منطقة اللبان أقدم منطقة داخل محافظة الإسكندرية وتجد بها العديد من الورش الفنية فى العديد من الصناعات لاعتبارها منطقة هامة ولديها رواج اقتصادى كبير فى فترة الستينات لوجود وقرب بورصة القطن من هذه المنطقة، وداخل أزقة منطقة اللبان تجد ورش صناعة الشماسى التى تستخدم فى الشواطئ ويزداد شراءها خلال فصل الصيف سواء من المواطنين أو التجار لوضعها على الشواطئ.
ويرصد "اليوم السابع" أقدم ورشة لصناعة الشماسى بمحافظة الإسكندرية وهى على مساحة لا تتعدى الثلاثة أمتار بأحد المحال الصغيرة يفترش أصحابها أنواع عديدة من الأقمشة المستخدمة فى صناعة الشماسى وماكينة خياطة واحدة تقوم بنصاعة كميات كبيرة من الشماسى والكراسى المصنوعة من الأقمشة "الشازلونج" والمفضل لدى المصطافين على الشواطئ، وأشكال وأحجام مختلفة من الشماسى ذات الألوان الزاهية.
وقال محمود محمد، إنهم توارثوا المهنة من الأجداد وهى أقدم منطقة بالإسكندرية متخصصة فى صناعة الشماسى والكراسى الخاصة بالشواطئ، فهى مهنة تعلموها من الأجداد وتوارثوها مع السنوات ومازالت هذه الورش موجودة حتى الآن .
وأضاف محمد، أنه على الرغم من انتشار الأشكال الجديدة مثل البرجولات والتى تسمى بالتمر حنة والشماسى الخماسية والسداسية إلا أن هناك إقبالًا كبيرًا على الشكل القديم وهى الشماسى الدائرية والتى يتم صناعتها فى الورش الخاصة بهم والتى لا تستغرق صناعتها سوى ساعتين فقط .
وأشار محمد، إلى أن بداية التجهيزات الخاصة بفصل الصيف تبدأ بداية من شهر مارس كل عام لتجميع كافة الطلبيات وتصنيعها وبداية تورديها للشواطئ بالإسكندرية والساحل الشمالى فى بداية شهر يونيو، وعن أسعار الشماسى لفت إلى أنها تبدأ من 150 جنيهًا بالخوص وكافة التركيبات والخياطة الخاصة بها والتى تستغرق تصنيعها نصف ساعة فقط من حياكة وتركيب الخوص حتى تصل الى شكلها النهائى.
وأكد صانع الشماسى، على أنه على الرغم من مرور سنوات على الشكل القديم وظهر عليها أشكال جديدة إلا أن الشكل القديم عليه اقبال كبير من المواطنين، موضحا أن الشمسية كانت أساسية لدى كل بيت مصرى فى السنوات الماضية حتى تستطيع الأسرة استخدامها فى فصل الصيف لأن معظم الشواطئ كانت مجانية ويمكن للأسرة استخدام الكراسى والشماسى الخاصة فى فصل الصيف ولكن بمرور الزمن اختلفت الأمور وأصبح الإقبال على شراء الشماسى هى التجار فقط لبيعها للشواطئ.
وأضاف محمد، أن مهنة حياكة السماشى هى مهنة تخصص فيها أهالى الإسكندرية وكان من يعمل بها هو من أثرياء القوم على حد تعبيره لأنها كانت محافظة ساحلية ويقبل عليها العديد من المواطنين واستخدام الشمسية هى سلعة أساسية وكان التجار والفنين من يعملون بهذه المهنة كمان لهم شأن خاصة وكانوا يكونون رابطة يجمعهم أكبرهم عمراً ليحل كافة مشاكلهم وأمورهم ويتفقون على أسعار محددة للبيع بها كل عام حتى يحصلون على ارباح متكافئة بينهم ولا يكون فى منافسة وصراع بين الباعة والتجار.
وأوضح صانع الشماسى، أن خلال فصل الشتاء يعملون فى الصيانة فقط مثل صيانة الشماسى الكراسى واضطروا لإدخال صناعة التند الخاصة بالمحلات وذلك خلال فصل الشتاء لعدم وجود عمل لديهم خلال هذه الفترة فاضطروا لابتكار وإدخال شيء جديد فى عملهم حتى يحصلون على ارباح فى ظل ارتفاع الاسعار وانقراض المهنة التى تختفى مع مرور الزمن وعدم استخدام الشماسى فى الشواطئ على العكس من أهمية الشماسى فى الشواطئ واستبدال الشازلونج التقلديى المستخدم من القماشى واستبداله بالأنواع المصنوعة من البلاستيك .