الأقصر تسير على طريق عودة الحياة وحركة السياحة بمدينة إسنا التاريخية بعد سنوات الإهمال..رجال السياحة ومجلس المدينة ومشروع إكتشاف الأصول التراثية يبدأون دورات وورش تأهيل العاملين بالبازارات السياحية

مدير المشروع: دعم العنصر البشرى أساس نجاح السياحة ونسعى لتنمية مهارات العاملين لإكتمال المنظومة

رئيس مدينة إسنا: حققنا إرتفاع جيد بالزيارات ونسعى لتطوير المرسى السياحى وجلب أكثر للأجانب

خبير سياحى: الكل مشترك فى خروج إسنا مؤخراً من منظومة السياحة
 

فى سابقة هى الأولى من نوعها مع تحسن حركة السياحة وتوافد الأفواج والمراكب العائمة فى رحلات بين محافظتى الأقصر وأسوان على مدينة إسنا التى طالما عانت من تعطل حركة السياحة وأغلقت عشرات المحلات والبازارات السياحية على مدار السنوات الماضية، شهدت مدينة إسنا خطوة جديدة لدعم حركة السياحة وتنشيط العاملين بالقطاع بلقاءات مشتركة بين رجال غرفة شركات السياحة ومشروع إعادة إكتشاف الأصول التراثية الثقافية بإسنا الذى تنفذه شركة تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة، وذلك مع أصحاب البازارات والعاملين بالقطاع السياحى لرفع كفاءتهم فى خدمة السياح وتعليمهم مهارات حديثة حول التعامل مع السائح وتسويق المنتج الحرفى والثقافى.

وفى هذا الصدد يقول المهندس كريم إبراهيم مدير مشروع تطوير وإعادة إكتشاف الأصول التراثية الثقافية بإسنا، أنه تم عقد لقاء يعد الأول من نوعه مع أصحاب البازارات والمحلات التجارية بالمنطقة المحيطة بمعبد إسنا، فهى الأساس فى حركة السياحة داخل المدينة ويتم فيها عمليات الشراء والبيع للهدايا التذكارية بمدينة إسنا، وتم تنظيم ورشة لأصحاب البازارات حول تنمية مهاراتهم فى التعامل مع السائحين سواءاً من الأجانب أو المصريين، وذلك للمساهمة فى عودة السائحين لإسنا وتكرار زياراتهم طوال العام، وذلك لكون السياحة لا ترتكز مؤخراً على الآثار فقط ولكن العلاقة والتعامل مع البشر فى مكان الأثر كذكريات لهم جميلة عقب عودتهم لبلادهم، فالعنصر البشرى مهم جداً فى حركة السياحة وتدريبه وتأهيله بصورة مميزة يساهم فى دعم حركة السياحة.

ويضيف المهندس مدير مشروع تطوير وإعادة إكتشاف الأصول التراثية الثقافية بإسنا لـ"اليوم السابع"، أنه تم جلب أحد خبراء السياحة بالأقصر وهو الخبير محمد عثمان والذى شارك فى نقل خبراته لأصحاب البازارات وناقش معهم سبل زيادة عدد المراكب النيلية التى تتوقف بالمدينة مستقبلاً بجانب مواجهة العقبات التى تظهر للعاملين بالسياحة فى مدينة إسنا، وتحسين أساليب الترحيب بالسائحين.

وأوضح المهندس كريم إبراهيم، أنه يجرى العمل أيضاً لخدمة حركة السياحة بمدينة إسنا بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة، العمل اليومى فى مشروع اعادة اكتشاف الاصول التراثية الثقافية  بمدينة إسنا الذى يهدف إلى إطلاق إمكانات التراث الثقافى المتنوع لمركز مدينة اسنا، بما يمهد لإعادة إحياء تلك المنطقة بصورة مستدامة ووضع المدينة بما تشكله من معالم تراثية متميزة على الخريطة السياحية بمصر، ويتم ذلك من خلال الحفاظ على عدد من المواقع التراثية بمركز المدينة، ووضع خطط إدارة ملائمة لتلك المواقع، وتوثيق وترويج التراث الثقافى للمدينة ورفع الوعى به، بالإضافة إلى تحسين العوائد الاقتصادية لسكان المنطقة من خلال أنشطة التنمية السياحية وتحسين فرص العمل فى هذا المجال، مؤكداً على أنه تقوم شركة" تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة " بتنفيذ المشروع بالشراكة مع شركة " سي.آى .دى للاستشارات"، وذلك بالتعاون مع كل من محافظة الأقصر ووزارة الآثار، حيث يتم تنفيذ هذا المشروع بتمويل من الشعب الأمريكى من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى إطار الاتفاقية المشتركة بين حكومتى جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، بشأن الاستثمار المستدام فى السياحة بمصر "سايت"، والتى تهدف إلى زيادة تنافسية قطاع السياحة فى مصر من خلال رفع مستوى إدارة المواقع التراثية وترويجها والحفاظ عليها.

وأكد المهندس كريم إبراهيم مدير مشروع تطوير وإعادة إكتشاف الأصول التراثية الثقافية بإسنا، أنه خلال المشروع يجرى العمل فى ترميم مجموعة من المبانى المهمة بإسنا ومنها وكالة الجداوى التى تعود للقرن الـ18، وكذلك منطقة السوق الآثرية السياحى والذى يضم حوالى 105 محل وعقب الإنتهاء من تطويره سيساهم فى رفع حركة السياحة والجذب بصورة أكبر، وكذلك يوجد حوالى 10 منازل يتم ترميم واجهاتهم لكونهم يحملون طابع آثرى وتاريخي، كما تقوم الدولة داخل معبد إسنا بالترميم والحفريات والكشف عن الألوان داخله، مشدداً على أن تلك الجهود لابد من تدعيمها أيضاً بأعمال رفع الوعى للمواطنين والعاملين بالقطاع السياحى فمدينة إسنا تضم أغلب مراحل التاريخ المصرى وبها آثار فرعونية وآثار يونانية ورومانية وآثار قبطية وآثار إسلامية وآثار من العصر الحديث بجانب الحرف التقليدية التى تعد من أقوى عوامل الجذب السياحي، ويقوم المشروع بتوفير خطوات الترويج وتشمل توثيق المعالم التراثية وعرضها بصورة جذابة وتوفير المواد التعريفية والخرائط ومواقع إلكترونية تساعد فى دعم الزيارة لمدينة إسنا بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة، قائلاً: "الأهم من الترويج هو إدارة المكان عبر تأهيل كافة العاملين فيه ودعمهم ورفع كفاءتهم بخبرات لا مثيل لها لتحقيق الإستفادة الكبرى للمدينة بالكامل".

ويقول أشرف مسلم كمال نقيب بازارات مدينة إسنا، أن اللقاء كان مثمر وورش التدريب والدعم لأصحاب البازارات والعاملين فيها مميزة للغاية، وحصلوا على وعود من الخبير السياحى محمد عثمان الذى قاد الورش التدريبية لوضع معبد إسنا وطرحه على شركات السياحة فى برامجها للأفواج الأجنبية، كما أن شركة تكوين تسعى لتكون إسنا منطقة تراثية قوية تقدم خدمات متكاملة، مناشداً محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم بالعمل على تطوير ورفع كفاءة شارع البازارات الذى وصفه بأنه لا يليق بإسنا ويحتاج لدعم كبير من المحافظة ومجلس المدينة.

ويضيف نقيب بازارات إسنا لـ"اليوم السابع"، أنهم طرحوا أسئلة على خبراء السياحة الحضور باللقاءات بأن مرسى إسنا كان يستقبل بصورة دائمة خلال الموسم الشتوى أكثر من 165 فندق عائم ولم يزور معبد إسنا والمدينة خلال الرسو فيها سوى 10 او 15 مركب فقط، ونتمنى شركات السياحة دعم مدينة إسنا ووضعها فى خريطة زيارات السياح بالرحلات النيلية لكونها مقر لإستقرار المراكب ورسوها بصورة يومية.

