أدارت الدكتورة غادة عبد الرحيم مدرس علم النفس بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة ومستشار رئيس جامعة سوهاج لتدريب وتأهيل الطلاب، جلسة محور الشباب، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر العلمى الأول لجامعات جنوب الصعيد التى أقيمت بمدينة الأقصر، تحت عنوان "نحو خريطة تنموية مستدامة لجنوب الصعيد" ونظمته جامعات جنوب الوادى وسوهاج وأسوان والوادى الجديد، تحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى وبرئاسة الدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادى والدكتور أحمد عزيز عبد المنعم رئيس جامعة سوهاج والدكتور أحمد غلاب رئيس جامعة أسوان والدكتور عاطف أبو الوفا رئيس جامعة الوادى الجديد.
وأكدت الدكتورة غادة عبد الرحيم، فى كلمتها فى بداية الجلسة على أن الشبابُ هُم الوقودُ الحقيقى للدولِ، فهم صانعو الفرصِ والحياةِ.. فى اللحظات الفاصلة يكونون هم السَّند والدُعامة الرئيسية التى يُمكن الاعتماد عليها، فى السِّلم والحرب، ولا يمكن أن يُفهَم أى حديثٍ عن التنميةِ الشاملةِ إلا بالحديث عن دور الشباب، الذين هم قاطرة التنميةِ الحقيقيةِ، فبدونهم تفقدُ أى تنميةٍ جوهرها ومعناها، كما أن التاريخُ الحديثُ يمتلئ بالعديدِ من النماذجِ التى استطاعت من خلالها الدولُ أن تغير مصيرَها وتبنى مستقبلِها من خلال نافذةِ الشباب؛ ورغم اختلافِ الظروفِ والسياق، لكن ظلّ الشبابُ هم كلمة السِّر الحقيقية؛ فقد استطاعت الشعوبُ التى عانت من ويلات الحروب، أن تنهض مرة ثانية من خلال توظيفها لقدراتها البشرية، لكى تستعيد توازنها الداخلى والخارجى وتستعيد مكانتها الدولية، وهو ما تجلى فى النموذجِ الألمانى واليابانى بعد الحربِ العالمية الثانية؛ حيث الاعتمادُ على الشبابِ لمواجهة تحديات ما بعد الحرب للنهوضِ مرة ثانية على كل الأصعدة فى ظلِ دمار البنية التحتية، وفقر المواردِ الاقتصادية.
وأشارت مستشار رئيس جامعة سوهاج، إلى أن الاهتمامُ بقوى الشباب ودمجهم فى التنمية المجتمعية عبر وضع عدد من السياسات والاستراتيجيات طويلة ومتوسطة الأجل لخوض مسيرة التنمية الشاملة، واستطاعت دول النمور الآسيوية تحويل الأزمة إلى فرصة، واعتبرت التعدادَ السكانى الكبير ولاسيما النسبة الكبيرة للشباب عاملاً أساسياً فى التنمية، ومن خلال الإيمانِ بأن العمالة تعتبر رأسمال الصناعة تماماً، كما هو الحال مع الأموال، كما عملت تلك الدول على تأهيل وتوظيف الموارد البشرية، وإنشاء صناديق لتدريب وتأهيل الشباب الأسيوى على الاعتماد على الذات وتطوير أنفسهم من أجل مواكبة سوق العمل، وتوفير أدوات الاستثمار فى مجالات التكنولوجيا وتصنيع معظم الأجهزة فى مجال تكنولوجيا المعلومات، علاوة على الاستفادةِ من مجموعة القيم الآسيوية وحب العمل والالتزام الموجود داخل الشباب، كما استطاعت تلك الدول أن تبنى تقدمها عبر شبابها؛ فإن مصر ترسمُ ملامحَ جادةً فى ذات الطريق بالاعتمادِ على شبابها وفتح آفاق رحبة لهم تليق بما حققوه وجعلهم حديث العالم، فقد بدأت مصر عهدا جديدا قائما على الإيمانِ بشبابها وتنمية قدراتهم وفق برامج وخطط واضحة تتابعها وتقوم بتوجيهها قيادة سياسية واعية وداعمة لمجهودات الشباب متمثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وإيمانا منها بدور الشباب الفعال ، اشركت الدكتورة غادة عبد الرحيم معها الطبيب الشاب أحمد الشيخ فى إدارة جلسة محور الشباب والتى دارت حول المشاركة بمحور خاص بهم نحو خريطة تنموية مستدامة بأفكارهم الوليدة التى تحتاج الدعم والتنفيذ من صانعى القرار، حيث تمت مناقشة أبحاث مقدمة من 16 من شباب 3 جامعات وهى "سوهاج وجنوب الوادى وأسوان" حول التنمية المستدامة لجنوب الصعيد والذين استعرضوا دورها فى التنمية السياحية والزراعية والحيوانية والثقافية والخدمية والإعلام والسياحة والتراث والفن وريادة الأعمال.
وشهدت الجلسة مداخلات قوية لعدد من أساتذة الجامعات والرعاة، حيث أشاد الدكتور حسين أباظة مستشار وزير البيئة بالجلسة معتبرا إياها من أهم جلسات المؤتمر مثمنا دور وقدرة الدكتورة غادة عبد الرحيم وتمكنها من أدواتها فى إدارة الجلسة والخروج بها بمظهر مشرف، كما أبدى إعجابه بالطلاب المشاركين والبحوث المقدمة منهم، فيما قام مجموعة من رعاة بطلب تقديم يد العون للطلاب ومناقشة أبحاثهم وتنفيذ المتاح منها.
