"أمى أنا محتاجه اني أوصلك، ممكن يكون اللقاء بنا صعب بس انا عندي أمل فى ربنا أوصلك بعد كل التعب إللى تعبته فى حياتى، أنا تعبت كتير أوى يا أمى من غيرك وفعلا محدش بيعرف يكون بديل للأم ابدا الأم بتفضل أم مهما حصل ومهما كانت الحنيه فى قلوب الناس برضو مش بيعوضوا الأم، أنا نفسي أشوفك ولو من بعيد لبعيد، نفسي عينيا تلمحك وأعرفك، أنا مش عاوزه منك أي حاجة فى الدنيا ولا عاوزه اسبب لك مشاكل من اي نوع بس انتي سبتيني 25 سنة لحد دلوقتي، يا عالم بتدوري عليا إنتى كمان ومش عرفاني زي ما أنا بدور عليكي ولا لاء، انا بقي عندي اولاد يا أمى وبيكبروا وليهم أهل لأبوهم بس معرفش ليه ملهمش اهل لامهم ولا لما بيسألوني مش بعرف ارد اقولهم ايه، نفسهم يشوفوا جدتهم لأمهم ويحسوا بحنانها، عاوزاكى تعرفي كمان ان من بعد ظلم الدنيا ليا وليكي انا اتظلمت كتير ومحدش رحمني ابدا وكل ده علشان مليش حد، أنا اتبهدلت واتمرمطت عشان بس اوصل فى النهاية لحضنك اللي الظروف حرمتني منه وعمري كله ومحدش عوضني مكانك ولا حد شغل تفكيري غيرك ارجوكي نفسي أشوفك عشان إنتي أمي وأنا بنتك حتي لو كنتي مش عوزاني أنا عوزاكي ومسمحاكي".
وقالت هبه فى رسالتها لليوم السابع: "يمكن أمى مش هتتعرف على شكلى بعد العمر ده كله بس أنا متأكده إن الدم بيحن وزى ما سيدنا يعقوب شم رائحة سيدنا يوسف من بعيد وعرفه بقلبه أكيد إنتى هتعرفينى بقلبك، أنا بقيت أم يا أمى وعرفت يعنى إيه حنان الأم، وأكيد الحنان ده إنتى كمان حساه ناحيتى، وأنا واثقة إن ربنا هيستجيب لدعائى واشوفك قبل ما أموت حتى لو مرة واحدة بس".
وتابعت هبه "أتوسل إليكي ياأمى، كل ما أريده أن أصل لكى، أنا أموت يوميا بالبطئ ، يقتلنى احساس العجز بسبب عدم وجودك فى حياتى ويقينى بالله أننى سأصل لكى هو ما يةما ما سوف أراكى، ولو ربنا لسه مطول فى عمرى متمناش غير إنى اعيشه تحت رجليكي، ومش عاوزاكى تخافى من أى حاجة، السنين اتغيرت والدنيا اتغيرت وممكن اللي حصل زمان ربنا يصلحو دلوقتى، أنا قلبى مقسوم يا أمى ووحشانى رغم إن عمرى ما شوفتك وكل إللى بتمناه لحظات أقولك فيها أنا ازاى اتعذبت من غيرك وإزاى بحبك، أنا كل سنة وقت عيد الأم أقول ربنا هيهدينى أحلى هدية وهو إنى اشوفك السنة دى، وحتى لو ربنا مكتبلناش اللقا السنة دى هقولك كل سنة وإنتى طيبة وبخير، وفى النهاية أنا بنتك وإنتى أمى مهما كانت الظروف التى إنتى وأنا عشناها".
وعن دخولها دار أيتام قالت هبة لليوم السابع إن كل ما تعرفه من الدار أن أحدهم تركها وقت آذان الفجر أمام باب منزل سيدة كانت تعمل فى دار أيتام فى شبين الكوم وكانت بيتها فى مطلع السلطان حسين وقالو لى إننى كنت أرتدى ترنج صوف لونه برتقالي وكنت ملفوفة فى لفة كبيرة، موضحة أن الترنج البرتقالى قد يكون علامة مميزة للأم وقد تتذكر بها إلا أنها تثق أن أمها تتذكر اليوم بكل تفاصيله وسوف تتعرف عليها إن كانت تقرأ هذه الرسالة.
وأضافت هبة لليوم السابع أنها ليست المرة الوحيدة التى تبحث عن امها فقد بحثت بكل الطرق، وأنها بعد أن كبرت وعرفت حكاية دخولها لدار الأيتام بحثت عن العاملة التى أدخلتها دار الأيتام لأنها تركت العمل فى الدار، قالوا إنها توفيت ولم تجد لها أقارب وأيقنت وقتها أن البحث سيكون أمرا صعبا، بعدها ذهبت إلى القسم والمحكمة للحصول على ورقة إثبات للمحضر الذى تم تسجيلى دخولى الدار به من 25 سنة وبحثت فى كل المحاكم والأقسام وقالوا: "انهم يقومون بإعدام الملفات كل 10سنوات".
واستكملت "هبة": "انا الحمد لله خرجت من دار الأيتام وتزوجت وأنجبت، بس أملى فى ربنا كبير إنى أوصل لأمى أو أوصل للمحضر اللي اتسجلت بيه أكيد به بيانات ومعلومات عن من وجدنى وسلمنى للدار".
_ تحديث
بعد نشر الخبر بصور السيدة صاحبة المشكلة، تواصلت "هبة" مع اليوم السابع، وطلبت حذف صورها، بعدما تسبب النشر فى إحراج عائلي ومضايقات، ما دفع اليوم السابع لحذف الصور، مكتفيا بوجود قصة السيدة التي أرسلتها للجريدة عن طريق خدمة "واتس آب" اليوم السابع.