على الرغم من القرار الذى اتخذه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإلغاء الإغلاق الحكومى، إلا أن معركته مع الأغلبية الديمقراطية بالكونجرس الأمريكى، حول تمويل الجدار العازل الذى يرغب فى بناءه على الحدود مع المكسيك مازالت قائمة، فى الوقت الحالى، وهو ما يبدو واضحا فى تصريحاته المتواترة التى أدان خلالها موقف خصومه، والذين يراهن مسئولين عن الارتفاع الكبير فى معدلات الجريمة جراء رؤيتهم القائمة على فكرة الحدود المفتوحة.
يبدو أن تحركات ترامب لمجابهة التدفق الكبير للمهاجرين القادمين من الحدود مع الأمريكية المكسيكية اتخذت مناح عدة فى الآونة الأخيرة، من بينها المنحى العسكرى، وهو ما يبدو واضحا فى قرار وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون، بإرسال 3750 جنديا أمريكيا إلى المنطقة الحدودية، وذلك فى إطار دعم رجال الجمارك وحرس الحدود. وتابعت الوزارة أن نشر هذه القوة سيزيد العدد الإجمالى للقوات العاملة فى دعم الأفراد العاملين فى الجمارك وحماية الحدود إلى ما يقارب 4350.
إلا أن التحركات الأمريكية الأخيرة ربما لا تغلق الباب أمام العودة إلى الإغلاق الحكومى من جديد، حيث أكد ترامب فى تصريحات سابقة أنه ربما يتجه من جديد إلى إغلاق أطول للحكومة الأمريكية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الديمقراطيين حول تمويل الجدار المثير للجدل.
ولعل السبب الرئيسى وراء اتجاه ترامب للعودة من جديد إلى الإغلاق الحكومى يتمثل فى استعادة تأييد الجمهوريين، والذين ربما صدموا من جراء تراجع البيت الأبيض الأخير، حيث أن قطاعا منهم يرى أن هذه الخطوة تبدو محبطة إلى حد كبير لقطاع كبير من مؤيدى الرئيس فى معركته ضد الديمقراطيين.
ففى تصريح سابق لقرار ترامب، رفض السيناتور البارز، والذى يعد أحد أبرز قيادات الحزب الجمهورى، دعوات الديمقراطيين بإنهاء الإغلاق الحكومى للبدء فى مفاوضات حول تمويل الجدار المثير للجدل، معتبرا أنه إذا ما اتخذ الرئيس مثل هذا القرار فأنه يعد بمثابة بداية النهاية لحقبته الرئاسية، خاصة وأنه سيفقد تأييد قطاع كبير من المؤمنين بأفكاره قبل معركته القادمة فى 2020، فى إشارة إلى انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة.
من جانبه، قال ترامب، فى تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إنه يعتقد أن احتمال التوصل إلى اتفاق قبل موعد التمويل الحكومى المقبل فى 15 فبراير أقل من 50%. وأشار الرئيس أيضا إلى أنه يشك فى أنه سيقبل بأقل من 5.7 مليار دولار للجدار أو سيوافق على منح الحق المواطنة للمهاجرين الحالمين، الذين دخلوا الولايات المتحدة كأطفال، مقابل تمويل الجدار.
قرار ترامب بإنهاء الإغلاق الحكومى جاء لمغازلة موظفى الحكومة الأمريكيين، والذين تضرروا كثيرا بسبب الإغلاق الذى استمر لأكثر من 35 يوما، وبالتالى فهو بمثابة محاولة لإلقاء الكرة من جديد فى ملعب خصومه، والذين ينبغى أن يقدموا تنازلات فى المقابل من أجل حماية الأمريكيين، والذين يتضررون يوميا بسبب تدفق المهاجرين، والذين يمثلون تهديدا أمنيا، بالإضافة إلى كونهم منافسا اقتصاديا للمواطن الأمريكى داخل بلاده.