عبد الرحمن طفل لم يتخطى عمره 9 سنوات ولكنه وجد نفسه فى مواجهه شرسة مع مرض السرطان اللعين منذ أن كان عمره بضعه شهور فقرر أن يواجهه مثل الرجال ثابتا لا ينهزم وأتخذ التنورة والفن والتمثيل وسيلة للتصدى لآلام جرعات العلاج الكيماوى والعمليات الخطيرة التى أجراها، الطفل أبن مدينة طنطا ترك عائلته وزحف إلى العاصمة القاهرة ليجد علاجا لمرضه بمعهد الأورام .
يحكي الطفل عبد الرحمن طارق أنه كان بين الحياة والموت منذ نعومة أظافره وأجرى أكثر من 6 عمليات جراحية بعد اكتشاف الأطباء إصابته بورم خبيث بعظام كتفه الأيمن، حيث جاء إلى القاهرة باحثا عن فرصة للعلاج بعد رفض استقباله بمستشفي سرطان الأطفال بطنطا، عبد الرحمن لم يقهر السرطان بمفرده ولكن وراءه أم تركت عملها كعامله بمستشفي المنشاوى العام بطنطا وبيتها وأسرتها وجاءت إلى العاصمة برفقة طفلها الصغير متحدية كل الظروف المادية ورفعت شعار الوصول إلى بر الأمان بنجلها وتحقيق حلمه فى الفن والتمثيل".
ويعيش عبد الرحمن وأمه داخل شقه صغيرة مستأجرة بأحد قرى محافظة الجيزة حتى يكون بالقرب من معهد الأورام للحصول على علاجه الشهرى فى رحلته الطويلة لقهر السرطان ومواجهته وأيضا لتحقيق حلمه فى أن يكون ممثل محبوب مثل الزعيم "عادل إمام" الذى يعشقه منذ صغره .
أما التنورة فكانت وسيله عبد الرحمن لمواجهه نوبات المرض اللعين ومكافأة أشقاؤه له، حيث يقدم أشقاء عبد الرحمن الأكبر منه سنا عروضا فنيه فى العديد من الأماكن وقرروا إهداء شقيقهم الأصغر تنورة صغيرة مثل جسمه النحيل لإدخال الفرحة والسعادة على قلبه، وبدأ عبد الرحمن فى اللف داخل تلك التنورة الصغيرة مقدما عروضا فنيه للأطفال مرضى السرطان وكل متحدى هذا المرض اللعين، بالإضافة إلى أفراح جيرانه وأصدقاؤه دون تقاضى أى أجر فهدفه الوحيد هو إدخال السعادة والبهجة فى قلوب محبيه.
ولعبد الرحمن حلم بسيط يرغب فى تحقيقة هو مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي وتقديم عروضه الفنية أمامه، كما له حلم أكبر وهو تقديم كافة الخدمات الطبية والعلاجية وتوفير أكياس الدم بالمجان لكل الأطفال مرضى السرطان.