ألقى الفنان العراقى نصير شمة أستاذ العود بدار الأوبرا المصرية والمشرف على بيت العود بالقاهرة محاضرة فنية مساء أمس فى أبو ظبى فى افتتاح المجلس الثقافى للشيخة خولة بنت أحمد السويدي حرم الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، أوضح فيها أن الموسيقى أحد أهم الهبات التي منحت للإنسان، وعندما نستمع للموسيقي فإن الأذن تعشق، والعقل يتحرك، ويبني مخيله، فعندما كان الراديو سائداً، كانت مخيله الناس اكبر بكثير مقارنة باليوم الذي تعددت فيه وسائل الاستماع.
وقال إن هناك اكثر من 40 نوعاً للعلاج بالموسيقى، بما فيها الأمراض الخطيرة، فعندما نسمع هذا الرقم نصاب بالصدمة علي الانجازات التي حققها الغرب، و لكن عند البحث في الكتب و تاريخ الطب، نلاحظ أن هذا الأمر قد كان موجود قبل الاف السنين في بغداد بواسطه العلامة الكندي الذي كان يجري العمليات الجراحيه هناك آنذاك، بجانب فرقة موسيقية تعزف بجانبه القلب و الروح و العقل و الجسد والدم فكان العود هو اكثر آلة مرتبطه بالانسان، في هذه الجوانب كونه اقدم آلة موسيقيه منذ العام 1350 قبل الميلاد من العصر الاكدي قبل الميلاد.
وأضاف الفنان نصير شمة أن الموسيقى تعد أعلى مراحل الفلسفة، بل وتشكل أعلى مراحل الاحساس، فربما يختزل مقطع موسيقي صغير فكرة كبيرة، قد تستغرق وقت في التفكير، وجهد ووقت اكثر في التطبيق.»، مشيرا إلى أن الفارابي الف كتاب في الموسيقي، وكذلك الكندي الذي الف كتاب حول العلاج بالموسيقي الذي ينسب الان إلى الغرب
وتأتى محاضرة الفنان نصير شمة فى إطار ندوات المجلس الثقافى للشيخة خولة بنت أحمد السويدى لعام 2019 تحت عنوان "الموسيقى"، ، وبحضور الشيخة فاطمة بنت طحنون بن زايد آل نهيان وهدى خميس كانو رئيس مجموعة أبو ظبي للثقافه والفنون والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، ومشاركة نخبة من الشخصيات الفكرية والأدبية المهمة وسيدات المجتمع، وعدد من قرينات أعضاء السلك الدبلوماسي لإحياء أمسيات المجلس الفكرية والثقافية والعلمية، ، وأدارت المجلس الاعلاميه والشاعرة الدكتوره بروين حبيب.
وقالت الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، ان المجلس الثقافي شهد نقله نوعيه منذ إطلاقه فى استقطاب عدد كبير من المهتمين بالثقافة بشتى ألوانها و بات يلعب دورا في نشر الثقافة المجتمعيه و يعزز مفاهيم الحياه و يبث الطاقه الإيجابية من خلال ما يطرحه من موضوعات تثري الروح.
ووصفت الموسيقى بلحن الحب الأزلي وأنها تراتيل عهود مضّت رُتِّلت بإبتهالات الخالق، وأصبح اللحن والنغم والوتر سر الوجود و الخلود، مشيره الي ان الموسيقي تحمل مفاتيح الأزمنة بين أوتارها، وتعد استرسال عبادة الروح ونغم الأنفاس في الوجدان، وقرآنها وإنجيلها وتوراتها كلّها تُرتَّل بنغم السمو الموسيقى.
وذكرت ان الموسيقى حالة من الإبداع الفكري يشعر به الإنسان وتتمثل في معزوفة موسيقية يتفاعل فيها النفس والقلب والمشاعر، كما انها وسيله تربويه وتدخل في العلاج النفسي ولها اثار ايجابيه علي الانفس.
ومن جانبها قالت هدى خميس كانو رئيس مجموعة أبو ظبي للثقافه والفنون والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، أن الصوت يعد أهم آله موسيقية في العالم لانه يلعب دورا مهما في التعبير عن العاطفة والاداه الاساسية للتحاور بين الناس وهو أداة أيضا تقربنا وتبعدنا عن الأشخاص.
وتابعت: ان كل اختلاف في نبره الصوت يعبر عن تفاوت في المشاعر فإما ان يعبر عن خوف أو عن عاطفه أو حنان أو غضب.
ومن جانبها أكدت الدكتوره بروين حبيب أن علاقه الموسيقي بالانسان وطيدة، تجمع الصوت و الايقاع والطبيعه والاحساس، موضحة أن مجلس خولة الثقافي صالون ادبي ثقافي يحرك بداخلها اشياء كثيرة، ليصبح جزء من تكويني الانساني المتواضع، مشيرة إلى أن هناك العديد من الصالونات الثقافية المؤثرة، التي تركت بصمة عظيمة في نفوس الكثيرين، وضمت نخبة من المؤثرين مثل يحيى الجمل و دكتور عيسي العزاوى ومصطفي الفقي وصلاح عصفور وصلاح فضل.
وأشارت إلى أهمية إعداد جيل من المرتيلين، يستمتعون بالصوت العذب، والتجويد الصحيح الذي يشمل تطبيق البحور والاوزان بدقة، ليرسم لنا مقطوعة موسيقية جاذبة تترجم كلمات الرحمن في أبهى صورة، وأعظم معانيه.