حنجرة حيرت أهل العلم والطرب وأحبال صوتية اعتبرها الجميع معجزة إلهية، فما تمتلكه من قدرات لم تتوافر لغيرها من النساء أو الرجال على وجه الأرض، لذلك حظيت عن جدارة بلقب كوكب الشرق والغرب.
ولا يعرف الكثيرون أن كوكب الشرق رفضت عروضا خيالية للمشاركة فى أعمال عالمية والإقامة والغناء فى الغرب، كما أنها كانت تمتلك قدرات خاصة فى التلحين ورغم ذلك لم تلحن لنفسها.
وعن أسباب رفضها للعروض العالمية أجابت أم كلثوم لمجلة أم كلثوم التى أصدرتها جمعية أم كلثوم بهندسة عين شمس عام 1966.
وقالت كوكب الشرف فى حوارها مع فكرى صالح الذى كان طالبا بكلية الهندسة وقتها ورئيسا لجمعية أم كلثوم بجامعة عين شمس، أن بنجامينو جيجلي Benjamino Gigli أشهر مغني تنور إيطالي حاول إقناعها أن تذهب لإيطاليا وتغني أوبرالى معه بعدما حضر إحدى حفلاتها فى الأزبكية عندما كان مدعو للاشتراك في عرض غنائي في الأوبرا .
أم كلثوم و مغني الاوبرا التنور الايطالي بنجامينو جيجلي
وأضافت أن هذه لم تكن المرة الأولى ولا الأخيرة التى يعرض عليها المشاركة فى أعمال عالمية ، وأن المخرج العالمي سيسيل دي ميل Cecil De Mil جاء لمصر فى محاولة لإقناعها بالتدريب على الغناء بالانجليزية أو الفرنسية لينعم العالم الغربي بصوتها والسفر للتمثيل والغناء في أفلام أوروبية وأمريكية والإقامة هناك مقابل أموال خيالية.
أفي الصورة أم كلثوم مع المخرج السينمائي العالمي سيسيل دي ميل
وقالت : " أنا كفاية علي 100 مليون في العالم العربي بالإضافة لمن يفهمون اللغة العربية في بلدان أخرى، وأنا لا أحب ولا أستطيع أن أعيش بعيداً عن بلدي مصر وأرض مصر وجمهوري في مصر والعالم العربي ولو قدموا لي كنوز سليمان".
وتابعت: "يقول الناس بلدي و لو جارت على عزيزة وما بالك وبلدي مصر عمرها ما جارت على، بل بالعكس الحب والتقدير الذي ألقاه من الجمهور والشعب في مصر وسائر الدول العربية لا يقدر بثمن، وآمل أن أستطيع أن أسعدهم كما يسعدونني لآخر يوم في عمري".
وفى حوار ثان لجمعية أم كلثوم بكلية الهندسة جامعة عين شمس عام 1967 أجابت أم كلثوم عن سؤال حول فرق الإحساس عندما كانت تغني في الاستديو لتسجيل أغنية جديدة و عندما تغني نفس الأغنية في حفلة أمام الجمهور؟
وقالت كوكب الشرق: " زي الفرق بين واحد قاعد بياكل لوحده وواحد قاعد بياكل مع ناس بيحبهم ويحبوه وساعتها يكون الأكل طعمه أحلى والنفس مفتوحة".
وعن خروجها عن اللحن أو الارتجالات أحيانا، قالت :" لا أحب حكاية الخروج عن اللحن ولكن ردود فعل الجمهور تعطيني طاقة وتشجيع وكل ما أراهم سعداء أشعر بسعادة"
وأوضحت :"أنا لا أغني أي لحن جديد قبل أن اقتنع به وأتقنه وأعيش فيه ،و أعتبر اللحن زي شارع جديد أحفظه من أوله لآخره واعرف كل حته فيه و كل بيت وكل طوبة وكل زاوية وكل ركن،و الناس اللي ماشيين أو ساكنين فيه هم جمهوري الذي أحبه احترمه ، فأبدأ أغني وكأني ماشية من أول الشارع ده والناس في الشارع والبلكونات مبسوطة وبعدين ألاحظ حواري وأزقة متفرعة من الشارع ألاقي نفسي حودت عليهم أحياناً بالقصد وأحياناً بالصدفة أو الشغف أو ألاقي نفسي منجذبة ليهم. أخرج من الشارع الرئيسي وأدخلهم وأتصور الناس اللي فيهم منسجمين وأنا معاهم منسجمة كأني في عالم آخر والناس اللي في الشارع واقفين ورايا ومنسجمين كمان،لكن بالطبع عيني على الشارع الرئيسي (اللحن) طول الوقت وبعد لحظات قليلة أرجع له ولا ينقص من اللحن الأصلي أي شىء".
وعن سؤال لماذا لم تلحن أم كلثوم لنفسها؟، قالت كوكب الشرق :" لدى معلومات موسيقية كبيرة وأستطيع العزف على العود و القانون وآلات أخرى، ومن صغري محاطة بموسيقيين كبار اتعلمت منهم، وعلمت نفسي و كان أولهم الشيخ أبو العلا محمد، وهذا أفادنى في اختيار الالحان المناسبة للكلمات، وكثيراً ما أطلب من الملحن تغيير جملات موسيقية، وفي معظم الأوقات يوافق الملحن أو يقنعني إن ده أحسن من غيره أو يناسب صوتي في فترة معينة من عمري".
وأكدت كوكب الشرق أنها جربت التلحين ، قائلة :" جربت و لكن المثل يقول إدي العيش لخبازه، وفيه مثل إنجليزي بيقول إن الواحد لازم يعرف كل ش عن شىء واحد و يعرف على الأقل شىء واحد عن كل شىء، و أنا أحب الاتقان في عملي و عملي هو الغناء ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة