داخل غرفة ضيقة أسفل سلم بمنزل بسيط فى مدينة كفر صقر بالشرقية، بابها مغلق بحبل دون أى أقفال، يعيش محمود محمد خضر والشهير بعم شوقى، الذى قارب الثمانين من العمر، يجلس طريح الفراش دون أى حركة، يعجز عن خدمة نفسه منذ أن توفيت زوجته بسبب أمراض الشيخوخة ومعاناته من كسر بالحوض والمفصل إثر انزلاقه فى دورة المياه.
انتقل "اليوم السابع" إلى العجوز المسن، وقال إنه عمل طوال حياته "ماسح للأحذية"، فى حياة بسيطة كل أهل المدينة يعرفونه، حيث كان يجلس بجوار محطة القطار منذ السابعة صباحا حتى الظهر لأكثر من نصف قرن يمارس المهنة، حتى وفاة زوجته الحاجة نوال، قبل 9 سنوات، لافتا إلى أنه لم ينجب أولادا منها، مضيفا: "عشت معها 24 سنة كأنهم 24 ساعة، تحملت كل ظروفى وضيق ذات اليد وكانت الأم والظهر والسند، رغم أنها كانت أكبر منى بسنوات إلا أنها كانت طفلتى المدللة وأنا زوجها وابنها".
وأضاف: تحولت حياتى رأسا على عقب، أصبحت وحيدا أنظر إلى الصور المعلقة على الحائط وأتذكر الماضى، فلا أحد يسأل علىّ سوى الجيران من الحين لآخر، لا أرى الشارع بسبب ضعف جسمانى وعدم قدرتى على الحركة.
وبسؤاله عن سبب وجود ماسورة مثبتة بجوار السرير إلى دورة المياه، قال إن أهل الخير قاموا بعمل هذه الماسورة المثبتة ليرتكز عليها أثناء الليل للذهاب لدورة المياه، مضيفا والدموع تزرف من عينيه، أنه قبل شهرين ذهب لقضاء حاجته فى دورة المياه، فسقط ولم يجد من ينقذه إلا بعد فترة دخل الجيران ونقلوه للسرير.
وتابع عم شوقى: "كل أملى فى أيام الأخيرة علاجى ونقلى لدار مسنين لرعايتى"، مضيفا: لم يعد لى شىء فى الحياة بعد وفاة زوجتى.
وناشد عم شوقى الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، والدكتورة غادة والى وزير التضامن الاجتماعى، بنقله لمستشفى وعلاجه ونقله لدار رعاية للمسنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة