يستعد تلاميذ مدرسة نعيم الابتدائية التابعة لمركز بنى سويف، فى السادسة صباحا، لبدء اليوم الدراسى فيجهزون حقائبهم المدرسية ويرتدون الزى المدرسى، فى الوقت الذى يستيقظ فيه زميلهم فتحى ليبدأ رحلة البحث عن ما يكفيه هو ووالده وشقيقه الأصغر وشقيقته الرضيعة من الطعام.
3 كيلومترات هى المسافة بين العزبة التى يقطنها فتحى وزملاؤه والطريق السريع المؤدى إلى قرية نعيم يسير فيها الطفل مع زملائه وهم يحملون حقائبهم المدرسية وهو يحمل ملابس العمل.
"اليوم السابع" رصد رحلة البحث عن العمل لطفل لم يتجاوز العاشرة من عمره وضعته الظروف يكون رب الأسرة بعد وفاة والدته منذ عامين أثناء وضعها لشقيقته الصغرى وإصابات والده المتكررة.
وقال الطفل فتحى أنور بدر 10 سنوات: "المفروض أنا تلميذ فى الصف الخامس الابتدائى بمدرسة نعيم الابتدائية المشتركة، والدتى توفت فى رمضان قبل الماضى أثناء ولادة شقيقتى سما "، مضيفا: "بعد وفاه والدتى وإصابة والدى المتكررة وإجراء عمليه فتاق فى البطن ثم إصابته فى قدمه أصبحت أنا العائل الوحيد لوالدى المريض وشقيقى محمد التلميذ فى الصف الثالث الابتدائى وشقيقتى الصغرى سما ذات العامين".
وتابع فتحى: "بطلع أشتغل مع أسطى فى مجال المحارة بشيل رمال وأسمنت من الدور الأرضى للدور الثانى والثالث وبشتغل من الساعة 6 الصبح للمغرب علشان خاطر 45 جنيها أوفر بيهم اكل لأخويا وأكمل ثمن علبة اللبن الخاصة بأختى، وبذهب للمدرسة يوم أو يومين فى الاسبوع تلك الأيام التى لا يوجد بها عمل مع الاسطى الذى اعمل معه"، مشيرا إلى أنه فى تلك الأيام عند عودته من المدرسة يقوم بالعمل فى الحقول الزراعية أو عند أحد الأشخاص بالقرية " بنقل روث البهائم من المنزل إلى الحقل مقابل 10 جنيهات أو 15 جنيها. "
وأضاف الطفل فتحى: "بتصعب على نفسى كتير وأصحابى بيلعبوا بعد المدرسة وأنا بشتغل وبيعيرونى إنى متأخر فى الدراسة ويقولوا لى خلى الشغل ينفعك"، متابعا: "بحس بألم شديد فى ظهرى أثناء حملى شيكارة الرملة وعندما أشعر بذلك التعب أخذ قسط لثوانى على درجات السلم لأعاود مرة أخرى العمل حتى لا أتعرض للضرب من قبل الأسطى الذى يعمل معه".
وتابع: "نفسى أكون زى بقية زملائى نفسى أبطل شغل وتعب ضهر ونفسى فى معاش ثابت لوالدى ونفسى فى لبن أطفال لأختى ونفسى أنام نومة حلوة السرير بتاعنا متعب جدا"، مضيفا أنه يحلم باستكمال دراسته وأن يمارس طفولته مثل زملائه.
من جانبه أكد أنور بدر والد الطفل فتحى، الذى كان يجلس داخل غرفته بمنزله فى عزبه الديرى التابعه لمركز بنى سويف، "توفيت زوجتى فى رمضان قبل الماضى وتركت لى فتحى فى الصف الخامس الابتدائى ومحمد فى الصف الثالث الابتدائى وسما التى توفت والدتها عقب عمليه الولادة مباشره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة