رأيتُ كثيراً من الأشخاص قد صَنعوا معروفاً بآخرين وكان رد المعروف إساءة، فعلمت أنه مهما فعلنا فلن نستطيع أن نكسب محبة وود الجميع، ربما قد يكون حدث ذلك مع بعضنا، ولكن علينا أن نُدرِك أنه عندما يَبذل الإنسان الكثير لأجل الآخرين دون سؤال فإن جميع أعماله الصغيرة تُصبح تماماً كالنبتة، والتى إذا رُوِيَت جيداً وتأنينا على إنباتها فإننا سوف نجنى ثمار تفوق بكثير ما قد صنعناه من خير.
ذات يوم اجتمع المسيح بالجموع على الجبل وابتدأ يُعَلِمهم قائلاً: أعطوا لمن يحتاج وأحسنوا للجميع وأنتم لا ترجون شيئاً لأنكم إن فعلتم ذلك سوف يكون لكم عظيم الأجر، ولا تكونوا قُساة القلوب بل اقتنوا فضيلة الكرم وأعطوا للآخرين لأنه بنفس الكيل الذى به تكيلون يُكال لكم.
ذات يوم تقَدم شاب غنى إلى المسيح وقال له أريد أن أذهب إلى السماء فماذا يُعوزنى أن أفعل بعد؟ قال له المسيح اذهب وَبِع أملاكك وأعطها للفقراء والمحتاجين وحينها سيُصبِح كنزك الأعظم فى السماء، فمضى الشاب حزيناً لأنه لم يكن يريد أن يبيع أملاكه الكثيرة، فقال له بطرس ونحن قد فعلنا تماماً كما أمرتنا وتركنا كل شىء وراءنا لنتبعك فماذا ننتفع؟ فقال له كل من ضَحى لأجلى بالقليل سيَحصد مئة ضعف عوضاً عنه وسَيرِث الحياة الأبدية، فإنها صفقة رابحة بالتأكيد لنجنى ثمار بعضها على الأرض والكنز الأهم فى بنك السماء، وتلك هى نتيجة الكرم والسخاء فى بذل الوقت أو المال أو الجهد من أجل تبعية المسيح.
وبذلك أيضاً قد أوصى الجموع فى عظة الجبل الشهيرة على ضرورة النظر إلى الربح والفائدة الأكبر للكرم والعطاء وهى الكنز الذى ينتظرهم فى السماء كنتيجة لتلك الأعمال الصالحة وحرص المسيح على منح وقته وطاقته لخدمة المحتاجين والمساكين حين قال لتلاميذه أنا لم أتى لكى يخدمنى الآخرون بل لأخدمهم أنا ولكى أبذل نفسى لأجلهم فمن أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم عبداً، فقد أراد أن يوَضِح لنا أن لخدمته هدفاً أخر وهو أن نكون أيضاً أسخياء فى أوقاتنا وطاقتنا بل وأموالنا أيضاً فى خدمة من يحتاج للمساعده، ولقد كان السيد المسيح حقاً مثالاً رائعاً على ذلك فهو كان يجول المدن والقرى ليصنع بها خيراً وإحساناً مع الجميع وفى نهاية الأمر بذل ذاته بالكامل لأجلنا.
تذكر أيضاً وعود الكتاب المقدس عن الكرم عندما أراد الرسول بولس أن يوصى أهل كورنثوس فقال لهم لا يطلب أحد ما هو لنفسه بل كل واحد ما هو للأخر ويوصى أيضاً أهل غلاطيه بذات الرساله موضحاً لهم النتيجه حين قال فإذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع لأننا سنحصد الخير فى وقته إن كنا لا نمل، كما قال أيضأً سليمان الحكيم أن النفس السخيه لن يعوزها شيء والمروى هو أيضاً يُروَي.
حتى وإن كنت لا تملُك إلا القليل من الوقت والطاقه لتقديم الخير للأخرين فإجتهد ولا تَمِل لإنك بذلك ستحصد ما لا يمكنك أن تقتنيه أبداً بالمال فكنز الأرض أيامه معدوده ولكن كنز السماء لن يفنى إلى الأبد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة