شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فعاليات المائدة المستديرة التى انعقدت بعنوان "وادى النيل ممر للتكامل الأفريقى والعربى"، خلال فعاليات اليوم الثانى لملتقى الشباب العربى والأفريقى بمدينة أسوان.
وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى، عن الطفرة التى حدثت فى وسائل الاتصال بدول العالم، قائلا: "يبدو أننا لم نكن مستعدين لها فى دولنا لاسيما فى تداعياتها ونتائجها، لأن مواقع التواصل أتاحت فرصة كبيرة للتواصل غير المنضبط".
وأضاف الرئيس خلال مشاركته بفعاليات المائدة المستديرة، أن 60% من سكان أفريقيا والمنطقة العربية، دون الأربعين عاما، وهذا الرقم الضخم تحدى كبير رغم كونه ميزة، ويجب التنبه لهذا الأمر مع الطفرة التى حدثت فى وسائل الاتصال.
وأشار السيسي، إلى أن استهداف عناصر الدولة الوطنية من خلال وسائل الاتصال، يمثل تحديا كبيرا، ليس على المستوى الأفريقى فقط، ولكن على المستوى العربى، ونحن نرى النتائج، فيجب التنبه لتلك النتائج جيدا، لأن الاستقرار هدف قارى واستراتيجى يجب أن يحصل على مستوى كبير من التقدير والاهتمام وجهود الحكام والمسئولين والإعلاميين، لتوعية الشعوب بأن آمالهم وإمكانية تحقيقها قد تصيبهم بالإحباط ما لم ندرك عوامل الزمن والظروف التى تمر بها كل الدول.
ولفت الرئيس السيسى، إلى أن الاستقرار والأمن فرصة، يجب ألا نهدرها، وتابع: "قبل حديثنا عن التكامل العربى الأفريقى أو مشروعات عربية أفريقية، خلوا بالكم من استقرار بلاكم، لأن استقرارنا استثمارنا".
واستكمل الرئيس: "مخاطر الصراعات السياسية فى دولنا نتيجة أشياء كثيرة، نحن مطالبين أن ننخرط فى تواصل وبرامج تستهدف شبابنا وعقولهم، ولا نترك عقولهم للآخرين يأخذوهم فى اتجاهات أخرى، وإذ كنا نتحدث عن التكامل والتعاون القريب بين المنطقة العربية، لابد أن نتجاوز كل التحديات التى تعوق هذا التعاون".
وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسى، على أهمية تأهيل الشباب قبل الدفع بهم فى المناصب القيادية، مشيرا إلى أن هدف من إنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب هو وصول هؤلاء الشباب إلى المناصب العليا فى الدولة.
وقال السيسى، إن هناك إرادة سياسية لتمكين المرأة والشباب، متابعًا: " إذا توافرت الإرادة السياسية تتحول هذه الإرادة إلى إجراءات، لافتا الى أن أدوات وآليات الدولة تعمل من أجل ترسيخ فكرة التمكين للمرأة والشباب، محذرًا من خطورة الدفع بالشباب إلى المناصب القيادية قبل تأهيلهم ما يؤدى فى نهاية المطاف إلى الحكم على التجربة بالفشل.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن تكلفة تحويل مليون فدان لأراضى صالحة للزراعة عالية للغاية، متابعًا: "استصلاح مليون فدان يحتاج تكلفة مالية هائلة ولا يقل أبدا بأى حال من الأحوال عن 100 مليار جنيه".
وأضاف الرئيس استصلاح المليون فدان يحتاج إلى تأهيل البنية الأساسية من طرق وكهرباء وغيرها، متابعا: "عندما نقوم بتنفيذ هذا الأمر فى مناطق ليست لديها البنية الأساسية لتطوير مشروعك لن ينفذ".
وأوضح الرئيس السيسى، أن مصر على أتم استعداد للتعاون مع كل الدول الأفريقية، وليس مع السودان فقط، لإقامة مشروعات مشتركة تعم بالخير على الطرفين، ولكن ما نتحدث به يتكلف أرقام ضخمة جدا من الأموال قد لا تكون متوفرة إلا مع بعض الدول بالمنطقة، ويجب التحرك عربيا وأفريقيا معا فى نفس المسار لإنجاح هذا الأمر، كما يمكن للأشقاء فى الخليج تمويل تلك المشروعات.
