كشف جمال السمسطاوى، مدير عام آثار مصر الوسطى، عن أن هناك مقترحًا مقدم للدكتور خالد العنانى وزير الآثار، لتهيئة منطقة تونة كمتحف مفتوح للزيارة.
وأوضح مدير عام آثار مصر الوسطى، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن المنطقة لما تتمتع به من اكتشافات عديدة واحتوائها على عدد كبير من المومياوات المكتشفة حتى الآن، والتى تتجوز الـ 100 مومياء، تم تقديم مقترح بتحويل المنطقة لمتحف مفتوح للزيارة، ولكن هذا سيتطلب بعض الوقت، لتهيئة المنطقة، وتحديد مسارات الزيارة.
وأضاف جمال السمسطاوى، أنه حال الموافقة على مشروع المتحف المفتوح سيتم تهيئة المنطقة للزيارة من حيث تحديد المسارات وتركيب الإضاءة اللازمة، لسهولة الحركة داخل المنطقة، لافتًا إلى أن بعثة وزارة الآثار بالتعاون مع بعثة جامعة المنيا يستكملون اعمال الترميم لـ40 مومياء التى تم اكتشافها خلال الأسبوع الماضى.
جدير بالذكر أن الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، أعلن الأسبوع الماضى عن كشف 3 آبار دفن تحتوى على 3 مقابر جماعية تحوى عددًا كبيرًا من المومياوات بحالة جيدة، إلى جانب توابيت حجرية وفخار، تعود لبداية العصر البطلمى ومرورًا بالعصر الرومانى البيزنطى، ويبلغ عدد المومياوات التى تم العثور عليها داخل المنطقة أكثر من 40 مومياء.
ومنطقة تونة الجبل يعمل بها 4 بعثات حفائر، وهى بعثات جامعة القاهرة والمنيا ووزارة الأثار والبعثة المصرية الألمانية، وكل بعثة من هذه البعثات تضم متخصصين فى الفخار والعظم والترميم، ومتخصص حفائر ومفتش مرافق، بالإضافة إلى وجود من 20 إلى 25 عامل مع البعثة الواحدة.
تقع قرية تونة الجبل غرب مدينة ملوى بمحافظة المنيا وغرب مدينة الآشمونين بحوالى عشرة كيلومترات تقريبا، وعرفت فى زمن الفراعنة بـ(تاونس) بالعصر الفرعونى ثم (تاحنت) أيام الرومان ومعنى الاسمين "البركة".
نالت المنطقة شهرتها الأثرية العالمية منذ ثلاثينيات القرن العشرين، عندما نجحت بعثة أثرية لقسم الآثار بكلية الآداب فى جامعة القاهرة، وهو القسم الذى تحول لكلية الآثار فيما بعد، فى اكتشاف آثار بها تعود لحقبة ما قبل ميلاد السيد المسيح.
من أهم المعالم الأثرية الموجودة بالمدينة مقبرة بيتوزيرس ويرجع تاريخ المقبرة لعام 300 قبل الميلاد وكان صاحبها بيتوزيرس يشغل وظيفة كبير كهنة الإله تحوت ويشبه هذا القبر فى مظهره الخارجى دور العبادة المصرية التى بنيت فى العهد البطلمى، وتميز هذه المقبرة بتداخل الفنين الهيلينى والمصرى خاصة فى المقصورة الأمامية، حيث رسمت مظاهر الحية اليومية والصناعات، أما الحجرة الثانية فقد نقشت به رسوم أغلب الآله المصرية القديمة، وكان بالمقبرة تابوت بيتوزيرس الذى نقل إلى المتحف المصرى كأحد المقتنيات المهمة به وهى مقبرة أسرية حيث خصصت له ولوالده ولأخيه.
كما يوجد بها مقبرة ازادورا وهذه المقبرة من عصر الإمبراطور هاديريان وهى لفتاة يونانية كانت تسكن الضفة الغربية للنيل، وكان والدها حاكم الإقليم، عشقت ضابط مصرى تعرفت عليه فى حفل عرس فى مدينة الأشمونين، ودارت بينهما أجمل وأروع قصة حب عرفها التاريخ القديم، فلم عرف والدها منعها عن حبيبها فقررت الانتحار دون علم حبيبها.
كما توجد جبانة دفن الإله تحوت، وهى ممتدة تحت الأرض لمسافة كبيرة وكانت مخصصة لدفن الآله تحوت (القرد والطائر أبو منجل) إله الحكمة والمعرفة وقد أنشئ فى أحد السراديب متحفا يضم بعض المقتنيات التى وجدت فى هذه السراديب الممتدة منها بعض قرده البابون المحنطة وطائر أبو منجل المحنط.
والساقية الرومانية ترجع إلى العصر الرومانى وقد بنيت من الطوب الصلب الأحمر لتطهير الطائر المقدس أيبس أو القرد ولها سلالم تؤدى إلى أسفل ويبلغ عمقها حوالى 200 قدم.