فيما حرص الدكتور أحمد عزيز عبد المنعم رئيس جامعة سوهاج، على مشاركة الشباب فى جلستهم منذ بدايتها والتى تم تخصيصها لطرح رؤيتهم الخاصة بتحقيق التنمية المستدامة كجزء رئيسى من مؤتمر تنمية محافظات جنوب الصعيد بمشاركة 4 جامعات مصرية، مؤكدا أن محور الشباب فى المؤتمر يعتبر جانب مهم ويدعمه بشكل شخصي، ويؤكد على دعم الدولة للشباب وإشراكهم فى صناعة القرار.
وأضاف رئيس جامعة سوهاج "أن فكرة هذا المؤتمر هى فكرة قديمة كانت تراودنى بالفعل قبل تولى مسئولية جامعة سوهاج، وجاء المحور الثانى كأهم محاور المؤتمر وهو رؤية شباب جامعات جنوب الصعيد الأربع فى إحداث التنمية، حيث لا يمكن أن نهمل دورهم ورؤيتهم فى التنمية فهم المستقبل ونراهن عليهم ولذلك كان لدينا 16 شابا قاموا بعرض مشروعاتهم المختلفة، وتم إسناد ذلك المحور بالكامل للدكتورة غادة عبد الرحيم والتى قامت بدور كبير فى تدريب الطلاب وتقديمهم فى الجلسة بشكل مميز، مما أدى إلى خروج محور الشباب بصورة مشرفة للمؤتمر الذى يقام لأول مرة من نوعه فى مصر تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما التقى أعضاء المجلس الأعلى للجامعات على هامش المؤتمر السادس للشباب بجامعة القاهرة العام الماضى وطلب من رؤساء الجامعات ضرورة استثمار الإمكانات المتاحة فى الجامعات المصرية لخدمة المجتمع وتنمية البيئة".
وفى ختام جلسة محور الشباب، جاءت لحظة إعلان توصيات الجلسة، حيث أكدت الدكتورة غادة عبد الرحيم، أنه انطلاقاً من هذا الخط العام الذى رَسَمَهُ الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتبنته الدولة وإيماناً بأن دور الشباب الحقيقى يبدأ من الجامعة، التى تعدُ مفرخة للقدرات والإبداع والموهبة، التى تسهم فى دفع وبناء التنمية الشاملة، تلك المساهمة الفعالة التى تشارك فى بناءِ ورسم مستقبل الوطن والدفاع عن فُرصهِ فى إقامة تنمية حقيقية، وبناء حائط صد للمتربصين به، فقد حَمَلَ الشبابُ لواءَ التنميةِ والبناء فى كل أنحاء العالم، ورَسَمَ بعزيمته وقدرته الطريق، الذى يجب أن نُمهده لهم هنا فى مصر من خلال تلك المؤتمرات ليكملوا المسيرة نحو بناء المستقبل.
وأضافت غادة، أن هناك عدد من التوصيات التى نراها مهمة ومُلحة فى سبيلِ تعظيم دور شباب الجامعات، لتحقيق التنميةِ المستدامة والشاملة بجنوب الصعيد، لتكونَ نواة لتجربة ثرية تستحق الدراسة والتنفيذ، وعلى رأسها إطلاقُ مؤتمرات للشبابِ والتنمية داخل الجامعاتِ بجنوب الصعيد وتفعيل مبادرات وخطط العمل لتحقيق ذلك الهدف وتعظيم الاستفادة من قدرات الشباب المصرى الجامعى وتعظيمُ الاتجاهِ الذى تتبناه الدولة، القائم على تغيير المنطلقاتِ الفكرية الحاكمة للتعامل مع شباب الجامعات، والنظر إليهم باعتبارهم فرصة وليسوا عبئًا؛ من خلال تعظيم الاستفادة من قدراتهم وإبداعهم وتعزيزُ المعرفةِ بقضايا جنوب الصعيد من خلال تشجيع إنشاء مراكز بحثية خاصة بدراسة وتحليل قضايا شباب الجامعات وكذلك الدعوةُ لصياغةِ سياسة وطنية لشباب جنوب الصعيد بما يضمن وجود حالة من التكامل والشمول بين السياسات العامة المتعلقة بالشباب، والاتجاهُ نحو اللامركزية فى تنفيذ الأنشطة الشبابية بحيث يصبح لدى الدولة القدرة على تصميم وتنفيذ البرامج الشبابية التى تتلاءم مع طبيعة كل محافظة واحتياجاتها، وتشجيع إنشاء كياناتٍ شبابيةٍ كبرى بجنوب الصعيد، ودعمها بالتمويل اللازم وإشراكُ القطاعِ الخاص ومنظمات المجتمع المدنى الوطنية فى تمويل مشروعات شباب الجامعات واستيعاب الطاقات الشبابية، وكذا توسيعُ المبادراتِ التطوعية الشبابية فى جنوب الصعيد لخدمةِ المجتمع، كلٌ فى تخصصه بما يهدفُ لتنميةِ الدولة على المستويات الخدمية، والثقافية، والاجتماعية، والتوسعُ فى المبادراتِ والمؤسساتِ التى تدعم شباب جنوب الصعيد الموهوبين والمبدعين فى المجالاتِ المختلفةِ ورعايتهم، كما دعت إلى تنظيمُ معسكر دورى لتنميةِ قدرات ومهارات شباب جامعات جنوب الصعيد، دعمًا لقيمِ الانتماءِ والمواطنة وأخيرا تضمين تلك التوصيات فى الكتيب الخاص بالمؤتمر.
غادة عبدالرحيم خلال جلسة محور الشباب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة