لاشيئ مستحيل أمام كسب لقمة العيش بالحلال، شعار 5 سيدات فى شمال سيناء، قررن خوض تجربة الإنتاج والتسويق من منازلهن، ويمثلن نحو 25 أسرة يقمن بإنتاج وتسويق مشغولات التراث السيناوى بدون وسطاء، وبأستخدام آليات التواصل العصرية.
السيدات الخمس من مدينة العريش، ونجحن فى إنتاج وتسويق مشغولات التراث السيناوية المطرزة من أثواب ومستلزمات نسائية منوعة، تتيح للراغبين فى الحصول على إنتاج يدوى خالص شراءه بسعر مناسب وفقا لتكلفة مكوناته وهامش ربح محدود فى تجربة جديدة من نوعها كشفت عن تفاصيلها لـ "اليوم السابع"، نجلاء حماد مسئولة التسويق .
أوضحت نجلاء، أن بداية انطلاق الفكرة لحيز التنفيذ، يعود لولعها بالمنتج الخالص من التراث السيناوى، عندما فوجئت بارتفاع أسعار مايباع من مشغولات قياسا بسعر تكلفته، ونظرا لأن المنتجات من السيدات والفتيات فى المنازل لايحصلن على هذه القيمة من هامش الربح، فكان اتجاهها للتصنيع بجودة عالية والتعامل المباشر مع الزبائن من خلال استخدام آليات التواصل الحديثة عبر مواقع التواصل الإجتماعى.
وأضافت، أنها اتحدت جهودها، مع 4 سيدات أخريات من العريش ووسط سيناء، وبدأن فى صناعة المشغولات المطرزة فى المنازل، وكل سيدة منهن، تقوم بالتواصل مع مابين 4 إلى 5 أسر من مناطق مختلفة بالمحافظة، ينتجن بدورهن مشغولات ويتم بيعها بذات الطريقة تحت أسم " سوق سيناوى".
وأشارت، إلى أن من يعمل فى الإنتاج من البيوت أسر متكاملة ما بين أم وبناتها أو مجموعة شقيقات، واستطردت أن الجديد الذى تمكن من الوصول له هو الربط المباشر بين "زبون المشغولات التراثية المطرزة" وبين المنتجات من خلال شراء منتج جاهز بسعر واضح، وبطريقة طلب منتج معين يتم تجهيزه وفق الطلب.
وقالت، أن المنتجات تصنع فى المنازل بدقة وتأني شديد وبدون أى تدخل بالماكينة، وتعتمد فى الجودة على مهارة سيدات يتقن حرفة التطريز، واختيار رسومات وتحويلها لأشكال مطرزة ، ثم تقفيل المنتج ، وفى احيان تقوم السيدة الواحدة ومن يعاونها بعمل مشغولة متكاملة، وفى بعض الأحيان تتكامل الجهود بإنتاج أجزاء متفرقة ثم تقفيلها فى بيت سيدة اخرى.
وحول أنواع المنتجات التى يتم تصنيعها، قالت أنها تتنوع مابين أثواب كاملة، وعبايات حريمى مطعمة بالرموز والأشكال المطرزة، وبين عبايات للبنات صغيرات السن، وكذلك الشال المطرز، والطرحه الحريمى المزينة بمفردات التراث السيناوى، إضافة للمشغولات والإكسسوارات الحريمى ومنها الشنط بكل أحجامها، فضلا عن حقيبة اليد، و محفظة و جراب الموبايل، والمفارش والميدليات، وغيرها من كثير من المنتجات المنوعة.
وعن آلية التواصل معهن للحصول على المنتج قالت أنه من خلال التواصل عبر صفحة تحمل أسم " سوق سيناوى "، وطلب المنتج ويتم شحنه لمن يطلبه من خارج شمال سيناء، وداخل المحافظة تسليمه باليد.
وأعربت نجلاء حماد مسئولة التسويق لمنتجات السيدات، عن أملها أن تهتم الجهات المسئولة بمثل هذه المشروعات التى وأن كانت بسيطة إلا أنها مؤثرة فهى تفتح أبواب رزق وتحافظ على حرفة تراثية ومهن من الزوال وتروج لمنتج قديم فى ثوب عصرى جديد يلقى اهتمام شديد من الكثيرين، خصوصا السائحين العرب والأجانب فى حال ترويجه فى أماكن تردد السياحية والفنادق وغيرها من تلك الأماكن، وترى أن ذلك الاهتمام يتحقق من خلال فتح معارض وطرق عرض مجانية أو بسعر مناسب لعرض الإنتاج، ومن خلال منح فرص ترويجية لهذه المنتجات التى اصبحت محل اقبال شديد .
وأكدت أنهن سعيدات كسيدات بسيطات لايمتلكن مهن ولاوظائف، أنهن خضن تجربة تشير بدايتها لنجاح يأملن ان يكتمل فى استثمار افضل لمفردات وتراث منطقتهن، ونجاحهن فى إبرازه وتحقيق استفادة لكثير من الأسرحولهن.
ودعت كافة من يمتهن هذه الحرفة من السيدات السيناويات للتمسك أكثر بها، وعدم السماح بإستغلالهن من التجار ووسطاء المعارض، واستطردت، أن تصنيع الثوب المطرز ومكوناته ليس بالأمر السهل، فهو يأخذ من المنتجة له وقت وجهد بدنى كبير، خصوصا أنه يحتاج لدقة وتركيز شديد، ومن هنا واجب تقدير هذه القيمة.
وتابعت مسئولة التسويق بمشروع " سوق سيناوى"، أن كثير من السيدات وخصوصا فى القرى خارج المدن، يتقن بمهارة فائقة حرفة التطريز، ومعروف أن التطريز من أهم مفردات تراث المرأة السيناوية، وأن لكل قبيلة شكل معين فى تطريز السيدات لأثوابها، وهى رموز التطريز التى وظفت فى الوقت الحالى لتشكل وحدات زخرفية على كثير من منتجات ومشغولات الحياة اليومية لكل سيدة وفتاه، ومن هنا كان الاهتمام والاقبال والاستثمار الأفضل للاستفادة من هذه الحرفة واحيائها مجددا .
سوق سيناوى (6)
سوق سيناوى (7)
سوق سيناوى (8)
سوق سيناوى (9)
سوق سيناوى (10)
سوق سيناوى (11)
سوق سيناوى (12)
سوق سيناوى (13)
سوق سيناوى (14)
سوق سيناوى (15)
سوق سيناوى (16)
سوق سيناوى (17)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة