عبد الأبنودى ومقهى "عبد اللاه" قصة عشق فى قنا
أم كلثوم فى الأقصر تحولت لمزار سياحى وموقع تصوير مميز لأشهر الأفلام والمسلسلات
"حكاوى القهاوى" جملة نسمعها كثيرًا تدل على كثرة الأحاديث التى تتردد فى المقاهى، لذلك، فإن لكل مقهى حكاية مختلفة، وفى كل محافظة مقهى مميز، يتردد عليه عليه العديد من المواطنين؛ إما لتميز موقعه أو للخدمات والطلبات المميزة، التى تقدم فيه، ومع مرور الزمن أصبحت رمزًا لتلك المحافظة، وهناك مقاهى ازدادت شهرتها لتردد الفنانين والأدباء والمشاهير عليها، ويرصد "اليوم السابع" أشهر مقاهى فى محافظات مصر.
"ديليس" الأشهر بعروس البحر
هناك العديد من المقاهى فى الإسكندرية بطول الكرونيش، وداخل الأزقة والشوارع، لكن "ديليس" هو الأشهر بعروس البحر المتوسط، والذى أسسه الخواجة اليونانى كوستاكاس عام 1907، وقرر عدم وضع تسعيرة محددة على الحلويات والمخبوزات، التى كان يصنعها، ثم بدأ فى التطور، إلى أن أصبح حلوانى ومقهى، وكان يصنع أشهر كعكات ومخبوزات القصر الملكى ويرسله إلى قصر رأس التين خصيصا، لتميز حلوياته ومخبوزاته، كما أنه صنع "تورتة" تتويج الملك فاروق بالإسكندرية.
وتقول اليكى أنطونيو، مدير المحل، إن هناك مشاهير عديدة كانت تأتى إلى المقهى، وما زال هناك فنانين وشعراء ووفود دبلوماسية تأتى خصيصا لتستمتع بجو الإسكندرية.
وأشارت "اليكى"، إلى أن الأديب العالمى نجيب محفوظ، كان يتناول القهوة أثناء تواجده فى الإسكندرية يوميا فى الصباح الباكر، حيث كان له مكان مخصص، ومحجوز باسمه، وكان يتناول القهوة "مظبوط" وتأتى له خصيصًا، كما أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يأتى إليهم بعد ثورة 1952، مضيفة أن المحل يحتفظ بالأدوات، التى كان يستخدمونها قديما مثل ماكينة النقود، وقائمة الأسعار القديمة، واعتبارها فلكلور مميز لهم.
بورصة الجمهورية الأشهر بالشرقية
"المقاهى كانت زمان أفضل وكانت الناس بتفك عليها مشاكلها، وكانت أحلى أيام".. بهذه الكلمات استرجع "نصيف رزق" 70 سنة ذكريات تأسيسه أول مقهى بشارع فاروق بمدينة الزقازيق بالشرقية.
وقال "نصيف": "كنت أول من أسس مقهى فى الشرقية ورخصة المقهى باسم بورصة الجمهورية بتاريخ 1948 سنة، وما زلت أعمل فيها بنفسى ولى شعبية طيبة بين الأهالى وعشرة.
وعن الشخصيات العامة، التى كانت تجلس على مقهى الجمهورية، أشار إلى أن "الفنانة سناء يونس، الله يرحمها كانت من زباين المقهى، وكانت كثيرا ما تطلب مشروب القهوة، عندما كانت تأتى لزيارة أشقائها بشارع فاروق، حيث كانت تأتى لزيارة سيدة بسيطة تبيع خضار أمام المقهى".
كازينو "عبد اللاه" فى قنا
كازينو "عبد اللاه" أحد أهم الأماكن، التى كان يتردد عليها الشعراء والأدباء فى قنا، والتى تقع فى ميدان بنزايون، وكان الكازينو يمثل الملتقى الثقافى، الذى كان يجتمع فيه كل الأدباء والشعراء من مختلف أنحاء المحافظة، وأغلب من كانوا يجلسون عليه يمثلون قامات شعرية كبيرة أشهرهم أمل دنقل، والخال الراحل عبد الرحمن الأبنودى.
ويعتبر كازينو "عبد اللاه" المكان الأشهر الذى كان يجلس عليه شعراء وأدباء قنا منه أشرف البولاقى، ومحمد عبد الستار سليم، وأيضا دسوق الخطارى، ولكن تعرض الكازينو للإغلاق فى التسعينات بسبب نزاع قضائى بين المحافظة، وهو مكون من طابقين، وكانت جدرانه تزينها صور الفنانين والأدباء القدامى، ومنهم الفنانة فاتن حمامة ونادية لطفى ورشدى أباظة، وغيره من فنانين ولوحات تشكيلية لكن عوامل الإغلاق قضت على تلك الصورة الجميلة.
مقهى أم كلثوم فى الأقصر
"مقهى أم كلثوم" يعتبر القبلة الأولى لجلسات المشاهير ونجوم الفن والرياضة المصريين والأجانب والأفارقة والآلاف من السائحين على مدار العام خلال زيارتهم للأقصر، وهو مقهى تاريخى قديم يحمل شهرة كبيرة بشارع السوق السياحى.
أكثر من 80 سنة مضت، هو عمر مقهى أم كلثوم التاريخية، والتى زارها نجوم الفن القدامى والحاليين فى كل زيارة لهم للأقصر، والتى يديرها الحاج يوسف محمد قاسم وشقيقه قناوى، واللذين ورثا المقهى عن والدهما الحاج قاسم، الذى أدار المقهى على مدار السنين الماضية ونجح فى رفع صيتها لتصبح المقهى الأشهر بالأقصر.
وفى هذا الصدد، قال الحاج يوسف محمد قاسم، صاحب المقهى، إنهما ورثا المقهى عن والدهما الذى ورثها عن جدهما، الذى أنشأها فى الأربعينات حباً فى سيدة الغناء العربى كوكب الشرق، فقد كانت فى الأربعينات وقت إنشائها بأيادى جده محلا صغيرا وظلت أسرته تكبرها لتصبح حالياً تضم قاعات مكيفة للعائلات وملحق بها مطعم وغيرها من الخدمات للسائحين المصريين والأجانب.
وأضاف الحاج يوسف محمد قاسم، خلال حديثه مع "اليوم السابع"، أن مقهى أم كلثوم يعتبر من أول الأماكن التى تم إضافتها فى الكتاب السياحى عن مدينة الأقصر، والذى يوزع بداخل الأقصر والقاهرة، وهى معروفة دولياً من خلال هذه الكتيبات، التى تساعد السائح على التعرف على أفضل الأماكن السياحية بمصر، وأصبحت من أهم المزارات السياحية بالمدينة، ويزورها نجوم الفن خلال مشاركتهم بصورة سنوية فى مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية وخلال زيارتهم السياحية للمحافظة أو تصوير المسلسلات والأفلام السينمائية.
مقهى الرئيس السادات بالإسماعيلية
وفى الإسماعيلية يوجد مقهى "التُن" والتى تم إنشاؤها عام 1920، وأسسها الحاج محمد إسماعيل التن، وهى أقدم مقهى فى المحافظة، وجلس عليها عدد كبير من الشخصيات العامة.
وقال الحاج محمد أحمد غنام، مدير المقهى، إن مقهى "التُن" جلس عليها عدد كبير من الشخصيات العامة مثل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والراحل صبرى مبدى، أشهر محامى الإسماعيلية والسياسى الكبير والناصرى وكمال حبيب المحامى ومحمد مبتسل وكيل وزارة الإسكان الأسبق بالإسماعيلية بخلاف معظم نجوم الإسماعيلى على مر العصور ومنهم سيد السقا وأمين إبراهيم والقبطان حسين يوسف.
وأضاف "غنام" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المقهى شهدت تصوير عدد من المشاهد السينمائية فى 3 أفلام مصرية، يتذكر منها فيلم ليلة القبض على فاطمة وفيلم الشبح لأحمد عز.
وقال الحاج عيد مصطفى محمد، 75 سنة، أحد أقدم رواد مقهى "التُن" بالإسماعيلية، إن المقهى شاهدة على حرب 1956، كما كانت مأوى للفدائيين بالإسماعيلية فى حربهم ضد الإنجليز عام 1952.