وأردف الرئيس السيسى حديثه قائلا: "معا نستطيع أن نتحرك فى مسار للتعاون، يعطى الثقة بالنجاح فى البداية، لنشجع على مشروعات أخرى، ونتحدث كثير جدا ونبرم بروتوكولات تعاون كثيرة جدا ويعلن عن مشروعات كثيرة، لكن الواقع على الأرض، نسبة كبيرة جدا منه لم يكتمل، نتيجة أسباب كثيرة منها الاستقرار السياسى".
وأشار الرئيس السيسى، إلى أن الحديث عن شمال عربى وجنوب زنجى لا يليق، مشددًا على أهمية التواصل بين الجانبين والذى بدأ منذ مئات السنين، مؤكدا على أن مصر تضع نصب أعينها خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى، تحسين هذه الصورة لأن الحديث عن شمال عربى والجنوب الزنجى كلام لا يليق بنا فهناك تواصل بين الجانبين عبر مئات السنين، وتم تشويهه وتصدير صورة لا تليق بالعلاقة بين الطرفين.
وأضاف السيسى، أن هناك قناعة لتجاوز أى عقبات تحول دون التكامل والتعاون بين الجانبين، داعيا لتطبيق حزمة برامج متكاملة من خلال الزيارات المتبادلة ومواقع للتواصل الاجتماعى.
ودعا السيسى، إلى تحسين البنية التحتية فى القارة الأفريقية من أجل ربط وتكامل دولها، مضيفًا:" إذا كنتم عاوزين يا عرب ويا أفارقة عاوزين تغيروا وجه قارتكم يجب توافر البنية الأساسية من طرق وسكة حديد للربط بين الأقاليم الخمسة، وخلال عشر سنوات سيتغير وجه القارة عبر التفاعل الذاتى نتيجة الفرصة التى توفرت فى البنية الأساسية".
واستشهد الرئيس السيسى، باستيراد اللحوم من دول بعيدة كدول أمريكا اللاتينية رغم توافرها بالدول الأفريقية، وأضاف: "فيه دول لديها إنتاج ضخم من الماشية، ولكن ليس لديهم صناعة لحوم وبالتالى مقدرش اشترى منهم علشان مفيش خط ملاحى ومفيش وقاية طبية وخط سكة حديد، يبقى أروح أجيب من دولة فى أمريكا الجنوبية، فى حين أن التكلفة أقل فى الدول الأفريقية، ولازم يكون فيه بنية أساسية تربط دول القارة ببعضها البعض".
وكشف الرئيس السيسى، عن إعداد وطرح ورقة بالقمة العربية الأفريقية المقبلة فى العاصمة السعودية الرياض، تتعلق بالسوق العربية الأفريقية المشتركة، وإنشاء صناديق تمويل عربية أفريقية مشتركة بالتعاون مع مؤسسات التمويل الأخرى بهدف توفير مشروعات البنية الأساسية بدول القارة".
وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى، على مصافحة كل المشاركين بفعاليات المائدة المستديرة "وادى النيل ممر للتكامل الأفريقى والعربى"، بملتقى الشباب العربى والأفريقى بمدينة أسوان، عقب انتهاءها.
والتقط المشاركين بفعاليات المائدة المستديرة، على التقاط صور "سيلفى" مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، كما حرص البعض الآخر على إجراء حوارات جانبية معه على هامش الملتقى، والتقاط الصور التذكارية معه.
وشارك فى جلسة المائدة المستديرة، كلا من السفيرة أميرة نجم، المستشار القانونى للاتحاد الأفريقى، والشيخ راشد الشامسى، النائب الأول لرئيس البرلمان العربى، ويوسف بن عودة، مدير مشاريع تقنية معلومات بالسعودية، وحمزة الطرونة، رئيس بلدية مؤاب الكرك بالأردن، وجاكيزا إليفرا، باحثة سابقة فى مشروع دعم الشراكة الأوروبية الأفريقية، وزكريا دياباتى، الرئيس السابق لاتحاد الطلبة الأفارقة بمصر، والدكتور إيهاب البشبيشى، المتخصص بالشئون الأفريقية، وطارق بابكرعبد السلام، أمين العلاقات الخارجية فى أمانة شباب حزب المؤتمر الوطنى بالسودان، وعبد اللطيف فاروق، باحث فى مجلس الوزراء ومتخصص بالشأن الأفريقى، وحسام الدين محمود، عضو تنسيقية شباب الأحزاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة