حين يجتمع المرض النادر والفقر وقلة الحيلة تصبح الحيلة مستحيلة، يفقد معها صاحبها الأمل وربما الرغبة فى الحياة، ربما أيضا يحاصره اليأس، لكن سيد أحمد فراج مازال يشعر بالأمل وينتظر منقذ يتمكن من إيجاد علاج لحالته.
سيد فراج عمره تجاوز السبعة وأربعين عاما، يعيش فى 7 بولاق أبو العلا حارة محمد نصر العدوية الشقا كتب عليه منذ صغره، بعد أن مات والده وعمره عامان، ليكبر مع أمه فى ظروف صعبة عمل فى كل الحرف والورش، حمل الرمال، وعمل بالمحارة، والنقاشة، لم يبخل على أمه وشقيقه برزقه، حتى هج أخيه الأكبر نور الدين وعمره 14عاما ليترك له حمل أمه وشقيقاه الإثنين، ليموت أحدهم ويجد نفسه مسئول عن أسرته.
وفى فترة بسيطة حين كان عمره 7 سنوات تمكن من العمل عند أبو الجوخ ليقفل العجل التشيكى والرالى، واستمر لأعوام مستقر ماليا، حتى بدأت أعراض المرض تظهر عليه بصداع شديد وزغلله، فأقنعه بعض الأصدقاء أن هذه الأعراض عادية، فلم يبالِ وركز فى عمله ليصبح أول عامل صيانة فى إصلاح تليفزيونات نصر وتليمصر حتى كان يلقبه جيرانه بمخترع إمبابة، وبرع فى عمل ابتكارات قائمة على الدوائر الإلكترونية،. واخترع توفير الكهرباء لشقة بالكامل من بطارية سيارة وفتح الله عليه بالرزق، وفى أقل من أيام تحولت حياته لكابوس، وجافاه النوم لأيام حتى تفاجأ بالمرض.
سيد فراج تزوج مرتين الأولى لم يطعمه الله أطفالا، فقرر أن يتزوج للمرة الثانية ليرزقه الله بأربعة أبناء أكبرهم لم يتجاوز عمره الـ16 عاما، وحين بدات أموره المالية تستقر أصيب بألم فى الرأس ليكتشف إصابته بصديد خبيث فى الجمجمة، ينخر عظام الجمجمة ويصنع ناصورا يقترب من المخ، فأجرى عملية جراحية بتاريخ 14 ديسمبر 2014، بإحدى مستشفيات التأمين الصحى، ولم يتوقف الصديد، وانما بدأ يغزو باقى عظام الجمجمة، وبعد تأثره بالمسكنات بدأ الصديد يؤثر على الفقرات والأعصاب ليصيبه بعدم الاتزان وإصدار حركات لا إرادية.
سيد ترك منزله وبحث عن شقة إيجار بسيط يعيش فيها وأبنائه الأربعة، بعد إخراجهم جميعا من التعليم، لأنه لم يستطع الوفاء بالتزاماتهم المادية والدروس الخصوصية، بالتوازى مع مرضه الذى أخذ تحويشه عمره ودينه من جميع معارفه، واستأجر شقة فى منطقة الوراق بـ500 جنيه، وحصل على معاش تأمين رخصة يقدر من 700 إلى 850 جنيها، وبدأت حالته تسوء وتتدهور، وطرق كل الأبواب باحثا عن علاج لآلامه بعد أن أقنعة الأطباء أن علاجه غير متوفر بمصر، وعليه العيش بالمسكنات، ليدمر المرض باقى أعضاء جسمه، ويصل صراخه إرجاء قرية الوراق، ليدعو له جيرانه بالشفاء بعد أن تعالت صرخاته ليلا من الألم.
وفى النهاية سيد رغم كل ما يعانيه، لا يطلب مساعدة مادية وإنما يحتاج لطبيب يخلصه من آلامه، ليتمكن من إعالة أسرته، ولم يجد عمل سوى عمله على تاكسى رغم عدم اتزانه، مما يعرض حياته للخطر كلما خرج للعمل، فكم من مرة أغمى عليه وتم نقل لمستشفى الحسين الجامعى ليطلب منه الطبيب أشعة مقطعية ليفاجئ بأن الصديد انتشر فى كافة عظام الجمجمة، ولم يجد من يسعفه، أو يعطى له مسكن .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة