بعد التضييق على الجماعات فى ممارسة أعمالها بالمساجد، بدأت هذه الجماعات فى تغيير طريقة عملها بإنشاء زوايا أسفل العمارات بالتجمع الخامس بعيدا عن أعين الدولة، الأمر تحول إلى ظاهرة وثقتها المواطن "خيرى شكرى"، الذى وجه شكوى إلى وزراء الأوقاف والداخلية والإسكان للوقوف فى وجه انتشار هذه الجماعات.
من جانبه، قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى والمتحدث باسم وزارة الأوقاف: هذه محالات لبناء الزوايا رغم وجود المساجد، مؤكدا أن المنشآت يتم ترخيصها من قبل الأحياء والمحليات، حيث لا يوجد منشأة تعمل دون استخراج تصاريح وعدادات مرافق.
وأضاف "طايع"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن الأوقاف فور علمها من خلال إبلاغ منشئ الزاوية، أو من قبل أى مواطن، أو من قبل موظفيها فى كل منطقة يتم تكليف إمام وسطى بمباشرة العمل فى الزاوية لإبعاد جماعات التشدد والدخلاء، مضيفا أن الزاوية يتم إغلاقها فى صلاة الجمعة إذا كان بجوارها زاوية أو مسجد آخر ويتم فتحها للصلاة بعد ذلك فى ظل وجود إمام من الأوقاف.
وناشد "طايع"، كل من لديه زاوية إغلاقها، مشيرا إلى أنه تم إغلاق 20 ألف زاوية لوقف تدخل الجماعات فى الدعوة وعلى الجميع التوجه للمساجد لا الزوايا.
وقال المواطن خيرت شكرى فى شكواه: أنا أتجول بسيارتى فى شوارع التجمع الخامس، سمعت صوت أذان مسجد، ولكننى لم أستطيع أن أحدد مكان المسجد، فلا يوجد بالشارع مبنى لمسجد، فسألت بواب أحد العمارات فوصف لى مكان المسجد، فتوجهت إليه وكانت المفاجأة التى لم أتوقعها، جراج أسفل عمارة تحول إلى زاوية تسمى (مسجد الصحابة) بشارع التسعين الشمالى، تقام فيها صلاة الجمعة وتلقى فيها الخطبة.
وأضاف "شكرى"، أجريت تحريات بسيطة وعرفت أن هناك أكثر من جراج فى المنطقة تحولوا إلى زاويا، فى غيبة من المسئولين (مسجد التقوى، مسجد يس، مسجد الصديق) وأصبحت هذه الزوايا يعتليها أفراد لإلقاء الخطب والدروس، وتحولت الجراجات إلى مراكز نشاط لعناصر غير معروف انتماءاتها، بعيدة عن رقابة الدولة والمتابعة الأمنية.
وقال "شكرى": إنه الغزو الفكرى الإرهابى للمدن الجديدة، بحيث تمتد أفكار التطرف إلى هذه المناطق، ولم نتعظ من انعكاس هذه الظاهرة على السلوك المجتمعى، كما حدث لأهالى محافظة الإسكندرية، وسيطرة السلفية والأخوان على معظم تلك الزوايا.
واختتم شكرى شكواه بقوله: هذه رسالة تحذير لكل من وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية ووزير الأوقاف ووزير الداخلية لسرعة التحرك للقضاء على تلك الظاهرة العشوائية الإرهابية، ومحاسبة أصحاب العقارات الذين حولوا الجراجات إلى زوايا بأغلظ العقوبات.
ومن جانبه، وجه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الخميس، خطابًا إلى جميع المحافظين بشأن التأكيد على عدم السماح بفتح أى زوايا أسفل العمارات، أو بينها، أو بأى طريق من الطرق دون تصريح كتابى مسبق من وزارة الأوقاف والمحافظة معًا، بحيث لا يتم ذلك إلا للضرورة القصوى، كعدم وجود مسجد جامع أو أرض فضاء لبناء مسجد جامع، وعدم وجود أى مسجد بديل بالمنطقة المراد فتح زاوية بها، وحتى فى حالة الضرورة يقتصر الأمر على إقامة شعائر الصلاة دون خطبة الجمعة أو أداء الدروس الدينية.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الأوقاف، فى بيان لها، أنه تمت مخاطبة وزير التنمية المحلية بالقرار، وكذلك مخاطبة وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، بشأن عدم سماح هيئة المجتمعات العمرانية بفتح أى زوايا أسفل العمارات، أو بينها، أو بأى طريق من الطرق دون تصريح كتابى مسبق من وزارة الأوقاف، مع التأكيد على اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين فى هذا الشأن، حتى لا نصير إلى عشوائية فى فتح الزوايا أو توظيفها لأغراض لا تتفق ونشر الخطاب الدينى الوسطى الرشيد .
وأضافت الوزارة أنه على جميع مديرى مديريات الأوقاف متابعة القرار وتنفيذه بكل جدية، وإفادة رئيس القطاع الدينى بتقرير مفصل خلال أسبوع على الأكثر من تاريخه.