صدر حديثًا عن دار سما للنشر والتوزيع كتاب تحت عنوان "اسكندرية.. ليه؟"، إعداد عصام زكريا.
وجاء على غلاف الكتاب "ليس فقط لأن يوسف شاهين ( 1926- 2008) هو أشهر وأهم مخرج سينمائى عربى، أو لأن "اسكندرية ليه؟" أول فيلم مصرى وعربى يحصل على جائزة كبرى من أحد المهرجانات الثلاثة الكبرى، "كان" و"برلين" و"فينيسيا" (إذا استثنينا فيلم "عطيل" للأمريكى أورسون ويلز وهو من انتاج مغربى وفريق عمل عالمى، و"وقائع سنوات الجمر" للجزائرى للأخضر حامينا، وهو من انتاج فرنسى وصنع فنيين أوروبيين، وكلاهما حصل على سعفة مهرجان "كان") وإنما لأسباب أخرى عدة.
"اسكندرية ليه؟" هو أيضا علامة فارقة فى تاريخ السينما المصرية والعربية، لأنه دشن دخول السينما العربية إلى مجال السيرة الذاتية، والمفارقة أنه دشن أيضا دخول هذه السينما إلى "العالمية"، ليس لأنه حصل على الدب الذهبى من مهرجان برلين، وإنما بمعنى الفيلم "العالمى" الذى يدور على خلفية من الأحداث السياسية العالمية ويحتوى على شخصيات من جنسيات مختلفة ينطقون بلغات مختلفة، أى السينما التى تتحدث عن العالم وليس التى تحقق الشهرة على مستوى العالم.
وعلى مستوى المضمون يتجلى فى "اسكندرية ليه؟" إحدى الخصائص المميزة لسينما شاهين، وهى اختراقها الدائب والدءوب لكل أنواع الـ"تابوهات" الاجتماعية والفنية.
هل يمكن أن تجد فى فيلم عربى واحد كل هذا الحديث عن الجروح العائلية التى لا تندمل، والرغبات الجنسية السرية، والتعددية الدينية والقومية لإسكندرية الأربعينيات، وثقافة ضباط الثورة، ودور "الاخوان المسلمين" فى السياسة، وحدود المقاومة الوطنية، واليهود والسلام وإسرائيل؟!.. بعد قراءة السيناريو عاود مشاهدة الفيلم مرة أخرى. أراهن أنك ستراه بطريقة مختلفة جدًا.