خامنئى يعد إيران لخطوة ثانية فما هى؟ المرشد يعزز نفوذ المتشددين بعد أيام من تعيين "رئيسى" فى القضاء.. خليفته المرتقب فى منصب رفيع بـ"الخبراء".. كافأ سليمانى بأرفع وسام عسكرى.. وتجربة انقلاب "نجاد" تشكك بخطواته

الأربعاء، 13 مارس 2019 02:30 م
خامنئى يعد إيران لخطوة ثانية فما هى؟ المرشد يعزز نفوذ المتشددين بعد أيام من تعيين "رئيسى" فى القضاء.. خليفته المرتقب فى منصب رفيع بـ"الخبراء".. كافأ سليمانى بأرفع وسام عسكرى.. وتجربة انقلاب "نجاد" تشكك بخطواته خامنئى ورئيسى ونجاد
إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الـ 13 من فبراير الماضى، أصدر المرشد الأعلى فى إيران بيانا ما أسماه "الخطوة الثانية" بمناسبة بلوغ الثورة الايرانية عامها الأربعين، ورغم المتغيرات الداخلية التى عاشتها طهران على مدار السنوات الأخيرة، من موجات احتجاجية متفرقة نتيجة سياساتها وعقوبات تكاد تشل البلاد، إلا أن صانع القرار الإيرانى أكد على ثوابت وبدأ وكأنه يضع قانونا يسير عليه من سيخلفوه فى منصب الولى الفقيه بعد وفاته، حيث أكد على التزامه الشديد بالأصول والمبادئ ومواصلة سياسات النظام متجاهلا ما جلبته لطهران ودعوات المراجعة السياسية للنظام.

 

الخطوات التى سار عليها المرشد الأعلى فى الشهور التى تلت هذا البيان، تشير إلى أن آية الله على خامنئى يؤسس لهيكل سياسى فى إيران أكد تشددا مما هو الأن وبدا بالإعداد لمرحلة ما بعد غيابه عن المشهد الإيرانى، لأسباب منها ضمان أن يسير خليفته على نفس نهجهه السياسى، وللحيلولة دون أن يُدخل أى شخص سيخلفه أية تغييرات فى سياسات النظام الجوهرية، إضافة إلى منع وقوع أية صراعات محتملة بعد وفاته، من هنا وضع شخصيات فى صدارة المشهد الإيرانى، وتصعيد أخر ينظر إليها ويتردد فى الأوساط السياسية كخليفة مرتقب وفى مقدمتها حجة الاسلام سيد إبراهيم رئيسى.

 

رئيسى وخامنئى
رئيسى وخامنئى

رئيسى من بين الشخصيات التى صعد نجمها مؤخرا وتحظى برضا بيت خامنئى ومؤسسة الحرس الثورى، عينه المرشد الأعلى مؤخرا رئيسا للسلطة القضائية رغم ما يؤخذ عليه من ترأسه لجنة الموت فى الثمانينات التى أشرفت على إعدام عشرات الآلاف من المعارضة والسجناء، وبعد أيام قليلة من استلامه المنصب، تم اختياره لمنصب آخر أكثر حساسية، وهو منصب نائب أول لرئيس مجلس خبراء القيادة آية الله أحمد جنتى الذى يلعب دورا حاسما فى السياسة الإيرانية، فى تصويت داخلى، وفى المجلس أمس الثلاثاء حصل من بين 78 عضوا مشاركا على 43 صوتا وهزم بذلك صادق لاريجانى رئيس القضاء السابق ورئيس تشخيص مصلحة النظام الحالى الذى حصد 27 صوتا فقط.

 

صعود نجم إبراهيم رئيسى المحافظ بهذا الشكل بعد الخسارة التى منى بها أمام الرئيس حسن روحانى فى انتخابات رئاسية جرت فى 2017، تعنى أن هذا الرجل سيسند إليه دورا هاما بل وحساسا السنوات المقبلة فى الساحة السياسية الإيرانية، فبالنظر إلى وظيفة مجلس الخبراء المنوط إليه مسئولية اختيار المرشد الأعلى فى إيران والإشراف عليه وفقا للمادة 107 من الدستور الإيرانى، ونظرا للتأييد الواسع الذى يحظى به هذا الرجل لدى خامنئى، فضلا عن تعاطى إعلامى إيرانى مع هذا الرجل مثير للدهشة حيث منحه الإعلام الرسمى لقب "آية الله" وفقا ما كتبته وكالة ميزان التابعة للقضاء، وهى أعلى درجة دينية يبلغها رجل الدين الشيعى فى إيران، ورغم أن لقبه الحقيقى هو"حجة الاسلام والمسلمين"، لذا يمكن القول إن تولية رئيسى هذا المناصب الحساسة ترتفع من فرصه للحصول على لقب مرشد الجمهورية الإسلامية الثالث، بل أصبحت تؤكد أنه خليفة خامنئى المرتقب.

 

فى الأسبوع نفسه الذى ترقى فيه رئيسى لمناصب هامة، قلد المرشد الأعلى قائد فيلق القدس قاسم سلمانى، لأول مرة فى تاريخ إيران أرفع وسام عسكرى على الاطلاق "ذو الفقار"، وجاء الوسام بعد أسابيع قليلة من زيارة الرئيس السورى بشار الأسد إلى طهران للمرة الأولى منذ سنوات، ليمثل الوسام مكافأة من خامنئى على الدور الذى لعبه سلمانى نفسه وفيلق القدس فى عملية تأمين واحضار الأسد إلى طهران، وكأنه يرى أن سياسات إيران تكللت بالنجاح بعد هذا الخطوة، فضلا عن دوره فى مد النفوذ الإيرانى إلى محيط طهران إقليميا ودعم أذرع طهران ووكلائها فى المنطقة، وبدا سلمانى ينظر إليه كونه الشخصية العسكرية الأكثر سطوعا والأكبر تأثيرا فى دوائر صنع القرار فى إيران، وهو ما كان واضحا فى واقعة استقالة الوزير جواد ظريف بعد تهميش دور وزارة الخارجية فى السياسة الإيرانية، بدا أيضا وكأن سليمانى الرجل الفاعل فى سياسة إيران الدولية.

 

1397122022455417816882534

خامنئى يقلد سليمانى أرفع وسام

 

فى النهاية، الخطوات التى يسير عليها مرشد إيران، تشير إلى رغبته فى تعزيز نفوذ التيار المتشدد وإقصاء الأصوات المنادية بالاعتدال فى إيران، ففى الوقت نفسه ثار المتشددين غاضبين داخل البرلمان من لقاء جمع الزعيم الإصلاحى والرئيس الأسبق محمد خاتمى المحظور ذكر اسمه ونشر صورته إعلاميا، بأعضاء كتلة اميد (الأمل الاصلاحية)، معتبرين أنه لقاء يتعارض مع المصالح الوطنية، ووجد المتشددين دعما من إعلام المرشد الأعلى"، فصحيفة "كيهان" المقربة من خامنئى، وقفت إلى جانبهم معتبرة أن لديهم الحق على الاحتجاج، رغم أن اللقاءات التى تتم بين خاتمى وكوادر التيار الاصلاحى تتم بشكل دائم.

 

كل هذه الممارسات بحق التيار الإصلاحى يقابلها تعزيز لمكانة المتشددين فى هرم السلطة الإيرانية، لكن من غير المعلوم أن يظل من يتمتع بمساندة المرشد وفيا يسير وفقا لرؤياه السياسية، فتجربة الرئيس الأسبق المتشدد أحمدى نجاد خير دليل، حيث انقلب على المرشد وخرج عن طوعه السنوات الأخيرة بعد انتهاء رئاسته التى امتدت من 2005 وحتى 2013، رغم كل الدعم الذى قدمه له ومساندته خلال احتجاجات 2009 التى نهضت ضده ونددت بالتلاعب فى الانتخابات لصالحه، بل وكشف ما كان يدور فى الكواليس عن علاقته بالمرشد خلال ترأسه إيران، وقال "هل يجب أن أصمت لأن وجهات نظرى تتعارض مع آراء المرشد الأعلى؟.. وأضاف:"التضحية التى قدمتها للقائد لم يقدمها أحد غيرى، رغم ذلك هو أقال مساعدى ولم يسمح لى بإقالة الوزراء وهناك أمثلة أخرى". وقد ننتظر المزيد من التغيرات فى إيران الفترة المقبلة.

 

نجاد وخامنئى
نجاد وخامنئى

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة