تجرى عدد من الدول الإقليمية والدولية مشاورات مكثفة حول مصير المنطقة الآمنة التى تسعى تركيا لإنشائها فى سوريا بذريعة مواجهة النفوذ الكردى شمال البلاد، وذلك بعد الانسحاب العسكرى الأمريكى المفاجئ من سوريا بقرار من الرئيس دونالد ترامب.
ويقوم رئيس تيار الغد السورى المعارض أحمد الجربا، بعدة اتصالات وزيارات إلى عدد من دول الجوار السورى، لبحث نزع فتيل الأزمة بين القوات الكردية والجيش التركى الذى يلوح بعملية عسكرية، بذريعة ملاحقة القوات الكردية التى تصنفها أنقرة "إرهابية".
وكشفت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، عن تحركات يقوم بها رئيس تيار الغد السورى مع واشنطن وأنقرة وأربيل على بلورة خطة لنشر نحو 10 آلاف مقاتل عربى وكردى فى "المنطقة الأمنية" التى تعمل أمريكا وتركيا على إقامتها فى منطقة تقع بين نهرى الفرات ودجلة، شمال شرقى البلاد، بعد الانسحاب الأمريكى.
وأكدت الصحيفة اللندنية، أن اقتراح الجربا يسعى إلى ملء الفراغ، عن طريق تحقيق تقاطع المصالح بين أطراف محلية وعربية ودولية، إضافة إلى أنه يحل عقد رئيسية أمام المشروع (الأمريكى - التركى) لإقامة المنطقة الأمنية.
وتتضمن الخطة إقامة "منطقة أمنية" بين جرابلس شمالى حلب، وحدود العراق شرقا، أى بطول يصل إلى 500 كم، وعمق يتراوح بين 28 و32 كم، مما يساوى نحو 15 ألف كيلومتر مربع، بمساحة تساوى أكثر من مساحة لبنان مرة ونصف المرة، وإخراج نحو 7 آلاف الوحدات الكردية وسحب السلاح الأمريكى، وتفكيك القواعد العسكرية كما تقترح توفير دعم جوى أمريكى، وإمكانية التدخل السريع من قاعدتى "عين الأسد" غرب العراق، والتنف شرق سوريا.
وتسعى الخطة لتوفير بين 8 و12 ألف مقاتل من قوات النخبة العربية ومن البيشمركة الكردية السورية التى تدربت فى كردستان العراق، بحيث تنتشر بين نهرى دجلة والفرات. وراعى الاقتراح الحساسيات العرقية، إذ يتضمن انتشار العرب فى تل أبيض التابعة للرقة، ورأس العين التابعة للحسكة، فيما ينتشر مقاتلون أكراد بين فش خابور على نهر دجلة ومدينة القامشلى.
وتتضمن الخطة أيضا دعم المجالس المحلية فى عين العرب (كوبانى) ورأس العين وتل أبيض وباقى المنطقة، بحيث تكون "القوات العربية – الكردية" الجديدة المنتشرة غطاء لهذه المجالس.
ويتوقع أن يطلع الجربا وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى موسكو بعد يومين على خطته، كما أن محادثات روسية - تركية قد جرت بعد اقتراح موسكو تفعيل "اتفاق أضنة" بين أنقرة ودمشق، بديلا من الخطة الأمنية.
كان رئيس تيار الغد السورى المعارض، أحمد الجربا قد التقى شهر أكتوبر الماضى مع المبعوث الأمريكى الخاص إلى سوريا جويل ريبورن، لبحث تطورات الأوضاع فى الساحة السورية.
وقال المكتب الإعلامى لتيار الغد السورى فى بيان صحفى، إن الطرفان تباحثا بشكل معمق وبناء حول الشأن السورى حيث قدم "جويل" شرحا مفصلا للرؤية الأمريكية الجديدة حول الأوضاع فى سوريا، كاشفا عن وجود استراتيجية جديدة لواشنطن فى الساحة السورية.
وتناقش الطرفان حول الوضع العام فى شرق الفرات. وأطلع الجربا المسؤول الأمريكى على الجهود التى يبذلها تيار الغد السورى لحقن دماء السوريين، واتفق الطرفان على استمرار التنسيق والتشاور حول الأوضاع فى سوريا وخاصة فى شرق الفرات، وحضر اللقاء قيادات من تيار الغد السورى والمجلس العربى فى الجزيرة والفرات.
وفى سياق متصل، يبدأ وفد تركى يرأسه مساعد وزير الخارجية سادات أونال، الثلاثاء، محادثات مع مسئولين أمريكيين فى العاصمة واشنطن، فى إطار مجموعة العمل المشتركة التركية الأمريكية رفيعة المستوى الموقعة بين الجانبين فى فبراير العام الماضى.
وتعد مسألة إنشاء المنطقة الآمنة فى الشمال السورى، واحدة من الموضوعات الهامة التى سيناقشها الوفد الترك مع نظيره الأمريكى.
يذكر أن وفدا أمريكيا ضم كلا من مستشار الأمن القومى جون بولتون، ورئيس الأركان العامة جوزيف دانفورد، وجيمس جيفرى الذى يشغل منصبى المبعوث الخاص إلى سوريا والمبعوث الخاص لدى التحالف الدولى لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابى، زار العاصمة التركية أنقرة يومى 7 و8 يناير الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة