تعد منطقة "زرزارة "بحى غرب مدينة أسيوط واحدة من المناطق العشوائية التى طالها الزحف العمرانى والبناء العشوائى تحت أبراج وأسلاك الضغط العالى للكهرباء، نتيجة الزيادة السكنية وضيق الحيز العمرانى وغلاء أسعار الوحدات السكنية والأراضى بمدينة أسيوط.
وتحولت مئات الأفدنة الزراعية بمدينة أسيوط، عقب احداث ثورتى 25 يناير و30 يونيو إلى كتل من الأسمنت المسلح والخرسانة والبناء الوحدات السكنية أسفل أبراج الكهرباء والضغط العالى، ما ينذر بوجود كارثة تهدد أرواح المواطنين وأطفالهم الصغار للخطر نتيجة للذبذبات والموجات الكهربائية.
وانتقل "اليوم السابع" إلى منطقة زرزارة بحى غرب مدينة أسيوط، والتقى عددا من الأهالى ليرووا مأساتهم التى يعيشونها منذ سنوات؛ إذ يقول محمد حمدى محمد، أهالى منطقة زرزارة بحى غرب مدينة أسيوط، لـ"اليوم السابع" يعانون أشد المعاناة من مرور أسلاك الضغط العالى أعلى منازلهم كما أنهم يعيشون فى رعب دائم خوفا من سقوطها، فضلا عن الاضرار الصحية التى تصيب المواطنين والأطفال بسبب الضغط العالي؛ مطالبا المسئولين باستبدال هذه الأسلاك بكابل كهربائى أرضى حفاظا على أرواح وسلامة المواطنين.
ويضيف على محمد عبدالرازق، أحد القاطنين بمنقطة زرزارة، أن الأهالى يسكنون فى المنطقة منذ عشرات السنين ولم تكن لديهم فرصة أخرى فى السكن داخل مدينة أسيوط إلا تلك المنطقة نظرا لارتفاع أسعار الاراضى والشقق السكنية، قائلا:" احنا غلابة وما نقدرش نبنى فى أماكن أخرى"، مشيرا إلى أن أسلاك الضغط العالى تسببت فى اتلاف عدد من الاجهزة الكهربائية داخل منزله نتيجة لانبعاث ذبذبات وأشعة ضارة، مطالبا المسئولين بدراسة المشكلة العمل على وضع مقترحات لبدائل آمنة حفاظا على سلامة المواطنين.
ويوضح محمد صابر محمد، أن مئات الأسر يعيشون تحت أسلاك الضغط العالى، وأصبحت أسطح المنازل محرمة عليهم، قائلا: "نخاف على أطفالنا من الصعود فوق أسطح المنازل واللعب نتيجة مرور أسلاك الضغط العالى التى تهدد أرواح المواطنين"، مشيراً إلى أن الأهالى لا يملكون بديلا أخر وذلك لارتباط أماكن عملهم بتلك المنطقة القريبة من مدينة أسيوط.
وتشير ام محمد، أحد الأهالى بمنطقة زرزارة بحى غرب مدينة أسيوط، إلى أن الأهالى ينتظرون الموت فى أى لحظة حيث أبراج وأسلك الضغط العالى تحيط بالمنازل، ما يهدد حياتهم وحياة أبنائهم ويجعلهم معرضين للإصابة بالأمراض السرطانية.
وتضيف أم أحمد، "عندما تقوم السيدات بالتواجد فى "البلكونة" أو "الشباك" للقيام بنشر غسيلهن للملابس، يشعرن بالتيار الكهربائى جراء مرور أسلاك الضغط العالى أعلى أسطح المنازل، فأولادنا والسيدات أكثر عرضة لخطر الموت صعقًا بفعل أسلاك الكهرباء، فضلا عن استخدام الأطفال لأسطح المنازل فى اللهو واللعب، كما أن الأهالى لم يجدوا مفرا من البناء بالقرب من أبراج الضغط العالى وذلك لحاجتهم فى توفير سكن فى ظل الكثافة السكانية المتزايدة وضيق المساحة بمدينة أسيوط.
وقال مصدر مسئول بالكهرباء، أن الزحف العمرانى العشوائى وإنشاء الأهالى المبانى والعقارات السكنية أسفل خطوط وأبراج الضغط العالى، تعد من ابزر المشاكل التى وضعت لها وزارة الكهرباء والطاقة القانون رقم 63 لسنة 1974 وتعديلاته، والتى تنص على تحديد المسافات بين أبراج الكهرباء وإقامة المبان والمنشآت السكنية بالا تقل مسافة 25 مترا للخطوط الهوائية للجهود الفائقة و13 مترا للخطوط الهوائية للجهود العالية، و5 أمتار للخطوط الهوائية المتوسطة، وذلك لضمان سلامة المنشآت الكهربائية وسلامة أرواح المواطنين وأسرهم؛ مشيرا إلى قيام فريق من المتابعة برصد مخالفات البناء وتحرير محاضر للمواطنين وإرسال مذكرة بالواقعة إلى الجهات التنفيذية بالمحافظة والوحدات المحلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الواقعة.
ومن جانبه قال اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط، أنه تم عقد اجتماعا بلجنة تطوير المناطق العشوائية الغير أمنة بالمحافظة بحضور المهندس خالد صديق رئيس جهاز تطوير العشوائيات لتنسيق الجهود لتطوير 6 مناطق عشوائية غير أمنة بالمحافظة ودراسة الحلول المقترحة وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة للتنفيذ بالتنسيق مع كافة الجهات وشركات المرافق وذلك فى إطار جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لتطوير المناطق العشوائية وتنفيذ رؤية مصر 2030 وخطة التنمية المستدامة.
وأضاف محافظ أسيوط، عرض المناطق العشوائية بالمحافظة ومشاكلها والحلول المقترحة لها؛ مؤكدا على جهود الدولة لتطوير المناطق العشوائية، حفاظاً على ارواح المواطنين ومنع التكدس السكانى داخل المدن واعادة توزيعهم على مناطق سكنية جديدة مكتملة المرافق والخدمات لتوفير حياة كريمة وامنة للمواطنين؛ مشيرا إلى أنه تم تقسيم المناطق العشوائية بالمحافظة إلى مناطق اعادة تخطيط واماكن قابلة للتطوير، ودراسة مواقع بديلة ومقترحة لنقل سكان منطقة وزرزارة إلى اماكن جديدة بعيدا عن خطوط الضغط العالى وذلك وفق خطة سيتم وضعها بالتنسيق مع كافة الاجهزة التنفيذية وشركات المرافق والخدمات بالمحافظة.
كانت الطفلة نوران رجب محمد 8 سنوات بالصف الأول الابتدائى قد تعرضت لحادث سقوط سلك ضغط عالى أثناء تواجدها أعلى سطح منزلهم بمنطقة زرزارة بحى غرب مدينة أسيوط مما أسفر عن إصابتها بحروق فى الوجه والكفين وتم نقلها لمستشفى أسيوط الجامعى.
ووجه محافظ أسيوط بالتحقيق فى الواقعة واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية وعمل تقرير مفصل وعرضه عليه كما قرر تشكيل لجنة من شركة الكهرباء والحى والمتابعة الميدانية لزيارة المنطقة وتقديم تقرير مفصل عن حالة أسلاك الضغط العالى بالمنطقة واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل تلك الحوادث وتوفير وسائل أو حلول لتحقيق الأمان بتلك المناطق حفاظا على سلامة الأهالى والمقيمين بالمنطقة.