أما المهندس محمد سيد سليمان فقد أكد خلال لقاءات دعم وتطوير مهارات أصحاب البازارات بمدينة إسنا، أنه يجرى العمل على تطوير المرسى السياحى وتم عمل مقايسة ومطالبات من المحافظة والوزارة ليكون المرسى آمن لإستقبال الكثير من العائمات السياحية، وقبلت المحافظة والوزارة مد إسنا بالإعتمادات المالية لتطوير مرسى إسنا، وهو ما يعود بالنفع بصورة كبيرة على أهالى إسنا وخاصة العاملين بالمجال السياحى لعودة أعمال من جديد وفتح بازاراتهم التى كانت مغلقة على مدار السنوات الماضية.

وأوضح رئيس مدينة إسنا خلال اللقاء، أنه تم تنظيم زيارات جيدة هذا العام للسائحين بالمدينة حيث إرتفعت زيارات معبد إسنا والمناطق التراثية بإسنا وتم عمل مقترح للمجلس الأعلى للآثار وصندوق تطوير العشوائيات للعمل على تطوير محيط معبد إسنا، و إنطلقت خلال الفترة الماضية شركة تكوين فى مشروعات الكبير لإعادة إحياء أصول مدينة إسنا التراثية لخدمة السياحة بجنوبى محافظة الأقصر.

وتحدث الخبير السياحى محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحى بالأقصر، قائلاً: "مدينة إسنا تعرضت لضرر كبير خلال السنوات الماضية والجميع مشترك فى هذا الأمر وخروج إسنا من منظومة الخريطة السياحية، وأبشركم بأننا لأول مرة من 11 سنة سيكون عندنا شغل فى الصيف زى الشتاء وأكتر وننتظر أكتر من 21 طائرة سياحية أسبوعياً خلال الفترة المقبلة، ونسعى هذا العام ليكون مشروعنا لدعم السياحة الثقافية بإسنا ومراعاة البعد الإجتماعى لأهل إسنا وأعد الجميع أن نصل لمرحلة ممنوع مركب تمر على إسنا دون إنزل ركابها والتجول وزيارة المناطق الآثرية بإسنا لخدمة أهل المدينة، وجميعنا نشعر بحجم الألم بإسنا خلال السنوات الماضية".

وأضاف الخبير السياحى محمد عثمان، أن قيمة إسنا كمعبد أمامها فرصة تاريخية لإضافة بعض المناطق التى تكون وسائل جذب سياحى بإسنا، حيث أن السياحة فى العالم أجمع أصبحت الآثر والبشر وليس الآثر فقط كما نظن، قائلاً: "حال إنتهاء مشروع شركة تكوين بتطوير المناطق التراثية بإسنا لن تكون إسنا مجرد زيارة معبد، ونفكر فى تواجده ليلة وإثنين بالتخطيط لإقامة فنادق صغيرة تضم غرف قليلة لإستمتاع السائح بالحياة فى المدينة التاريخية وهذا الامر يحتاج عمل لفترة طويلة ودعم كبير خلال الفترة المقبلة".

وأكد عضو لجنة التسويق السياحى فى لقاؤه مع العاملين بالسياحة بإسنا، أن مدينة إسنا بلد جميلة وتستحق الدعم الكبير خلال الفترة المقبلة، وتحريك السائحين لزيارتها والإستمتاع بالمشى على كورنيش النيل وشارع المعبد والبازارات ومشاهدة الحرف التراثية ومكوجى الرجل والمعصرة القديمة للزيوت وإلتقاط الصور داخلها لدعم حركة السياحة، قائلاً: "نحن ملتزمين بعمل دورات وورش نقاشية خلال الفترة المقبلة لدعم مدينة إسنا للإتفاق على كافة الحلول والخطوات الجادة لدعم السياحة بإسنا، وأعد الجميع أنه لن تمر مركب بإسنا دون زيارة كل السائحين للمعبد والمناطق التراثية بها خلال الزيارات الفترة المقبلة، والمرشد الذى يحرض السياح على عدم الشراء من إسنا أو أى منطقة بالأقصر ومدنها سيوقف ترخيصه تماماً لأنه يضر بأهله ورزقهم، وإسنا رمز من رموز التاريخ بالأقصر ومصر بأكملها وتستحق منا كل الدعم".