لجأت عدد من الدول لإجراءات مختلفة من أجل مكافحة أمراض السمنة والوزن الزائد، فى مقدمتها بريطانيا التى اتخذت خطوات جادة للحد من انتشار المرض بين ملايين من المصابين، وقررت فرض ضريبة تعرف باسم ضريبة البدانة أو ضريبة السكر وهى ضريبة فرضتها على المشروبات الغازية بهدف تقليل نسبة السكر فيها.
وتهدف ضريبة السكر إلى تغيير تركيبة المنتجات الغذائية بطريقة تشجع على استهلاك كميات أقل من السكر، فالشركات التى تزيد نسبة السكر فى منتجاتها تضطر إلى دفع ضرائب أكثر وبالتالى قررت معظم الشركات أن تغيير وصفاتها الخاصة بالمشروبات الغازية.
أحمد السبكى:
احذروا من الأمراض المصاحبة للسمنةوقال الدكتور أحمد السبكى أستاذ جراحات السمنة والسكر بكلية الطب جامعة عين شمس ورئيس الرابطة العربية لجراحات السمنة والسكر عضو الفيدرالية الدولية لجراحات السمنة والسكر، أنه وفق المؤشرات الأولية لما تم الإعلان عنه خلال المسح الطبى الشامل ضمن حملة "100 مليون صحة"، فإن نسبة السمنة تقترب من 45 % وهو رقم كبير ويعبر عن انتشار السمنة بين جموع المصريين، مطالبا بتنظيم العديد من الحملات التى تساعد على حل مشكلة السمنة، من خلال رفع الوعى الصحى حول الأضرار الكبيرة التى تسببها لأنه لا شك أن الصحة من الأساسيات التى لا غنى عنها لبناء الإنسان المصرى.
"خسسنى شكرا" حملة جديدة لمكافحة أخطار السمنة بين المصريين
وفى مصر أطلقت حملة جديدة تحت عنوان "خسسنى شكرا" لمواجهة أخطار السمنة والوزن الزائد وهى حملة الهدف منها مساعدة الرجال والنساء على التغلب على الوزن الزائد من خلال التوعية وغيرها من الإجراءات الأخرى بعد زيادة نسب المسنة فى مصر خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذى أدى بدوره إلى انتشار كثير من الأمراض الأخرى التى تتعلق بالسمنة ويأتى فى مقدمتها مرض السكر.
وقال مسئول حملة "خسسنى شكرا": إن نسبة السمنة ارتفعت فى بريطانيا بشكل كبير لدرجة وصلت أن طفل من بين كل طفلين مصاب بالسمنة لذا لجأت إلى اتخاذ إجراءات مختلفة لمكافحة السمنة من بينها عدد من التشريعات، مشيرا إلى أن حملة 100 مليون صحة كشفت لنا خطر انتشار السمنة بين أفراد الشعب لأنه لم يكن لدينا إحصائيات دقيقة من قبل حول انتشار الوزن الزائد.
نسبة المصابين بأمراض الوزن الزائد تصل إلى 50% من جملة المواطنين
وأضاف، أن عدد المصابين بالسمنة فى مصر وصل إلى 60 % على المجموعة التى أجريت عليها الاختبارات، لافتا إلى أن متوسط إصابة المصريين بالسمنة يصل بين 45% إلى 50% وهو رقم كبير للغاية مشيرا إلى أن الدولة عليها إصدار عدد من التشريعات لمكافحة السمنة منها ضرورة إصدار تشريع يلزم المطاعم خاصة مطاعم الوجبات السريعة بكتابة عدد السعرات الحرارية الموجودة فى كل وجبة وكذلك نسبة الدهون المشبعة الموجودة بالإضافة إلى نسبة السكريات وهذا ينطبق على المأكولات والمشروبات.
وأوضح مسئول حملة "خسسنى شكرا" أن مصر من أعلى دول العالم المصابة بمرض السكرى وبالتالى يجب أن يعرف أى مواطن نسبة السعرات الحرارية والسكريات والدهون المشبعة فى كل وجبة حتى يحدد موقفه من تناول الوجبات داخل المطاعم لذا يجب أن يضع كل مطعم قائمة بمكونات الوجبات التى يقدمها للمواطنين.
ولفت إلى أن السمنة سبب الإصابة بكثير من الأمراض الخطرة، منها أمراض الجهاز الحركى والفقرات وانتشار خشونة المفاصل كما أن المشى لدى السيدات فى مصر يختلف عن يختلف عن المشى لدى الخارج، ففى مصر السيدات يعانين بسبب السمنة المفرطة مما يؤدى إلى الإصابة بخشونة المفاصل وقد يضطر عدد من النساء إلى تغيير المفاصل والمفصل الواحد يتكلف 35 ألف جنيه والمفصلين يتكلف 70 ألف جنيه وهنا نتحدث عن مليارات تتكلفها الدولة أو الأسرة المصرية.
السمنة تسبب الإصابة بأمراض خشونة المفاصل والانزلاق الغضروفى والعقم
وأشار إلى أن السمنة تسبب أيضا الإصابة بخشونة المفاصل والانزلاق الغضروفى وزيادة الدهون على الكبد وتكييسات المبيضين مما يؤدى إلى عدم الإنجاب لدى السيدات وكذلك زيادة نسبة الدهون فى الشرايين، كما أنها تزيد خطر الإصابة بمرض النقرس، كما أن الدهون تؤدى إلى زيادة خطر الإصابة لدى الرجال لأنها تؤدى إلى تقليل الحيوانات المنوية كما أن السمنة من المسببات الرئيسية للسرطانات مثل سرطان الثدى لدى النساء وسرطان البروستاتا لدى الرجال وسرطان القولون لدى الرجال والنساء.
وقال مسئول حملة "خسسنى شكرا" إن فرض ضريبة على الشركات المصنعة للمشروبات الغذائية أو الوجبات الدسمة يساعد فى علاج أمراض السمنة وتقليل إصابة المصريين بها، حيث يلزم الشركات بتقليل السعرات الحرارية ونسبة السكر داخل منتجاتها، كما أنه من الممكن أن يتم إنفاق الضريبة المحصلة على علاج الأمراض الناتجة عن السمنة وحينها تشترط وزارة الصحة وجود نسب بعينها داخل المنتجات الغذائية حتى لا تسبب الإصابة بأمراض السمنة.
تحركات حملة "خسسنى شكرا" لتوعية المواطنين بأضرار السمنة
وأكد، أن حملة "خسسنى شكرا" بدأت من خلال النائبة مايسة عطوة بعد أن أسست كتلة "ستات وشباب أد التحدى" لافتا إلى أن علاج السمنة يمثل تحديا كبيرا لأنه يساعد على منع الإفراط فى تناول الطعام ومن هنا فكرنا فى تنظيم ندوات فى مختلف محافظات مصر للتوعية بأضرار انتشار السمنة وتم عقد ندوة داخل مقر الكتلة بمنطقة ساقية مكى فى الجيزة، وسيتم تنظيم ندوات أخرى بشتى المحافظات موضحا أن الحملة تشرح كل ما يتعلق بالسمنة حتى طرق الطهى الصحى للأطعمة ثم قمنا بإرسال أنظمة غذائية للأوزان المختلفة بالمحافظات وسيتم متابعة الأنظمة الغذائية كل أسبوع.
وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى تحدث أكثر من مرة عن أخطار السمنة وهى قضية هامة للغاية وكثير من دول العالم تهتم بمكافحة أخطار الوزن الزائد.
"مؤسس كتلة ستات وشباب أد التحدى" : الوجبات السريعة قنبلة موقوتة ضد الأسرة المصرية
بدورها قالت مايسة عطوة عضو مجلس النواب ومؤسس كتلة "ستات وشباب أد التحدى"، إن فرض ضرائب على الشركات المصنعة للمواد الغذائية التى تحتوى على سعرات حرارية عالية ونسبة كبيرة من السكر أمر يساعد على مكافحة أخطار الوزن الزائد، لافتة إلى أهمية تنظيم حملات توعية بمختلف المحافظات لتعريف المواطنين بأضرار السمنة وتسببها فى الإصابة بكثير من الأمراض وخاصة بالمدارس والجامعات.
وأضافت مايسة عطوة، أن الوجبات السريعة تحتوى على عدد كبير من السعرات الحرارية والدهون المشبعة وتعتبر قنبلة موقوتة تواجه الأسرة المصرية مؤكدة أن السيدات معرضن للإصابة بالسمنة بشكل أكبر من الرجال وكذلك الأطفال لذا يجب أن نوجه حملات توعية للحفاظ على المواطنين من أخطار السمنة فهناك كثير من الأطفال مصابون بمرض السكر ويتناولون الأنسولين بسبب الإفراط فى تناول الطعام.
وأكدت أنه ينبغى توزيع دعاية لمواجهة أخطار السمنة، لافتة إلى أن الدولة عليها أن تواجه أخطار البدانة، مؤكدة أنها تؤيد مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى لمواجهة أخطار السمنة والبدانة فى مصر.