حكاية خارج العقل.. جراح العظام الذي حول أخشاب البحر لقطع فنية

الخميس، 07 فبراير 2019 06:53 م
حكاية خارج العقل.. جراح العظام الذي حول أخشاب البحر لقطع فنية حكاية خارج العقل
رحمة خليفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمشي ويطوف حول شواطئ مدينته ينتظر الأمواج لعلها ترسل إليه بقايا الأخشاب التي تتساقط من المراكب والسفن أو يعثر على مركب قديمة على الرمال ليجمع كل هذه الأخشاب، ويعود بها لورشته المستقرة بجوار بحر الإسكندرية الساحر، تلك الورشة التي جمع فيها الأخشاب على مدار 15 عاما، وحولها إلى مساحة إبداع خاصة تحت عنوان "جازولين".

فماذا يفعل بهذا الكم الهائل من الأخشاب المبعثرة على الرمال و التي لا قيمة لها في نظر غيره من الناس؟

فدائما تكون بيئة الشخص هي محور تكوين شخصيته وتكون عامل أساسي لاكتساب الموهبة أو تنميتها.

دكتور شهير ماجد أخصائي جراحة العظام اكتسب موهبة  الفن التشكيلي عن والده أيضا دكتور ماجد موريس، كانت موهبة جمع الأخشاب القديمة من السفن تلازمه منذ طفولته فكان يلاحظ والده في ورشته فأتقنها جيدا.

 كانت في بادئ الأمر مجرد هواية وقت فراغه بجانب جراحة العظام أما الآن أصبحت شغله الشاغل فترك الطب من أجل حبه للفن التشكيلي وصناعة الأخشاب.

أما عن سبب اقتنائه للأخشاب المسماة بـ"طرح البحر" فهو شكلها المختلف عن باقي الأخشاب الجديدة لتأثرها بعوامل التعرية التي تجعل شخصيتها ومميزاته مختلفة بالإضافة لألوانها الجذابة المبهجة من ألوان المراكب فكل قطعة خشبية فريدة من نوعها ولها تاريخ عظيم كما أنها مقاومة للحشرات بسب تكون مواد كيمائية داخلها لتعرضها للمياه المالحة والشمس.

 

بالنسبة للإنتاج لا يعتمد على كثرة القطع الخشبية الفنية المنتجة بل هو موضوع فني أكثر فالعنصر الفني هو الأساس فيه فتصميمه للمنتجات يختلف في كل قطعه عن نظيرتها أي لا يعتمد على التكرار في تصميماته فكل  قطعة فريدة على مستوى العالم.

أما الهدف من مشروعه فهو إنتاج منتج عالي الجودة بمعنى أن يكون على قدر عال من الذوق والفن وأن يكون مدروس وظيفيا بطريقة سليمة بالنسبة للنسب والأبعاد والزوايا ليؤدي وظيفته بطريقة سليمة، ويحبه من يقتنيه.

كما يحرص أيضا على تركيب وبناء القطعة الخشبية لأنه يريد أن يبدع في إنتاج سلعة معمرة تعيش أكثر من مائة عام فهو يركز في أدق تفاصيل كل قطعة للحصول على منتج ذو جودة عالية مما يبعث فيه روح ورونق يميزه عن نظيره من المنتجات.

هوايته تعتمد على الحب أي عشقه للمهنة لكي يبدع فيها ويعطيها كل طاقته، كما أن أسلوبه في التصميم هو الأسلوب البطيء وهو أسلوب عالمي لا يعني بطيء في السرعة بل أخذ حقه في التنفيذ والإتقان وتجربتها أولا وكل هذا يؤدي لحب المستهلك لها وارتباطه بها نفسيا واستعماله لها بكثرة فيصعب عليه أن يستغنى عنها وبالتالي تعيش معه فترة أطول.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة