ما أشبه ليلة بوتفليقة ببارحة مبارك.. شائعة تتحدث عن تهريب عائلة رئيس الجزائر 50 مليار دولار خارج البلاد تكرر سيناريو الـ 70 بمصر.. منصة فيس بوك كعادتها تطلق الرصاصة الأولى.. ومصر تقدم لأشقائها تجربتها دون غرض

الإثنين، 11 مارس 2019 01:04 ص
ما أشبه ليلة بوتفليقة ببارحة مبارك.. شائعة تتحدث عن تهريب عائلة رئيس الجزائر 50 مليار دولار خارج البلاد تكرر سيناريو الـ 70 بمصر.. منصة فيس بوك كعادتها تطلق الرصاصة الأولى.. ومصر تقدم لأشقائها تجربتها دون غرض مبارك وبوتفليقة
كتب أيمن عيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما أشبه الليلة بالبارحة، هذا ما يمكن قوله الآن في مصر، بعد انتشار شائعات بالشارع الجزائري، تتحدث عن تهريب عائلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لـ 50 مليار دولار خارج البلاد، لتعيد للأذهان سيناريو الـ 70 مليار دولار التي بدأ الحديث عنها في مصر، بالتزامن مع أحداث ثورة 25 يناير، وأحدثت مزيدا من البلبة في الشارع المصري آنذاك، حتى أن بعض أهل المحروسة كانوا يجلسون وقتها يحسبون نصيبهم من المليارات المزعوم تهريبها.

 

فيس بوك لم يخلف موعده مع الحدث

حيث ينتظره هواة الفرقعة وإثارة البلبلة، وصل فيس بوك في للجزائر فى موعده، وأصبح منصة شيطانية للشائعات والتشكيك في الأفراد والمؤسسات، وخرجت منه الرصاصة الأولى، بعدما تداولت حسابات عبر موقع التواصل الشهير، حديثا عن تهريب الأموال من الجزائر، وسرقة مقدرات الشعب، وتهريبها خارج البلاد، ثم بدأت حسابات أخرى "منطقة" اللامعقول، وكتبت رسائل طمأنة للشعب، أن أموالهم التي سرقت سوف تعود، في محاولة لإلباس الباطل ثوب الحق، أو تزيين الكذب، أو ربما لاستكمال سيناريو الشائعة، الذي يعتمد على نشرها في صيغة معلومة مجردة، ثم تكراره وترديده على نطاق واسع، ثم إلحاقه بمزيد من السيناريوهات المختلفة، ما بين التأكيد والنفي، والنقد والإشادة، حتى يمكن أن يكون مادة تستدعي التناول، وينسى الجميع طرح الأسئلة المهمة هنا، والتي مفادها، من أين جاءت المعلومة، ومن طرحها، وما دليله، وإلى أي حزب وفئة ينتمي، حتى يتبين للشعوب الخيط الأبيض من الأسود، والكذب من الحقيقة، والتفريق بين الكلام الغث والثمين.

في الفترات الحرجة من عمر الأوطان، مثل التي تمر بها الجزائر الآن، وسبقتها فيها مصر، تزيد الشائعات، وتنتشر انتشار النار في الهشيم، غير أن العقل وحده، هو القادر على أن تخرج هذه البلاد من عثرتها، وتحلي الشعوب بدرجات جيدة من المنطق، وعدم تجاهل طرح الأسئلة المهمة، عند كل شائعة.

88

 المتداول على فيس بوك بشأن بوتفليقة

 

أهل مصر أدرى الآن بكل الشعاب


يقيني أن أهل مصر الآن هم أدرى بكل الشعاب، ولديهم تجربة قبل سنوات، تجعلهم مصدرا موثوقا للنصيحة، ولو أن الأخوة بالجزائر تمهلوا قليلا، ودرسوا تسلسل الأحداث بتأن، لوجدوا أن التاريخ يعيد نفسه، وأن بلادهم تتعرض لسيناريو بلادنا، بذات التفاصيل، والطريقة، ومن المنصات ذاتها، وربما لو دققوا جيدا، لتأكدوا أن مصادر تلك الشائعات من نفس البشر، أو أشباههم في بلد المليون شهيد.

المتابع للشأن الجزائري، يعرف أن الحديث جاء منذ فترة على لسان الوزير الأول أحمد أويحيى الذي سأله البرلمان الجزائري في إحدى جلساته، عن المعلومة ليجيب  "اسألوا الشعب أين هي الألف مليار"، ويرمي الرجل كرة اللهب، ثم يتركها، تنتفخ وتقل، حسب كل مقدم للمعلومة، حتى وصل رقم الألف مليار، إلى 50 مليار دولار فقط، ما يحتم على الجميع الآن، السؤال عن مصدر هذا الحديث، ولمصلحة من، وهل يمكن افتراض البراءة – بل الصدق حتى – في  الحديث عن تهريب رئيس دولة لأموال، في هذا التوقيت الحرج بالذات؟!

 

لسنا مع أو ضد رئيس الجزائر

المؤكد أن مصر بكل طوائفها ليست مع "بوتفليقة" أو ضده، واليقين أن مصلحة أهلنا في الجزائر، وسلامة أوطانهم هي القيمة العليا، وهي الأولى بالاهتمام، وقبل كل شيء، بواقع مجرد من كل غرض أو مصلحة، فليس هناك مصلحة لمصر والمصريين في بقاء عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجزائر، كما لن تضار مصر وشعبها من رحيله، غير أن الثابت الأول والأخير والأوحد في الأمر، هو الحفاظ على الجزائر "وطن" و"أرض" و"شعب"، و"مؤسسات"، وهو ما يستدعي كل مصري لتقديم نصيحة – إن جاز التعبير – أو قل لتذكير إخوانه هناك بتجربته القاسية، على مدار سنوات عصيبات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة