حقوقى: العنف الأسري وراء ظاهرة أطفال الشوارع والاتجار فى النساء ومعاملتها كسلعة ويعاقب بالسجن المؤبد من يثبت استغلالها فى أعمال غير مشروعة
هن زوجات ساقهن حظهن التعيس للعيش برفقة أشباه رجال قررن اتخاذهن كسعلة والاتجار فى كرامتهن وأجسادهن للحصول على أكبر ربح مادى دون النظر لمعاناتهن، ليصمتن قليلا وهن يتذكرن فصول تعيسة من الحياة الزوجية، يستجمعن شجاعتهن للبوح بما تعرضن له من أبشع أنواع القهر واستغلال وصل إلى حد البيع والشراء بمستقبلهن وأطفالهن، لنري ونسمع حكايات تفوق الخيال واستغلال دون أن يمتلكن رفاهية الرفض بعد أن تعودن على القهر وعدم الاختيار، وأصبحن ضحية مزاد أقامه أزواجهم.
ونسرد فى السطور التالية.. حكايات سيدات لجأن إلى محاكم الأسرة بعدما ذقن على أيدي أزواجهم أبشع أنواع القهر والعنف ثم ألقوا فى الشارع بلا مأوى.
حنان تؤكد: باعنى بـ18 ألف جنيه للعمل مع سمسار شقق وهددنى بالقتل
تبدأ قصص هؤلاء الضحايا بالتسرب من التعليم بسبب الفقر، ثم يتم بيع الفتاة لأول من يدق الباب مقابل مبلغ مالى، سواء بتزويجها لمن يكبرها سنا أو شخص عاطل عن العمل لمتاجرته بها وطمعه فى جلعها خادمة تأتى له بالأموال، وغالبا ما تستسلم المرأة وتجد نفسها عاجزة عن الرفض والتراجع وهو ما حدث للزوجة "حنان .م.ك" التى دفع بها زوجها العاطل للعمل لدى سمسار شقق تسبقه سمعته السيئة بعد أن باع ضميره للشيطان يتاجر فى كل شيء ويتخذها كسلعة ويعتبرها لحما رخيصا، ليظفر الزوج بحفنة من الأموال هو يعرف أن زوجته ستتعرض للاستغلال دون أن يعبأ بمصيرها .
وبدموع وحسرة تضيف الزوجة التى توجهت لمحكمة أسرة القاهرة لطلب الطلاق للضرر:" منذ بداية زواجى أتعرض للعنف على يديه وأنا متحملة ورغم ذلك يعلن بكل بجاحة أمام أهلى أنه لن يتركنى إلا وأنا جثة هامدة إذا لم أستجب لطلباته، مستغلا خوفى على ابنتى الصغيرة بعد تهديده بخطفها، ليبعني للسمسار الذى تجمعهم سويا علاقات مشبوهة ويتقاضى ثمنى 18 ألف جنيه عدا ونقضا مقابل عملى بأعمال غير قانونية .
رضوى: زوجى جابلى ضرتين لدفعنا لترويج المواد المخدرة
نسبة 31% من الزيجات بالمناطق العشوائية وفق للجمعيات العاملة فى مجال حقوق المرأة تنتج عنها اضطرابات نفسية ودفع الفتيات لارتكاب أعمال غير قانونية، ونسبة إصابة الزوجات بعاهات وصلت 10% من إجمالى الزيجات، وتروى رضوى.ن.ع العنف الذى طالها برفقة زوجها وتهديد حياة طفليها من بطش زوجها قائلة: أنا وشقيقتى القاصر كنا ضحية للجشع من جانب والدى الذى ألقى بنا للزواج من مسجلين خطر بسن الـ16 عاما مقابل ملاليم، لنعيش طوال سنوات معذبين ونعانى من القهر إلى أن قررت شقيقتي الهروب لصعيد مصر بعد أن طلقها زوجها صوريا لعدم امتلاكها وثيقة زواج وذهبت للعيش برفقة أهل والدتى المتوفاة، ولكن حظى التعيس لم يسعفنى لأنجو مثلها من دوامة العنف بعد إنجابي أطفال من زوجي لأصبر على الحياة التعيسة طوال 5 سنوات برفقته.
