استطاع علماء الآثار فى القرن التاسع عشر، اكتشاف كثير من أنواع النباتات التى كانت تزرع فى الأراضى المصرية، فى العهد الفرعونى، حيث اهتم المصرى القديم بجميع أنواع النباتات كما قدس بعضها، وذلك عن طريق وجود بقايا من بذورها فى المقابر، أو نقشها على جدران المعابد أو فى البرديات، ومنها ما هو معروف ومشهور لدينا حديثا كالشعير والسمسم، ومنها ما هو مغمور لدى العديد منا رغم شهرته فى العهد الفرعونى، ورغم استخداماتها طبيا أو فى أغراض أخرى حديثا كاليسار أو عنخ والآس..إلخ، ونستعرض هنا بعض منها بإبراز أهميتها لدى الفراعنة وفوائدها حديثا
شجرة المورينجا سر التحنيط لدى الفراعنة
تمكن علماء آثار بالقرن التاسع عشر، من معرفة كثير من أنواع النباتات التى كانت تزرع فى الأراضى المصرية، فى العهد الفرعونى، وذلك لما وجدوه من بذور وأوراق أشجار وفواكه فى المقابر المصرية، وبما كانوا يشاهدونه مرسوما على الألواح الحجرية فى المعابد، وما ترجموه من الأوراق البردية.
ومن الأشجار الخشبية التى عثروا عليها، كما شاهدوها على جدران المعابد الفرعونية، وكانت كثيرة الانتشار فى مصر وبلاد العرب، شجرة اليسار ويطلق عليها شجرة المورنجا وشجرة الحياة.
وكان الفراعنة يستخدمون زيت هذه الشجرة فى التعطير لما له من رائحة زكية، حسب ما ورد فى سلسلة رسالات عن الحضارة المصرية فى العصر الفرعونى، الرسالة الأولى، للدكتور يوسف نيازى.
كما قال الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار الفرعونية، إنه عند تحليل المواد المستخدمة فى التحنيط لدى الفراعنة وجدوا أنها تشبه تماما مكونات شجرة اليسار، وأنها من ضمن الأشجار الموجودة بمعبد الكرنك، وكانت ضمن الأشجار التى اهتم تحتمس الثالث بوضعها فى حديقته، حيث إنه قام بحملة على الشرق الأدنى القديم وأتى بها ضمن بعض النباتات، مضيفا أن المصرى القديم اهتم بكل أنواع النباتات.
وقال الدكتور جمال الخولى، مستشار وزير الزراعة والمتخصص فى النباتات البرية والطبية والعطرية والشوكية والعصارية، إن شجرة المورنجا والتى يطلق عليها الحبة الغالية واليسار، أشهر أماكن زراعتها الصحراء الغربية والشرقية والواحات الداخلة والخارجة وسيناء والعريش والساحل الشمالى كما أنه يمكن زراعتها فى المنازل.
وفى حديثه، عن المورنجا فاجأنا دكتور جمال، بفوائد عديدة للشجرة الغالية، موضحا أنه عند تحليل شجرة المورينجا اكتشفوا أنها تحتوى على مجموعة من العناصر والفيتامينات ككمية تراب متحللة من جسم إنسان.
وذكر موضحا أن من أهم فوائدها تقوية الذاكرة والمناعة لدى الأطفال، كما أن لها أثرا بالغا فى علاج السمنة، حيث إنها تساعد فى التخسيس، فيمكن أن تساعد أوراقها فى فقد17 كيلو من الوزن خلال 45 يوما.
مستكملا أن كل جزء من شجرة اليسار له فائدته فتستخدم الأوراق عن طريق غليها أو تجهيزها كالشاى وتناولها للتخسيس وتقليل القىء لدى الحوامل، كما أنها تعمل على إدرار البول، وانخفاض ضغط الدم، موضحا أنه يستخلص زيت من بذورها مفيد للبشرة يكافح جميع أنواع البكتريا التى تسبب ضررا للجلد، وللحماية من أشعة الشمس، كما أنه يمكن استخدامه لمرضى السرطان قبل تعرضهم للعلاج الإشعاعى للوقاية من أضراره، وتستخدم البذور أيضا كمنشط جنسى ولتنقية مياه الخزانات.
كما أوضح الدكتور جمال الخولى أنه تجرى أبحاث حاليا على شجرة المورينجا، لاستخدامها فى علاج السرطان، تحت إشراف الدكتورة فاطمة عبد القادر بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، حيث اكتشفوا أن لديها القدرة فى علاج السرطان.
كما أن زيت المورينجا يعالج أمراض جلدية عديدة منها الكلف، وتستخدم أجزاء من الشجرة كعلف للمواشى والأسماك، ويمكن استخدامها كمادة حافظة ليست لها أضرار، كما استخدمت قديما لدى الفراعنة فى التحنيط، ولمعالجة نقص الكالسيوم وآلام الركبة ولين العظام، وآلام القولون والمعدة، ومطهر معوى، كما أنها تدخل فى صناعات الأدوية.
وأوضح "الخولى" أنه يمكننا تناولها كأكل لأن طعمها مقبول، كما أن لها أثرا بالغا فى معالجة الاكتئاب، وتقاوم مرض العمى نتيجة ارتفاع فيتامين "أ" الذى يفوق وجوده أربعة أضعاف نسبته فى الجزر، ومقاومة لمرض الزّهايمر لأنها تحتوى على نسبة كبيرة من البوتاسيوم.
وأضاف "الخولى" أن جذور المورينجا تستخدم للوقاية من أمراض القلب، ومعالجة مرض فقر الدم والسكر والكولسترول. وأضاف أنه أطلق عليها شجرة السعادة فى الصين والهند والفلبين، وجنوب شرق آسيا سموها شجرة السعادة وفى اليابان أطلقوا عليها شجرة الحياة.