق المصالح المشركة وعلى رأسها استعادة الأمن في المنطقة، حيث إن العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية تعد إحدى ركائز تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط .
وأشار الشريف، إلي أن ما حققته مصر من إنجازات على المستويات الاقتصادية والتشريعية والأمنية والاجتماعية يأتي لاسيما لوجود قيادة سياسية تمتلك نظرة ثاقبة ورؤية أمينة للدولة، وشعب امتلك إرادة التطوير والبناء، معرباً عن أملة في استمرار وزيادة دعم الولايات المتحدة الأمريكية لمجمل الجهود الجارية في مصر نحو الانطلاق على مختلف الأطر السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والأمنية.
وفي سياق متصل، أكد الشريف حرص مجلس النواب المصري على التواصل المستمر والحوار مع الباحثين والمفكرين ورجال الدين والشخصيات المؤثرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية؛ بهدف شرح حقيقة التطورات التي تشهدها مصر على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، واستعراض أبرز إنجازاته التشريعية، مشيراً إلي أن ما أنجزته مصر من مشروعات تنموية وتشريعية في عام 2018 يندرج تحت خانة المعجزات، فقد حقق الاقتصاد المصري عدداً كبيراً من الإنجازات على المستوى الاقتصادي خلال الفترة التي أعقبت عملية الإصلاح الاقتصادي، والتي انطلقت مصر في تنفيذها منتصف عام 2016، وكان من أبرز التطورات استمرار انحسار التضخم وتراجع معدلات البطالة، وارتفاع احتياطي النقد الأجنبي الأمر الذي يعزز قدرات البنك المركزي في تلبية طلبات الاستيراد، ويؤمن بيئة مناسبة لجذب مزيد من الشركات الأجنبية للاستثمار في مصر.
وأوضح الشريف، إن المؤشرات الاقتصادية الجيدة، والتحسن في البنية التحتية وزيادة حجم الاستثمارات انعكست على معدلات النمو في البلاد، وهو ما يؤكد نجاح الإجراءات والخطط التي تبنتها الحكومة المصرية وسعت اليها لتحقيق الاصلاح الشامل في كافة القطاعات، ويتوقع البنك الدولي تراجع معدلات البطالة في مصر بحلول العام المالي 2020 إلى 9.5%، وارتفاع معدلات النمو في البلاد إلى 5.8% كنتيجة للإصلاحات التي تركز على إعادة هيكلة الدعم ووصوله إلى مستحقيه، إضافة إلى الإنجازات العظيمة فيما يخص البنية التشريعية الحاكمة للاستثمار حتى يتم الانطلاق من أرضية صلبة، فضلا عن التسارع الملحوظ في خطى الإصلاح للإجراءات المنظمة لأنشطة الأعمال في مصر التي تبعث على التفاؤل بالتزامنا برعاية ريادة الأعمال ،و تمكين مؤسسات القطاع الخاص.
ولفت الشريف، إلى أن المسجد والكنيسة جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية نسعى من خلالهما لبناء مجتمع العدالة، كما أنهما جزء أصيل من ضمير الأمة المصرية، وشرياناً تبنى من خلاله جسور المحبة والحوار مع المجتمع والآخر.
وطالب الشريف، الكنائس ومنظمات المجتمع المدني في الولايات المتحدة الأمريكية بممارسة المزيد من الضغوط والتأثير على مؤسسات صنع القرار الأمريكية ممثلة في الكونجرس بمجلسيه والإدارة الأمريكية؛ لمساندة عمليات الإصلاح والتنمية الشاملة التي تقودها مصر، ونقل الصورة الحقيقية للدولة المصرية، دون شطط أو تعميم أو تهويل لملف التوتر الطائفي، لاسيما تمتلك مصر أساساً دستورياً راسخاً لحماية حقوق الإنسان وحرياته السياسية ومبادئ المواطنة وسيادة القانون، ومنع صدور أية إدانات أو تقارير تسيئ للحكومة المصرية وصورتها، أو تهدد حجم المساعدات التنموية والعسكرية المقدمة لمصر التي تلعب دوراً رئيساً في عملية التنمية المستدامة بها، والحفاظ على أمنها واستقرارها، ودورها الرئيس والرائد في المنطقة، لاسيما وأن الواقع يشير إلى وجود العديد من المبادرات الأكاديمية والكنسية ومن بعض منظمات المجتمع المدني في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، لمحاولة تغيير الصورة النمطية والسلبية عن الدول الإسلامية عامة، ومصر بخاصة، ونقل صورتها الحقيقية.
ونوه الشريف، إلي أهمية وضع ميثاق شرف إعلامي تلتزم به وسائل الإعلام في كلا الجانبين بتحري الدقة والصواب في أي معلومات تبثها بشأن الدولة الأخرى ومواقفها وسياساتها، وتصحيح الكثير من أوجه الصورة النمطية السلبية عن الآخر؛ وصولا إلى الحقائق، دون غيرها؛ والتصدي لكافة محاولات تشويه صورة الآخر والتقليل من شأنه، مشيراً إلي أن الدولة المصرية بكافة مواردها ومقدراتها على تصحيح تلك الأفكار المغلوطة والمفاهيم الملتبسة على كافة الأصعدة، ونشر مبادئ المواطنة وسيادة القانون بين أبناء الوطن، والتصدي لكل من تسول له نفسه استغلال الدين في إشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
وأشار الشريف، إلى أن وسائل الإعلام أصبحت تستخدم الصورة الذهنية للتعبير عن وجهة نظر معينة، سواءً تعلقت هذه الصور بالأشخاص، أو المؤسسات، أو الدول أو المجتمعات، عبر ترسيخ تصور أو الغائه، أو تغييره من سلبي لإيجابي أو العكس، حيث أصبح الإعلام في الآونة الأخيرة محركاً أساسياَ لمجريات الأحداث الدولية، وعاملاً لنشر الأفكار في المجالات كافة، وقد وصلت الدول الكبرى في العالم إلى ما هي عليه بفضل توظيفها لوسائل الإعلام كأسلوب لخدمة مصالحها، ونشر سياستها على المستويين الداخلي والخارجي.