وتؤكد رضوى القاطنة بإحدى المناطق بالسيدة زينب:" أقنعنا والدى أنه يزوجنا وهو فى الحقيقة يتاجر بنا ويعرضنا لأبشع تجربة رأينا خلالها العنف الجسدى والجنسي، تزوجت مسجل خطر مدمن كان يستمتع بجعلى أشعر بالألم بسبب تصرفاته الشاذة وفى كل مرة يقترب مني يصبني بجروح وكدمات ترقدنى بالسرير حتى يعود لزيارتى مرة أخرى.
وتضيف:" جابلى ضرتين وحبسنا فى منزل واحد وتركنا فى صراعات وعندما طالبت بالطلاق ساومنى على دفع مبلغ مالى مقابل حريتى ومنحى الطفلين أو قبول الاتجار فى المواد المخدرة ".
كريمة: زوجى عايزنى أبقى مدردحة عشان أصرف عليه.. وعندما رفض خرجت بعاهة مستديمة
ووفقا للدعاوى التى قدمت لمحاكم الأسرة فإن 40% من ضحايا طلاق العشوائيات لم يكن مرتاحات فى زواجهن ويتعرضن لاعتداءات من أزواجهن، وإلى إهانات لفظية واعتداءات جسدية فى معظم الأحيان ويمررن بأزمات حادة خلال زواجهن، وحالات من الاكتئاب والقلق، وانعدام الثقة وهناك من الإناث من فكرن بالانتحار، ومن هنا التقطت أطراف الحديث "كريمة.خ.أ" التى قضت 7 سنوات فى جحيم العنف الأسري، قائلة: حصلت على الدبلوم وبعدها دفعتنى والدتى للزواج من نصاب عاطل عن العمل داوم على معاقبتي بالضرب بالخرطوم والجلد بالحزام إذا تقاعست يوما عن العمل وطالبنى قائلا: "لأزم تبقي مدردحة"، لتنتهى زيجتى -بعاهة مستديمة-.
وأكملت: عملت فى 3 وظائف وزوجى يأخذ ما أتقاضاه ويضيعه على المخدرات، ورغم ذلك كان يلاحقني ويهددني بالتخلص مني بالقتل بعد أن اتهمني بفضحه وكشف سره ومعايرته بأنه ديوث ومن أشباه الرجال بعد شكوتى لأقاربي لتطليقي منه وقيامهم بعمل جلسة عرفية لرفع بطشه عنى .
وتكمل الزوجة تفاصيل المأساة البشعة التى عاشتهاقائلة: " عشت فى ذل خادمة له ولأسرته، وانتهت حياتى معه بعاهة وتشوهات بعد أن أحرق جزء كبير من جسدى وكاد أن يقتلنى وطردنى للشارع وفر هاربا، ولم أجد بعدها سوى عشه صغيرة لا تستطيع الحيوانات المعيشة بها حتى لجأت لمحكمة الأسرة وأقمت دعوى خلع".
سيدة: رفضت البيع على يد زوجى فواجهنى "اعملى بالأكل اللى بطفحهولك"
ضحية أخرى لمسلسل استغلال النساء تدعى"سيدة.م.ه" تروى معاناتها لـ"اليوم السابع" وتقول:"ساقنى حظى السيئ للعيش برفقة عمتى بعد وفاة والدى وزواج والدتى،وهى تدفعنى للعمل كخادمة فى المنازل بعد أن تركت التعليم وأجبرتنى على الزواج من سائق توك توك بعد تقاضى المهر المقدر 5 آلاف وشبكة استولت عليها".
وتابعت: كان زوجى يكبرنى بـ 19 عاما ومتزوج بأخرى، ولكن عمتى أصرت أنه عريس مناسب سيرحمنى من ذل الحاجة والخدمة فى المنازل لأتزوجه وأعيش مأساة جديدة كادت أن تدفعنى للجنون بعدما رأيت العذاب على يديه من ضرب وإهانة وحرمان من الطعام ورفضى قبول تصرفات غير أخلاقية ومواجهتى قائلا: "عملى بالأكل اللى بطفحهولك".
وأضافت: كان يجبرنى على تناول وسيلة لمنع الحمل حتى يضمن استمرارى بالعمل وعندما أتصدى للعنف والإساءة التى طالت جسدى يصرح بأنه دفع الثمن وله الحق أن يفعل ما يشاء، وبعدها حدثت المصيبة وحملت فأخذنى غصبا لممرض لمساعدتى على الإجهاض ومنذ تلك اللحظة حلت الكوارث على رأسى .
ولاء: "فقدت عقلى بسبب العقاقير المخدرة التى أتعاطها لتساعدنى على تحمل زواجى منه"
خرجت من الزيجة بعد أن كدت أفقد عقلى بسبب العقاقير التى كنت أجبر على تعاطيها لتحمل العنف وزواجى منه.. بتلك الكلمات المليئة بالألم والحسرة شكت "ولاء.ف.ق" معاناتها أمام محكمة الأسرة بعين شمس بعد وقوعها فى دوامة الإدمان ومحاولة البحث عن علاج والحصول على الطلاق.
وتكمل الزوجة: تزوجته عندما ظننت أنه شخص محترم وميسور الحال وسينتشلنى وأهلى من ظروفنا السيئة، وهو خدع أهلى بمقولة "عنيا ليكم" واستعداده لدفع أغلى ما يملك كذبا لأفاجأ بعد الزواج بأنه عديم الإنسانية والرحمة يمد يده الآثمة لتعنيفي ومحاولته إيجاد مشتري لقرنية عيني مقابل مبلغ من المال.
وتضيف: "طردنى أكثر من مرة، ولكنى كنت أعود ذليلة، إلى أن تخلى عنى بعد أن أصبحت عاجزة عن قبول علاقاته المتعددة بالنساء وتعديه على وضياع صحتى ورفض الإنفاق علي وبحث عن زوجة أخري لتنفق عليه نظرا لحاجته للمال، وطردنى وتخلى عنى وابنتى ورفض تطليقي".
حقوقى: العنف الأسري وراء ظاهرة أطفال الشوارع والاتجار فى النساء ومعاملتها كسلعة
وفى هذا السياق، يقول رضا الدنبوقى، إن جريمة الاتجار بأجساد النساء غالبا ما تحدث فى البيئات الفقيرة والعشوائية، وأحيانا فى الطبقات المتوسطة، وأن الدستور المصرى المعدل يتضمن المادة 11 التى تنص على أن "تلتزم الدولة بحماية المرأة ضد كل أشكال العنف".
وتابع: الأنثى هى الطرف الأضعف، ولذلك فهى الأكثر تأثرا بالضغوط وتعرضا للقهر، ويعتبرها بعض الرجال سلعة وبضاعة يمكن استغلالها والتخلص منها فى أول فرصة.
وأكد: "يوجد فى مصر قانون يجرم الاتجار بالبشر يحمل رقم 64 لسنة 2010، ومن هذه الجرائم الاستغلال الجنسى للنساء، والعمل القسرى، وسرقة الأعضاء، وينص على معاقبة المتهم بأحكام قد تصل إلى السجن المؤبد أو غرامة تبدأ من 15 ألف جنيه وقد تصل إلى 500 ألف جنيه".
واستكمل "العنف الأسري فى المناطق العشوائية يمثل العامل الرئيسى لوجود ظاهرة أطفال الشوارع والاتجار فى النساء والنظر إليها كـ - سلعة- وإجبارها على التهاون معهم والاستجابة للتحرش، كما تجد من عائلتها عقوبة البيع لأول مشترى بعد أن عرضوها فى موسم التخفيضات أو التعرض للعنف ليلا ونهارا منهم بحجة أنها بلاء" .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة