مكاسب عديدة حققتها مصر من انعقاد القمة العربية الأوروبية خلال اليومين الماضيين، على رأسها أنها أحدثت نوع من القواسم المشتركة بين الدول الأوروبية والدول العربية، بجانب جعل مصر نقطة تلاقي دولي، وإعادة تقديم نفسها للعالم كلاعب رئيسي ومحوري في مجال العلاقات الدولية.
وفى هذا السياق أكد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أهمية القمة العربية الأوروبية، مشيرا إلى أن القمة مهمة لأنها أول عمل مؤسسي بين الجامعه العربية والاتحاد الاوروبي وأظهرت القمة مواقف عربية أوروبية مشتركة في الـ3 ملفات الهامة الفلسطينية والليبية والسورية، وهذا أيضا مرتبط بقمة دبلن وسيكون له انعكاس علي النظرة الأوروبية للملف الفلسطيني، والقمة بعثت أيضا برسائل غير مباشرة عن الموقف من الولايات المتحدة من قبل أوروبا في ظل الخلاف حول الملف الإيراني والتعامل مع 800 عنصر من داعش والتي طالب ترامب بعودتهم الي أوروبا، إضافة إلى القضايا المثارة مثل إشكالية النزوح والهجرة غير الشرعية ومواجهة الاٍرهاب .
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن القمة تهم أوروبا للبحث في القواسم المشتركة مع الدول العربية، لافتا إلى أن هناك سياق جديد تتشكل فيه العلاقات العربية الأوروبية من قمة شرم الشيخ.
ولفت الدكتور طارق فهمى إلى أن أوروبا تريد أن تقول أيضا للولايات المتحدة الأمريكية أن هناك بدائل وخيارات أوروبية يجب الانتباه اليها في العلاقات المشتركة بينهما.
بدورها قالت الناشطة الحقوقية داليا زيادة، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى استغل موقع مصر المحوري بين أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، ليجعل من مصر نقطة تلاقي دولي، فيما يشبه كثيراً العصبة الأممية التى مهدت لتشكيل الأمم المتحدة أواسط القرن العشرين كمحاولة لتنظيم العلاقات الدولية بعد الحروب العالمية الأولى والثانية.
وأضافت فى تصريحات لليوم السابع أن القمة العربية الأوروبية هذا الشهر والقمة العربية الإفريقية الشهر المقبل، هي خطوات أولى في هذا الإتجاه، ولأن مصر هي المبادرة والمضيفة لهذه الفاعليات الضخمة التي استطاعت أن تجمع العالم على طاولة واحدة، فإن أهم ما سيعود على مصر منها هو مزيد من الأمن والاستقرار الداخلي، وإعادة تقديم نفسها للعالم كلاعب رئيسي ومحوري في مجال العلاقات الدولية.
وأوضحت داليا زيادة، أن هذا تطور ضخم، فقبل اليوم بأربعة سنوات كانت مصر معرضة لحالة تهميش وضغوط اقتصادية وسياسية مهولة من جانب المجتمع الدولي، أما اليوم فالمجتمع الدولي هو من يأتي إلى مصر ليستمع ويتحاور، وهذا هو أكبر مكسب يمكن أن نعتبر أن مصر قد حققته، فضلاً عن إعادة موازين الأمور في العالم بين الأقطاب المختلفة، بشكل يخدم مصالح المنطقة ومصالح مصر خصوصاً فيما يتعلق بالأمن والاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية.
وفى إطار متصل، قال النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، إن أهم مكاسب القمة العربية الأوربية في شرم الشيخ ، هو أن مصر دولة محورية واستراتيجية لأوروبا وللمنطقة العربية والأفريقية ، بجانب أن مصر دولة معبر للتجارة والتنمية الاقتصادية وإذا سقطت مصر تتحول بالتالي إلي دولة تصدير للإرهاب والهجرة الغير شرعية للشمال.
وأضاف طارق رضوان، من بين المكاسب أيضا أن مصر دولة التوازنات الاجتماعية بشعبها الذي لم يتغير تشكيله أو قوامه حتي في حين محاولة الآخر زرع قوي الشر الإخوانية في نسيجنا الوطنى، كما أن مصر دولة الأمن والأمان بشعبها وجيشها وشرطتها في وجه الإرهاب الذي تم تصديره لنا من مختلف الاتجاهات والحدود الجغرافية .