شهدت قرية سجين الكوم التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، كارثة حقيقية ومأساة إنسانية بعدما تجردت أم من مشاعر الأمومة والإنسانية، وحبست نجلها لـ10 سنوات متصلة، بدون ملابس تستره، داخل منزل يشبه المقبرة، ينبعث منه روائح نتنة، وكان مأوى للحيوانات الضالة والفئران والحشرات وأيضًا الثعابين التى كانت تهاجم منازل الجيران، إلى إن شاء الله أن يخرج الابن المسكين إلى النور، والذى لم يره طوال 10 سنوات المحبوس فيها بالمنزل، وخرج فى حالة يرثى لها، مصابًا بإعياء شديد وحاولت الأم المتهمة أن تمنع الشرطة وفريق نجدة الطفل، من اصطحابه، وقام بالصراخ فى محاولة منها أن تمنع فريق الإنقاذ من اصطحابه، إلا أن الشرطة تمكنت من السيطرة عليها واصطحابهما لمستشفى قطور المركزى لتوقيع الكشف الطبى عليهما واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتهمة.
وكشفت الدكتورة هند نجيب المدير التنفيذى لمشروع إطفال بلا مأوى بمحافظة الغربية، أنهم تلقوا شكاوى من الجيران يتضررون من حبس سيدة نجلها لأكثر من 10 سنوات متصلة، داخل منزل مجهور، ومنعها أى أحد من الاقتراب من المنزل، مضيفة أنها توجهت للمنزل بالاشتراك مع قوة أمنية من مركز الشرطة، وفوجئوا أن المنزل يشبه المقبرة ينبعث منه رائحة قذرة.
وأشارت أن الجيران اشتكوا من هجوم الثعابين عليهم وخروجها من منزل المتهمة، مما يعرض حياتهم للخطر، مؤكدة أنه تم اكتشاف غرفة مغلقة بأقفال ينبعث منها رائحة كريهة ورفضت أم الشاب الاقتراب منها لفحصها، للوقوف على مصدر هذه الروائح الكريهة، إلا أنها قامت بتربية البط بها لتغطى على الرائحة الكريهة التى تنبعث من الغرفة، والتى لم يستدل على مصدرها حتى الآن.
وأشارت أن المنزل معتم لا يدخله الضوء، وأرضيته عبارة عن وحل ومياه راكدة ينبعث منها رائحة كريهة، مبينة أنها عرضت على المتهمة إحضار بوتجاز لطهى الطعام إلا أنها رفضت بحجة أنها تقوم بإعداد الطعام وإضاءة المنزل بإشعال النار فى الأخشاب.
وقالت الدكتورة هند نجيب، إن الشاب المحتجز تم العثور عليه عاريًا بدون ملابس ويجلس على أرض طينية وفى حالة سيئة، كما كشفت أن والدته ادعت أن نجلها قعيد ومريض نفسى على خلاف الحقيقة ورفضت إدخالهم للمنزل، وحرضته على رشقهم بالحجارة، كما قامت بكسر زجاجة وإعطائها لنجلها الذى حاول أن يتهجم على الشرطة وأعضاء فريق إنقاذ الطفل، مؤكدة أن الشاب المحتجز يدرك جيدًا ما يدور حوله، وقادر على الانتباه لما يقال له.
وأكدت أنها بعدما شاهدت الشاب عاريًا، طلبت من الجيران إحضار ملابس لستره، وتم نقله فى حراسة الشرطة بسيارة إسعاف للمستشفى للاطمئنان عليه، كما تم نقل والدته لقسم الشرطة.
وكشفت الدكتورة هند نجيب، أن الشاب لم يتم تحديد سنه حتى الآن، وسيجرى عرضه على مستشفى الصحة النفسية لتلقى العلاج بعد الحالة النفسية التى تعرض لها طوال فترة حبسه بالمنزل، مؤكدة توفير سكن بديل له ومتابعته باستمرار.
وأوضحت أنها حررت المحضر رقم 4 أحوال نقطة شرطة مستشفى قطور المركزى، وأرفقت بالمحضر شهادة الجيران وقوات الشرطة المشاركة فى إنقاذ الشاب، كاشفة أن الشاب يحب خاله حبًا شديدًا، وأيضًا له عم، إلا أنهما لم يتمكنا من إنقاذ المجنى عليه من جبروت والدته، التى رفضت أن يقترب أحد منه، أو يدخل المنزل للاطمئنان عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة