تستطيع أوتار العود أن تأخذنا من واقعنا إلى التحليق مع النجوم فى السماء، لا ينتهى إلا بانتهاء اللحن، ولكن لم نفكر فى طرق صناعة هذه الألة الشرقية التى ظلت صامدة أمام آلالات الأجنبية الجديدة، لتثبت مكانتها كل يوم، ولهذا نتعرف فى السطور القادمة، على أحد صانعى العود وهو عم نصر الذى يتحدث لنا عن صناعة العود وأهم زبائنه.
قال عم نصر، فى حديثه لـ"اليوم السابع":" انا عندى 60 سنة وبشتغل فى الورشة من 30 سنة ووارث المهنة دى من والدى و جدى، والآن أعمل مع أخى سمير حميدو فى ورشة العائلة، وأتعلمت صناعة العود عندما حصلت على شهادة معهد 5 سنين، وكذلك أولاد أشقائى عندما حصلوا على شهادات التخرج، عملوا بنفس المهنة وذلك لحرصنا على عدم انضمام شخص غريب بيننا".
وعن القدرات التى تتطلبها مهنة صناعة العود الشرقى، قال :" تتطلب مهنة صناعة العود توفر الذكاء فى العامل، حتى يستطيع ضبط الأوتار ونحت الخشب، وكذلك توارثها من جد لأب لابن، لذلك تجد عائلات محدودة تعمل بهذه المهنة".
تابع:يوجد أنواع عديدة من الأخشاب التى يصنع منها العود مثل الوردى، الصندل، وأفضل نوع خشب هو الأبانوس، البلوط، وجميع الأخشاب مستوردة من الخارج، سواء من أفريقيا، وفرنسا، السويد، ونصنع بورشنا العود من أوله لآخره".
وعن زبائن العود الشرقى فهم طلبة كلية التربية الفنية، وهواة العزف على العود والخليجية، ومشاهير مثل الفنان الكبير محمد عبده وطلال مداح، وأكثر الملحنين المصريين زبائننا مثل الموجى، محمد سلطان والمطرب محمد الحلو".
وأشار إلى إن كل عازف أو مطرب كان له مواصفات وطلبات محددة فى العود، مثل الموجى كان يطلب أن يكون العود خالى من الصدف، وكذلك محمد سلطان، والفنان محمد عبده يشترى أغلى عود مصنوع من الصاج الهندى، وإن يكون وجه العود خالى من الصدف، حتى يكون صوته عالى، مشيراً إلى إن أسعار العود أختلفت عن زمان، حيث كان يصل سعره إلى 6 جنيه وأغلى عود الآن يصل إلى 12 ألف جنيه، وذلك لصناعته من خشب أبانوس المعروف بسعره المرتفع بالإضافة إلى تكلفة العمال".