بخطى متعثرة اعتاد الطفل إياد ناصر عبد العظيم صاحب الـ10 سنوات الذهاب لمحكمة الأسرة بإمبابة لحل الصراع القانونى على حضانته بين جدته لأمه وجدته لأبيه بعد أن قررت الأم إكمال حياتها وفق لما تراه لصالحها والتنازل بطواعية عن طفلها منذ أن كان عمره 6 سنوات، ليعيش الصغير معاناة التنقل بين منزل أبيه وأهل أمه، فتارة فى منزل خالته الصغرى وأحيانا لدى خالته الوسطى وبعض الوقت لدى خالته الكبرى وأشقاء والدته الذكور ومنزل العائلة برفقة جدته ..ليصرح الطفل قائلا:"أنا مليش غرفة معينة بعيش فيها دائما هدومى فى الشنط وحاسس نفسى غريب وماما لما بروح عندها بتضربنى وبتقولى هتدمر حياتى وهتبقى سبب طلاقى".
ويكمل إياد حديثه ليصف الحزن الذى يفتك به ويهدد مستقبله قائلا: "فى منزل أهل والدتى أعاقب إذا أبديت رغبتى فى رؤية والدى وتتم معاملتى بعنف ودائما ما يسبونى به ويسخروا من الأطفال فى عائلة والدتى وفى المدرسة".
ويضيف: "غالبا ما أشعر بأنى يتيم بسبب إنشغال والدتى بطفلها الجديد وتوجيها الإساءة لى برفقة زوجها فأشعر أننى خطأ تندم على ارتكابه لذلك تعاقبنى بحرمانى من والدى".
مأساة الطفل إياد لم تكن القصة الوحيدة التى صادفتنا وسمعنا تفاصيها المحزنة بمحكمة الأسرة بل يوجد غيرها آلاف من أطفال الطلاق لا يمتلكون محلا سكنيا محددا ولا حياة آدمية ويتنقلون سنويا إلى عدة منازل بحثاً عن مكان أمن يعيشوا فيه.
وفق للأرقام المفرعة التى تتناول مأساة أطفال الطلاق داخل محاكم الأسرة لنجد أن 49% من أبناء المطلقين الحالة النفسية أصبحت أسوء بعد الطلاق، 30% من الأطفال حالتهم المعيشية تدهورت، 20% من الأبناء تدهور مستواهم التعليمى بسبب الخلافات الزوجية.
وتابعت الأرقام وفقا لشكاوى الزوجات والأزواج بأن 35% من أطفال المطلقين يقيمون مع المطلق وزوجته الجديدة، 25% يتنقلون بين أقارب الزوج أو الزوجة ويعانون، و40% برفقة الأم أو الأم وزوجها .
كما رصدت حالات لأطفال متنازعى الحضانة يعانون من اضطرابات وصلت ببعضهم إلى الجريمة وفق رصد الشكاوى أمام مكاتب تسوية المنازعات الأسرية.
سالى: "زوجها يجلدنى بالحزام ووالدتى تتحفظ علينا طمعا فى النفقة التى تتقاضاه جدتى".
أطفال كثيرون تجبرهن ظروف إنفصال والديهم القاسية على خوض معاناة ،لترى بدموع الحسرة الطفلة "سالى.أ.ع"، البالغة من العمر 12عاما معاناتها أثناء وقوفها أمام محكمة الأسرة بروض الفرج، فى الدعوى التى أقامتها جدتها"حنان سيد"،لتطالب طليق نجلتها بالنفقة والمصروفات المدرسية لحفيدتها.
وتصرخ الصغيرة التى حرمها الطلاق من حقها بالعيش فى حياة طبيعية قائلة: أعيش بحكم القانون مع جدتى ولكن فى الحقيقة أقضى معظم الوقت فى منزل والدتى وزوجها أتعرض للمضايقات ودائما ما أرى زوج أمى يتعدى عليها وعلى بالضرب بالحزام ويطردها ليلا من المنزل ويطالبها بالتخلص منى ولكنها ترفض بسبب خوفها من خسارة مبالغ النفقة التى تساعدها على المعيشة وفق لما تردده لجدتى.
وتابعت: منذ انفصال والدى ووالدتى ونحن نتنقل من منزل لآخر حتى نجد مكان نعيش فيه وأضطررت فى مرات كثيرة للتغيب عن المدرسة وإعادة السنة الدراسية وما زلت أعيش فى حرب بسبب الحضانة لدرجة دفعت جدتى لأمى بإجبارى للكذب أمام القاضى وإخباره بتحرش والدتى بى أثناء جلسات الرؤية.
الطفلة مروة: شقيق والدتى يهددنا بالقتل ووالدتى تصرح: "يستاهلوا الحرق هما وأبوهم".
ترد الأم "فاطمة .ع" على طلب ابنتها لشراء ملابس جديدة مثل أصدقائها قائلة: "مفيش السنة دى لبس جديد ألبسى القديم "وتتابع : اطلبى من والدك الإنفاق عليكى وحقك مثل باقى أشقائك من زوجته الجديدة، فهو يطالب بحقه فى مكوثك معه ورؤيتك.
وتتابع الطفلة مرورة.ن البالغة 14 عاما أثناء جلسة الرؤية مع والداها المقامة ضده 16 دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة بإمبابة: طلقت والدتى منذ 6 سنوات ومن وقتها وأنا وأشقائى وسيلة فى يد والدتى للضغط على والدى بعد زواجه.
وتؤكد مروة: "شقيق والدتى عندما يأتى لزيارة منزل جدتى يهددنا بالتخلص منى وقتلنا حتى يرتاح من هم المشاكل التى تنشر بسببنا وأمى ترد عليه :" يستاهلوا الحرق هما وأبوهم"، ووتابع مضيفة: " كما يسخر من والدى ويردد بأنه سيجعله يندم على الطلاق وخلى بقى المحكمة تنفعه وتأخد حقوقه بعد الفضايح اللى تسببت له فيها، وفى أخر مرة عاقبنا بالحرق بسبب تواصلنا هاتفيا بجدتى لوالدى".
ميار صاحبه الـ15: "والدتى تزوجت وسافرت وجدتى ترغب فى تزويجى".
ومن جانبها تحكى الطفلة "ميار" البالغة من العمر 15 عاما بدعوى أخرى مأساة الأطفال ضحايا النزاعات الأسرية أمام محكمة الأسرة بزنانيرى وفق السجلات بتسوية المنازعات التى حملت رقم 39821 : "كل شهر نشهد خناقات وصراع على مبلغ النفقة بعد طلاق والدتى وزواجها وسفرها برفقة زوجها ومكوثنا لدى جدتى والتى تخوض حربا مع والدى لدرجة دفعتها للطلب منه بالموافقة على تزويجى وتركى للمدرسة حتى ترتاح من همنا رغم رفضها منح حضانتنا له ورفضها ذهابنا لجلسات الرؤية".
أب :" طليقتى ترسل طفلى لشراء مواد مخدرة لها ودفعته لطعن زميله".
قد يصل أثر العنف الأسرى لارتكاب جريمة وظهور طفل يعانى نفسياً ولديه سلوك عدواني قد يدفعه لارتكاب جريمة ، كما حدث في عين شمس، فى الدعوى التى أقامها الزوج فرج.م.ك والذى طالب بحضانة طفله الذى سقط فى داومة الإدمان بسبب سلوك والدته المشين.
ويتابع الأب الذى قدم مستندات طبية وصورة من محضر بقسم الشرطة:" طليقتى تزوجت 3 مرات بعد الطلاق منى فكانت أكثر زيجه لها لا تستمر إلا 12 شهرا بسبب تعاطيها للمواد المخدرة والتى وصلت بها لدفع نجلى للذهاب لشرائها".
ويضيف: "بسبب رفضها رد حضانة نجلى لضمان مواصلتها لإبتزازى وسلبها مبالغ مالية عنفت الطفل وفى كثير من الوقائع المثبتة بأقول الشهود بمحاضر بقسم الشرطة ما طردته ليلا لينام فى الشارع".
ويؤكد الزوج: "ابنى صاحب الـ10 سنوات دخل فى مشاجرة مع زميله بسبب معايرته بأخلاق والدته جعلته يقدم على إحداث جروج قطعية بجسده بواسطة سلاح أبيض ولولا تنازل والده بحكم زملتنا لدمر مستقبله".
مازن: "بنام فى الجامع برفقة شقيقى خوفا من عنف والدتى بعد إقدامها على حرقنا".
حالة أخرى شاهدة على معاناة أطفال الطلاق وقسوة الكثير من الأمهات التى أقل ما توصف به قلوبهم أنها من حجر..ليقول الطفل، أعتادت ضربى وحرقى ونعتى بالفاشل ورفض سداد المصروفات المدرسية حتى تستطيع أن تربح الدعاوى القضائية ضد والدى أو طليقها كما تجبرنى وشقيقى على تسميته.. كلمات على لسان مازن .ن.ه فى أحدى الجلسات مع مسئولة مكتب تسوية المنازعات.
وتابع الطفل الذى تلعثم خوفا من والدته فى القضية التى أقامها الزوج ناصر.ه لإثبات العنف الجسدى الواقع على طفليه البالغان 9 و7 أعوام : " أثناء وجودى مع والدى يشترى لنا العديد من الهدايا ولوالدتى أيضا حتى يحثها على نسيان الخلافات التى جمعتهم أثناء الزواج ولكنها ترفض وتصمم على توجيه الإساءة واللؤم له وحاولت ضربه بالقلم أمام جدتى أثناء جلسة الرؤية".
ويتابع الطفل واصفا قسوتها معه وسوء معاملتها له: " أقضى أنا وشقيقي معظم الوقت فى الشارع خوفا من عنف والدتى وإقدامها على حرقنا والتعدى علينا بالضرب المبرح لأقل الأسباب وأحيانا نذهب للنوم فى الجامع ،ويكمل مضيفاً:دفعتنا للتغيب عن المدرسة بسبب رفضها دفع المصروفات الدراسية رغم حصولها من والدى على النفقة".