فى 21 فبراير من عام 1848م، أصدر السياسيان كارل ماركس وفريدرخ إنجلز، ما عرف بالبيان الشيوعى، الذى أصبح فيما بعد أحد أكثر الكتب السياسية تأثيرًا فى العالم.
وجاء الكتاب الشيوعى الأشهر عالميًا حتى الآن، بعد اجتماع التنظيم السرى لرابطة الشيوعيين التى كانت أسست حزبًا عام 1847 فى لندن، وتم تكليف كارل ماركس وفريدريك إنجلز بكتابة بيان الحزب، وقدم من خلاله السياسيان خلاصة أبحاثهما السياسية، فى كتاب صغير ما زال إلى يومنا هذا أهم الأسس التى تقوم عليها الأحزاب الشيوعية.
واحتوى الكتاب على نظريات ماركس وإنجلز حول طبيعة المجتمع والسياسة، الذى وصفوه قائلين: "إن تاريخ كل مجتمع موجود حتى الآن هو تاريخ صراع الطبقات"، كما أوضحا اعتقادهما بأنه خلال فترة وجيزة سيستبدل المجتمع الرأسمالى بالاشتراكية، ثم فى نهاية المطاف بالشيوعية.
ولعل الكتاب أثار جدلاً كبيرًا منذ صدوره، فعلى امتداد القرن العشرين كان البيان الشيوعى ثانى أكبر الكتب مبيعًا فى العالم بعد الكتاب المقدس!، ولم يتغير هذا الوضع خلال السنوات القليلة الأخيرة رغم كل الضجيج العالمى الكبير، حول انهيار الاشتراكية وإفلاس أفكارها، وربما ما يرد على ذلك هو قيام بريطانيا بإصدار طبعة جديدة من البيان بحجم الجيب فى نهاية التسعينيات من القرن الماضى، فوجئ الناشرون بأنهم باعوا أكثر من 60 ألف نسخة.
وبحسب ما يوضح كتاب "التيارات السياسية العلمانية وصناعة الرأى العام" لصاحبه عدى إبراهيم المناوى، فإن البيان الشيوعى، تم وضعه على هيئة كتيب، انتهى من تأليفه ماركس وإنجلز فى غضون ست أسابيع، فى حدود نحو 12 ألف كلمة، ورغم قيام السياسيين سالفا الذكر، بتقديم عدة مؤلفات عن الشيوعية العالمية، ووضع ماركس نفسه مجلدًا لاحقًا فى هذا الشأن، إلا أن مجمل الآراء المسماة "ماركسية" تظهر قائمة فى ثنايا هذا البيان.
ووفقًا لما ذكره كتاب "أعداء الديمقراطية الحميمون" تزفيتان تودوروف، فإن هذه الكتب يصف بأسلوب بليغ شروط حياة الطبقات المستغلة، التى أصبحت معادلة لسلعة بحتة، ويعبر عن حلم بمجتمع الكمال، حلم مشترك بين جميع البشر، أما تحليله لمجتمعات الماضى، فارتكز على افتراض يقول إن الكفاح هو الشكل الوحيد للتفاعل الاجتماعى الذى يميز تاريخ البشرية.