تشهد الأيام الأخيرة مزيد من التقلبات التركية على جماعة الإخوان، فبعد أيام قليلة من إلقاء القبض على أحد أعضاء الإخوان والمتهم فى قضايا إرهابية، أقدمت السلطات التركية على القبض على بطل فيديو الشذوذ الجنسى داخل الإخوان، لتبدأ معها حالة رعب إخوانية.
وفى هذا السياق قالت مصادر مطلعة أن السلطات التركية ألقت القبض على القيادى الإخوانى إبراهيم إسماعيل إسماعيل المسئول بقسم التربية خلال الأيام الماضية فيما تتكتم قيادات الجماعة حول تفاصيل وملابسات توقيفه.
وأشارت المصادر إلى أن القيادى الإخوانى الموقوف كان بطلا لفضيحة قلبت الجماعة خلال الشهر الماضى، حيث تم الكشف فى فيديو مسرب عن تورطه فى استدراج شباب الجماعة لممارسة الشذوذ الجنسى وأطلق عليه وقتها "راسبوتين الإخوان".
ورجحت المصادر أن يكون إبراهيم إسماعيل الذى شغل منصب سكرتير محافظ الإسكندرية خلال حكم "المعزول مرسى" قد تم توقيفه بسبب شكاوى من شباب الجماعة الذين حاول استدراجهم لممارسة الشذوذ الجنسى وقدموا بدورهم شكاوى إلى الجماعة انتهت إلى تشكيل لجنة للتحقيق معه برئاسة مدحت الحداد عضو مجلس شورى الجماعة والتوصية بفصله من الإخوان.
وتعليقا على تلك الخطوة، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تركيا تتعامل بمنطق الدولة ومن ثم فإن النظر فى مثل هذه الأمور تتم فى سياق قانونى وليس اخوانى أو غير اخوانى ولكن يبدو أن هناك توجهات تركية جديدة تجاه جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وان هذا التطور مرتبط بما يجرى من تطورات بشأن التيار المقابل داخل حزب العدالة والتنمية وهو ما سيكون له دور توجيهى فى الفترة المقبلة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه سيكون لمجمل العلاقات بين الإخوان بصرف النظر عن هذا الحادث وحزب العدالة مرحلة جديدة ومهمة وهى ليست شخصية بل ورائها شخصيات تركية نافذة ترى أن الإخوان يمثلون تحديا لموقف الحكومة التركية إزاء جماعات الإسلام السياسى فى الإقليم بأكمله.
من جانبه أشار هشام النجار، الباحث الإسلامى، إلى أنه من المبكر الحديث عن انقلاب تركى على جماعة الإخوان فلازالت تربطهما مصالح فى ملفات كثيرة ولا يستطيع أردوغان الاستغناء عن هذا التيار الذى يشكل ورقته الرئيسية لخدمة استراتيجيته فى الداخل التركى وفى الاقليم، علاوة على أن الشذوذ الجنسى والمثلية مباحة ومشروعة ومقننة فى تركيا ومؤخرا سمحوا هناك للشاذ بالخروج للبحث عن زبائن له فى الشارع.
وأضاف الباحث الإسلامى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن توقيف هذا القيادى من المستبعد أن يكون على خلفية قضية أخلاقية إنما يأتى فى سياق الخلافات والنزاعات المحتدمة بين أجنحة الإخوان ومن الملاحظ أن هناك جناح يحظى بثقة القيادة التركية وجهاز المخابرات التركى يسعى لتأديب الآخر وإضعافه لفرض السيطرة على التنظيم.
كانت السلطات التركية قد رحلت محمد عبد الحفيظ الصادر بحقه حكم بالإعدام فى قضية اغتيال النائب العام إلى القاهرة وهو ما أثار حالة من الجدل حول اقتراب انتهاء وجود الإخوان فى تركيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة