قصة أغرب من الخيال، كثيرا ما نسمع عن تبرع أم لابنها بجزء من جسدها لتعطى له أملا فى الحياة مرة أخرى، أو الزوجة لزوجها والعكس، لكن أن يتبرع صديق لصديقه بـ60% من كبده هو غير المعتاد ولا يصدقه عقل، شابان فى بداية عمرهما تربط بينهما علاقة لا تجد لها كلمه تعبر عنها سوى الصداقه فى أسمى معانيها، قررا أن يكملا حياتهما سويا برباط أقوى وهو أن يتشاركا فى جسدهما.
القصة كما يرويها أحد المصادر المقربة من الصديقين والذى رفض ذكر اسمه، أن محمود عبد الله ،وعبد الله أحمد عطا الله كلاهما التحقا بكلية العلوم جامعة الإسكندرية بقسم بيولوجيا جزئية لتفوقهما العلمى ،ومرت سنوات الدراسة الأولى فى ود وحب وصداقة تكبر يوما بعد يوم ،حتى يلعب القدر لعبته ويصاب عبد الله بمغص شديد وآلام فى بطنه وإصفرار وجهه الصيف الماضى وينقل إلى المستشفي ليجرى بعد الفحوصات لمعرفة سبب تلك الآلام ،وظل الأطباء يحاولوا تشخيص حالته يوما بعد يوم حتى اكتشفوا إصابته بمرض بجهازه المناعى يجعل جسده يرفض كبده ويعتبره جزءا غريبا عن باقى الجسد ،وكان الحل الوحيد هو زراعة كبد فى أسرع وقت .
وبدأت الرحله الأصعب فى حياه عبد الله هى إيجاد متبرع له مواصفات خاصه جدا ،فيجب أن يكونا متماثلان فى الطول والعرض وفصيلة الدم ومهيأ نفسيا لتقبل فكرة التبرع بجزء من كبده،وهنا علم الصديق الوفى محمود بمأساه صديقة الذى يصارع الموت فى كل لحظة وأتخذ القرار أن يكون هو سبب فى بقاء صديقة على قيد الحياه ويكملا سويا حياتهم التى تواعدا على أن يكونا رفقاء فيها على الخير ،فذهب محمود لأمه وعرض عليها أنه سوف يتبرع لصديق عمره بجزء من كبده ليكمل حياته ،وقال لها جمله واحده "يا أمى ربنا قال فى كتابه " وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً" "وأنا مش هحيي عبد الله بس لكن هحيي الناس جميعا" ،فما كان من الأم إلا أن تضع نفسها فى مكان أم عبد الله تلك الأم التى ترى أبنها يصارع الموت فى كل ثانيه تمر به ،وقالت" انا حطيت نفسي مكان ام عبد الله ساعتها اتمنيت ان أى حد يتبرع لأبنى"
وبدأ الصديقان يجريا الفحوصات الطبية المعقده للغاية لإجراء العملية فى سرية تامه وكتمان شديد وكانت تلك رغبة محمود الذى قرر أن يكون عمله خالصا لوجه الله لا يبغى منه جزاء ولا معروف من أحد سوى الله ،وأصر على كتمان الأمر على أقرب المقربين منهما كأصدقاؤهما فى الجامعه وكل من يرغب فى الإطمئنان على عبد الله ،وكان الرد الوحيد لعبد الله عند سؤاله عن المتبرع يقول" الحمد لله كل الأمور تمام والمتبرع موجود والعمليه قريب" دون الإفصاح عن هوية هذا البطل الغامض .
وجاء يوم العملية وظل عبد الله يتصل على كل أصدقاؤه للإطمئنان عليهم قبل لحظات من أن يمنع من إستخدام الهاتف المحمول فالجميع يشهد له بقوة تحمله وصبره وعلمه ،فكان شديد التحمل للآلم وعلى دراية كامله بطبيعه مرضه ومهيأ نفسه نفسيا للتعامل مع هذه الألم ،فبعد أن اشتد عليه المرض أصيب بنزيف داخلى وكان يجرى العديد من المناظير الجراحية دون تخدير دون شكوى منه أو آلم فكان شديد الجلد والتحمل على مرضه .
خضعا الصديقان لعملية معقدة للغاية داخل مستشفي المواساه الجامعية بالإسكندرية السبت الماضى وظلا داخل غرفة العمليات لساعات طويلة وسط خوف وترقب زويهم حتى خرجا الصديقان لغرفة العناية المركزة وكان أول تعليق لمحمود بعد إفاقته والذى اقشعر له أبدان كل من حوله قائلا " روحوا شوفوا عبد الله لأنه صحى وطمنونى عليه" وذهب الجميع بالفعل للإطمئنان على عبد الله وكانت المفاجأة أنه بدأ بالفعل فى استرداد وعيه .
وكان أول تعليق للبطل محمود بعد اجراء العملية واسترداده لعافيته بعض الشيء عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" قائلا " شكراً على كل كمية الحب دي والله
أنا كانت بتوصلي أخبار ان الدنيا مقلوبة علينا أنا و عبدالله، بس مكنتش متخيل ربع اللي بيحصل ده أصلاً، فشكراً لكل واحد قال كلمة تشجيع أو فرحتني ،كان نفسي والله أرد على كل المكالمات و الناس تنورني في الزيارة، لكن للأسف بس الدكاترة مأجلين موضوع الزيارة لفترة بسيطة،أنا بخير الحمد لله و بدأت أتحرك، دعواتكم لعبدالله يقوم بالسلامة بقى في أقرب وقت و نرجع ننزل سوا تاني".
وفي أول تعليق لأسرة محمود والذى ترفض بالشده للإدلاء بأى تصريحات صحفية حتى يظل ما قام به نجلهم خالصا لوجه الله ،قال عمه أحمد عبد الله أن الأسرة رحبته بفكرة تبرع محمود لصديقه بجزء من كبده وتم تشجيعه على ذلك قائلا " لم نخاف عليه لأن الانتماء طبع فينا جميعا للبلد والحالات الانسانية ووضعنا نفسنا فى مكان أسره عبد الله ولو كان أحد ابنائنا مصاب لكنا تمنينا أن يكون هناك شخص مثل محمود يتبرع له "
من جانبه كشف الدكتور أحمد عثمان عميد كلية الطب بجامعة الإسكندرية أن العملية الجراحية التى اجريت لزراعة الكبد للطالب عبد الله بلغت تكلفتها 350 ألف جنيه على نفقة صندوق التأمين العلاجى بالجامعة والذى يغطى تكلفة العمليات الكبرى للطلاب وأعاء هيئة التدريس
وأشار عميد كلية الطب فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن حاله المتبرع جيدة ويوجد الآن داخل غرفة عادية بمستشفي المواساه أما الطالب عبد الله مازال يرقد بغرفه االعناية المركزة وممنوع عنه الزيارة إلا أن حالته تتحسن يوما بعد يوم نظرا لخطورة وصعوبة العملية الجراحية التى تعرض لها .
وأوضح الدكتور أحمد عثمان أن الفريق الطبى الذى أجرى العملية الجراحية تكون من أطباء من كلية الطب بجامعة الإسكندرية بالتعاون مع فريق زراعة الكبد بجامعة عين شمس
و أكد الدكتور هشام جبر نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الشابان عبد الله ومحمود يعدا مفاجئة طيبه للمجتمع بأكمله بأنه مازال في شبابنا بعض القيم اللي انقرضت من المجتمع وهو ما يثبت قوة العلاقة اكيد بين الصديقان وهو ما دفع الجامعة للوقوف عند هذه القيم وسيتم عقد لقاء مفتوح للصديقان عقب تماثلهما للشفاء مع كافة طلاب الجامعة لكونهم مثل يحتذي به .
وأعلن نائب رئيس الجامعه عن عده مكافئات للصديقان أولها الإتفاق مع القائم بأعمال كلية العلوم الدكتورة أمانى عبد الحميد للتيسير على الطالب عبد الله أحمد عطا الله لإنهاء ا تبقى له من دراسته حيث أنه مازال بالفريق الرابعه نظرا لظروفة الصحية وسيتم تقديم كافة التسهيلات اللازمة له للإنتهاء من دراسته ،كما سيتم تلبية أيه مطالب لمحمود عبد الله وهو خريج نفس الكلية العام الماضى كنوع من رد الجميل له على ما قدمه من قيم .
وطالب نائب رئيس بتكريم هؤلاء الشباب لكونهم مثال جيد لكل الشباب المصري ويؤكدون على أن مازال شباب مصر بخير .
من جانبه اكد الدكتور عادل عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالى أن الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى سيلتقى بالصديقان فور تماثلهما للشفاء لتكريمهما على ما قدماه للمجتمع من نموذج جيد
عدد الردود 0
بواسطة:
ناديه
ربنا يحفظك
ربنا يحفظك يامحمود بجد نعم الاخلاق انت و مامتك .
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن عابدين
الخير في أمتي إلى يوم الدين
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتم شفاهم على خير وأن يمتعهما بنعمة الصحة والسعادة, وأشكر أخونا البطل الشهم محمود الذي أكد بعمله أن الدنيا بخير في وقت ظننا أنه انتهى الخير , جزاك الله خير
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حسان
الشهامة
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتم شفاهم على خير وأن يمتعهما بنعمة الصحة والسعادة, وأشكر أخونا البطل الشهم محمود الذي أكد بعمله أن الدنيا بخير في وقت ظننا أنه انتهى الخير , جزاك الله خير